البحث المتقدم

البحث المتقدم

المعاد وما يتعلق بالروح يوم القيامة

0 تقييم المقال

 

ألا أيها الناسي ليوم رحيله ******** أراك عن الموت المفرق لاهيا

ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى *** وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا

ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة ***** وما عمروا من منزل ظل خاويا

وهم في بطون الأرض صرعى جفاهم * صديق وخلّ كان قبل موافيا

وأنت غداً أو بعده في جوارهم ******* وحيداً فريداً في المقابر ثاويا

جفاك الذي قد كنت ترجو وداده ******** ولم تر إنساناً بعهدك وافيا

فكن مستعداً للحمام فإنه ********** قريب ودع عنك المنى والأمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥ القصص﴾ صدق الله العلي العظيم.

ما معنى المعاد ..؟ : معنى المعاد هو العودة الى شيء كنت فيه وجئت منه الى الدنيا . ثم عدت اليه مرة اخرى يسمى معاد .!! . ورد في القران قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) * الآية تشير الى ادم(ع) قال: " أخرج الله منه ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه.{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} بماذا شهدنا على انفسنا ان الله ربنا .. لا نتذكر ولا نعرف متى كان ذلك . وفي أي عالم .!!

عن الكليني: مرفوعا عن الصادق{ع} " أن جماعة من قريش قالوا لرسول الله (ص): بأي شيء سبقت الأنبياء و أنت بعثت آخرهم ؟ فقال: " إني كنت أول من آمن بربي، و أول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. فكنت أنا أول نبي قال بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله ".اذن الآية تتحدث عن اخذ ميثاق النبين {ع} *** عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَ)،قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً مِنْ لَدُنْ آدَمَ(عَ) إِلاَّ وَيَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا يَنْصُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَ)،وَهُوَ قَوْلُهُ: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يَعْنِي برَسُولَ اللَّهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَ)،ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:أأَقْرَرْتُمْ وأَخَذْتُمْ عَلىٰ ذٰلِكُمْ عَهْدِي: قٰالُوا أَقْرَرْنٰا قٰالَ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ:[فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّٰاهِدِينَ].

**حقيقة الروح والمـعاد: حقيقة الروح غامضة[مر النبي "ص" على نفر من اليهود فقالوا سلوه عن الروح. فنادوا عليه يا أبا لأنهم لا يقرون بنبوته، قالوا له: (ما الروح؟ فاتكأ جذع نخلة، قال ابن مسعود: فعلمت أنه يوحى إليه ثم تلا: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.معنى قوله {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} أي: من العلم الذي اختص الله تعالى به نفسه، فلم يمكن ان يعرف احد هذا اما اذا سالت ما معنى الروح؟ فالجواب الروح مخلوق من مخلوقات الله، أودعها في الجسد، وروحك التي بين جنبيك أقرب الأشياء إليك ولكن لا تعرف حقيقتها,هي غيبية مجهولة ، لم يستطع العقل البشري أن يتوصل إلى معرفة أسرارها من هنا تعدّدت آراء الفلاسفة ونظريات المتكلمين.

لم يتوصل العلماء الى الان في كيفية نشأة الروح .هل الروح قديمة قبل الذر او بعد الخلقة .. وما علاقة الروح بالبدن وهل تبقى مع البدن خالدة بعد الموت. هل لها سعادة وشقاء كالبدن اين تكون الروح حين تخرج من البدن في عالم البرزخ. .في قوله تعالى "وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ » قول الصادق {ع} : والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ ـأما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم ..قال علي بن الحسين {ع}: إن القبر إما روضة من رياض الجنة ـ أو حفرة من حفر النار .

حالات الخلقة في معنى قوله ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) عدّة معانٍ ، الأول : أن النبي{ص} سئل عن ماهية الروح ، قال أجابت الآية الروح من سنخ الأمر هو قوله تعالى (إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}..

الثاني : أنه سئل عن ماهية الروح ، فأجابت الآية : ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي مما استأثر ربي بعلمه ، ولم يُطلع عليه أحداً .

أراد أن الروح حادثة تحصل بفعل الله. يبين القران في خلق آدم {ع}( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي )وقوله تعالى في خلق عيسى{ع}:(فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا}وقوله سبحانه(وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) فالروح هنا تعبير عن القوة التي تحول الجماد إلى كائن حيّ ، وقد خصّ تعالى آدم وعيسى بالذكر، لأنه خلقهما على غير العادة في سائر الخلق ، وأضاف لفظ الروح إليه إضافة تشريفية تعبّر عن الاختصاصه بالروح .

ثانيا: الروح بمعنى جبرئيل{ع}قال تعالى ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) المراد به جبرئيل{ع}، جاء عن الإمام الباقر{ع} في تفسيرها أنه قال: « هو جبرئيل ، والقدس الطاهر »وإضافة الروح إليه ارسلنا روحنا للتشريف مع التعظيم.

ثالثا: الروح بمعنى مخلوق أعظم من الملائكة : أنه مخلوق سماوي عظيم عند الله سبحانه ، توكل إليه المهمات المرتبطة والوحي ، بمفرده أو مع الملائكة ، قال تعالى: ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلأئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ )وقال :( تَنَزَّلُ الْمَلأئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ)ووصف في الروايات أنّه خلق أعظم من الملائكة وجبرئيل وميكائيل ـ كان مع رسول الله{ص} ومع الأئمة {ع}. قال : « خلق من خلق الله ،أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله{ص} يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمة من بعده » وتاتي الروح بمعنى الإيمان : قال تعالى:( وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنْهُ )روي عن الإمام الباقر والصادق{ع} أنّ المراد بالروح في هذه الآية الإيمان .

*** الصراع الفكري حول الروح : هناك صراع فكري بين الفلاسفة حول الروح . هل هي خالدة . ام هي من خواص الجسد كالقلب والعقل واعضاء الجسم. تفنى بعد الموت ولا بعث ولا معاد كما يقول الماديون.

**لذلك تجاهلت وتجاهلت الفلسفة المادية الحديثة كل الخصائص والآثار الروحية التي لا تخضع لقانون المادّة ، وأعلنت أن الروح ومظاهرها من الشعور والعلم لا وجود لها كوحدة متميزة عن جسم الانسان المادي ، وإنّما هي في ذاتها وظيفة له ونتيجة لعلاقته بالعالم الخارجي ،وتمسّك الماديون في الدلالة على مذهبهم القائم على إنكار الروح ،

2 ـ القائلون بالتجرد: وهم الهنود والمصريين والصين وفارس واليونان يعتقدون أنّ الروح جوهر خالد موجود منذ الأزل ، وعندما يكتمل الجنين في بطن اُمّه تتعلق به الروح ، ثمّ تعود بعد الموت إلى محلّها الأول ، ويرى إفلاطون أن هناك روحين : مكانها الدماغ ، والاُخرى غير عاقلة وهي قسمان: غضبية ومستقرها الصدر ، وشهوية ومكانها البطن .

*** أما المسلمين: قال الشيخ الصدوق : الاعتقاد في الروح أنّه ليس من جنس البدن ، وأنها خلق آخر لقوله تعالى: ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )، وإذا فارقت الأبدان فهي باقية ؛ منها منعّمة ، ومنها معذّبة إلى أن يردّها الله تعالى بقدرته إلى أبدانها .فهي لا تفنى بالموت ، بأدلة نقلية وعقلية كثيرة نذكر منها :

أولاً ـ الأدلة القرآنية :ـ الآيات القرآنية الدالة على أن أرواح الشهداء والصدّيقين لا تموت بموت البدن ولا تفنى بفنائه ، بل تبقى في عيش هنيء ونعيم كقوله تعالى : ( وَلأ تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لأ تَشْعُرُونَ ) وقوله تعالى : ( وَلأ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.) وقوله تعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فثبت أن الإنسان قد يكون حياً بينما جسده تبدد في التراب.

2 ـ الآيات الدالة على أن الكفار يعذّبون في النار بينما أجسادهم في القبور ، كقوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) فهم أحياء يعذّبون بعد موت أجسادهم ، وذلك يستلزم كون حقيقة الانسان شيئاً غير هذا الجسد** أدلة السّنة والاحاديث نذكر منها : ـ قوله{ص}: « من صلّى عليّ عند قبري سمعته ، ومن صلى عليَّ من بعيد بُلّغته ». وقال:« من صلّى عليَّ مرة صليت عليه عشراً ، ومن صلّى عليَّ عشراً صلّيت عليه مائة ، فليكثر امرؤ منكم الصلاة عليَّ أو فليقلّ ». فبيّن أنه بعد خروجه من الدنيا يسمع الصلاة عليه ، ولا يكون كذلك إلاّ وهو حي عند الله تعالى ، وكذلك أئمة الهدى{ع}يسمعون سلام المسلّم عليهم من قرب ، ويبلغهم سلامه من بعد ، وبذلك جاءت الأخبار عنهم عليهم السلام

2 ـ روي عن النبي[ص]وقف على قليب بدر ، فقال للمشركين الذين قتلوا يومئذٍ وقد اُلقوا في القليب:« لقد كنتم جيران سوء لرسول الله ، اخرجتموه من منزله وطردتموه ، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه ، فقد وجدت ما وعدني ربي حقاً ، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟ » فقيل له : ما خطابك له وقد جيفوا ؟! فقال.« والله ما أنتم بأسمع منهم ، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلاّ أن أُعرض بوجهي عنهم » . وفي رواية : « ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوني » .

3ـ وعن أمير المؤمنين[ع]أنه ركب بعد انتهاء حرب البصرة ،فصار يتخلّل الصفوف حتى مرّ على كعب بن سوار... وهو صريع بين القتلى ، فقال : « اجلسوا كعب » فاُجلس فقال له : « يا كعب بن سوار ، قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ؟ » ثم قال:« أضجعوه » وفعل مثل ذلك بطلحة بن عبدالله ، فقال له رجل من أصحابه : يا أمير المؤمنين ، ما كلامك لقتيلين لا يسمعان منك؟! فقال{ع} « مه يا رجل ، فو الله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله{ص}.

**عن حبّه العرني ، قال : خرجت مع أمير المؤمنين{ع}إلى وادي السلام ، فوقف . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني قد أشفقت عليك من طول القيام ، فراحة ساعة فقال لي : « يا حبّة ، إن هو إلاّ محادثة مؤمن أو مؤانسته قلت :مع من .؟ قال مع هؤلاء قلت اجساد ام ارواح , قال بل ارواح ولو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً يتجمعون يتحادثون » .اضافة الى اننا في كل صلاة نسلم على النبي{ص} ونهدي ثواب الفاتحة الى موتانا. ولا بد لهذا الاهداء نتائج في حياتهم البرزخية.. الخ.قال أمير المؤمنين{ع}« كل وعاء يضيق بما جُعل فيه ، إلاّ وعاء العلم فإنه يتّسع به »سعة وعاء العلم بمقدار العلم ذاته ، فوعاؤه إذن غير مادي .ولكن لا نشعر بحجم الوعاء. ***أدلة علمية تجريبية: توصّل علماء الغرب إلى نتائج باهرة على صعيد إثبات خلود الروح بعيدا عن صفات المادة ، لا على أساس فلسفي يقوم على النظر والاستدلال ، بل على أساس علمي تجريبي لا يكون فيه أدنى شكّ ، وهذه التجارب نسفت المذهب المادي ، القائم على الفرضيات ، وذلك من خلال علم استحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي .اللذين فتحا إلى عالم الروح آفاقاً جديدة ، غيّرت الكثير من العلماء الماديين الجاحدين لعالم الروح إلى مؤمنين بعالم الغيب موقنين بخلود النفس.كلا العلمين استحضار الروح والتنويم المغناطيسي معروفاً منذ القدم ،كان يعرفه المصريون القدماء والآشوريون والهنود والرومان وغيرهم ، ولكنه كان لا يتعدّى المعابد ولا يشتغل به إلاّ رجال الدين ، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي شاع هذان العلمان في أمريكا واُوربا ، وانتشرا على نطاق واسع في أنحاء المعمورة ، وأصبحا من العلوم المعترف بها عند أساتذة الجامعات الدراسات الجامعية أضفوا عليهما روحاً علمية جديدة .

استحضار الأرواح|:ارتباطه بالموتى تستحضر أرواحهم من عالمهم، فتاتي روح المستحضر تتحدث بكلّ وضوح أنها روح فلان ، وتجيب على الأسئلة التي توجه إليها بعقلٍ وحكمة إلى الحدّ الذي استعان بعض العلماء بالأرواح في حلّ ما يجهلونه من مسائل معقدة ، كما تجيب الروح عندما تُسأل عن حالها بعد الموت وماهي فيه من نعيم أو جحيم وتفرّغ كثير من العلماء الماديين من مختلف بلدان العالم للبحث في هذا العلم.

ثانياً : التنويم المغناطيسي : وهو تنويم صناعي يقوم به المتخصّصون بهذا العلم ، فيغطّ المُنوَّم في نوم عميق تتوقّف فيه أعضاؤه عن الحركة والاحساس ، ولا يسمع إلاّ صوت مُنوّمه ، ويستسلم لإرادته مطيعاً لأوامره دون تردّد ، وتظهر منه روحاً متميزة عن البدن ، فقد تنتقل روحه إلى مناطق بعيدة عن موضع النوم ، وتكشف أسراراً لا يعرفها من قبل وقد يتكلم بلغات لا يتقنها ، ويخبر عن أشياء ليس له أدنى إطلاع بها.

حقيقة المعاد: اتفق المسلمون على المعاد والنشأة الآخرة ، وشاطرهم عدد من الفلاسفة في ذلك ، ولكن اختلفوا في كيفية المعاد على قولين :

الأوّل ـ المعاد جسماني: ويعني أن الله يحشر الناس يوم القيامة بهذا البدن الترابي بعد رجوعه إلى هيئته الاُولى ، والمعاد بهذا المعنى أصل من اُصول الدين ،واجب الاعتقاد به جاحده كافر بالأجماع أما الإخبار بثبوته ضروري في دين الأنبياء{ع} وهو معلومٌ في دين نبينا محمد{ص}ونصّ عليه القرآن في آيات صريحة ألفاظها واضحة في معانيها ، تؤكد حين يخرج الناس من أجداثهم للحساب(يَوْمَ تُبَدُّلُ الاْرْضُ غَيْرَ الاْرْضِ وَالسَّماوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ) كما أنه ثبت بالتواتر أن النبي{ص}وعترته المعصومين{ع}قد نصّوا على ثبوت المعاد الجسماني وقالوا به في أحاديث صريحة بهذا المعنى ،ومن الآيات :ـ قوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الانسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ )قوله تعالى ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) اما الآيات الدالة على إخراج الأموات من القبور ، كقوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِنَ الاْجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ وقوله تعالى : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ).اما الآيات الدالة على أن الإنسان يحضر إلى الحساب بكامل جوارحه ، تكون شاهدة على أعماله ، كقوله تعالى : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)عن الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق{ع}قال : « إذا أراد الله أن يبعث الخلق ، أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً ، فاجتمعت الأوصال ، ونبتت اللحوم ».

*** اما الذين قالوا بتجرّد الروح عن البدن ، فالمعاد عندهم يكون للأجسام وللأرواح ، من الأمامية ،الشيخ المفيد ، والطوسي والعلامة الحلي ذهبوا إلى أن النفس المجردة تعود إلى البدن في يوم القيامة .وقالوا أن الروح جوهر لطيف نوراني مغاير للبدن ، وأنّها تبقى بعد خرابه حيّة مرزوقة ، أو بالعكس شقية سأل زنديق الامام الصادق{ع} مستنكراً البعث : وأنّى له بالبعث والبدن قد بلى ، والأعضاء قد تفرقت ، فعضو ببلدة يأكلها سباعها ، وعضو بأخرى تمزّقه هوامها ، وعضو صار تراباً بني مع الطين حائط ؟ فقال{ع}« إنّ الروح مقيمة في مكانها ، روح المحسن في ضياء وفُسحة ، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير تراباً كما منه خلق ، وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها مما أكلته ومزقته ، كلّ ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الأرض ، ويعلم عدد الأشياء ووزنها... فإذا كان حين البعث مطرت الأرض مطر النشور ، فتربو الأرض ، ثمّ تُمخَضوا مخض السقاء ، فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غُسِل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مُخِض ، فيجتمع تراب كلّ قالب إلى قالبه ، فينتقل بإذن الله القادر إلى حيث الروح ، فتعود الصور بإذن المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها ، فإذا به استوى لا ينكر من نفسه شيئاً ».

**الثاني ـ المعاد روحاني: ذهب جمهور الفلاسفة إلى أنّ المعاد روحاني ؛ لأنّهم لم يتمكّنوا من تعقّل عودة الأبدان على معاييرهم الفلسفية ، فقالوا : إنّ البدن تنعدم صورته ، لقطع تعلّق النفس به ، فلا يعاد بشخصه تارة اُخرى ، إذ المعدوم لا يعاد ، والنفس جوهر باقٍ لا سبيل للفناء اليها. عليه جعلوا المعاد من شأن الروح وحدها التي لا يعتريها الفناء.واشتهر عن ابن سينا أنه ينكر المعاد الجسماني ويقول بالمعاد الروحاني حتى أن الغزالي كفّر ابن سينا وكفروا بعض الفلاسفة لأنكارهم المعاد الجسماني.

****المعاد الجسماني في القرآن الكريم: في خطاب نوح{ع}إلى قومه قال ﴿وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾. وإحياء سبعين رجلًا من قوم موسى‏، سبعون رجلًا، حين خرج من الميقات ليُكلّمه اللَّه سبحانه بحضرتهم، فيكونوا شهداء له عند بني إسرائيل لعدم وثوقهم بأنّ اللَّه يُكلّمه، فلما حضروا الميقات، وسمعوا كلامه تعالى سألوا الرؤية، فأصابتهم الصاعقة فماتوا، ثم أحياهم اللَّه. وغيرها من الآيات .

المعاد بالبدن الهورقليائي: تبنى هذه النظرية الشيخ أحمد الأحسائي، حيث يعتقد أن للإنسان جسدين: جسد مادّي يفسد ويتحلّل، وجسد يستمر وجوده وبقائه مع زوال الجسد الأوّل، وأنّ الجسد الثاني هو من جنس عالم المثال، وهو الجسد الذي يحشر في القيامة . لام الاجساد في يوم القيامة لا تشبه اجسادنا حيث لا تغوط ولا بول ولا مرض ولا حقد وغل بين المؤمنين.. وجلودهم تتحمل العذاب عكس جلود اهل الدنيا.

/// موقف الزهراء يوم القيامة: ينقل القرآن الكريمُ بعضَ أحداث يوم القيامة، يسمى يومُ الندامة، يوم يعضّ الظالم على يديه. عندما أسرى بالنبي إلى السماء، اخبره تعالى عن ذلك اليوم المَهول، فيخاطب الله تعالى نبيّه (ص) عن الصادق (ع):وَأَمَّا ابْنَتُكَ، فَإِنِّي أُوْقِفُهَا عِنْدَ عَرْشِي، فَيُقَالُ لَهَا: إِنَّ الله قَدْ حَكَّمَكِ فِي خَلْقِهِ، فَمَنْ ظَلَمَكِ وَظَلَمَ وُلْدَكِ فَاحْكُمِي فِيهِ بِمَا أَحْبَبْتِ، فَإِنِّي أُجِيزُ حُكُومَتَكِ فِيهِمْ. فوصف الشعراء ذلك اليوم.

يوم القيامة توقف الزهرا الزكيّه...أوتبدي شکايتها إلى ربّ البريّه تبدي الشكايه والخلایق يسمعوها...أوترفع المحزونه رباعيّة أبوها.أوثوب الحسن وذيك العمامه خضّبوها...أوترفع قميص اللي انذبح بالغاضريّه.. توقف ابهالحاله أوتصبّ الدمع مهتون...والا ابخدیجه أومريم العذرا ینادون اخذي جنينك يا عزيزة سيّد الكون...أوتتناول المحسن ابكفّها الهاشميّه..

تجذب الونّه والملايك حولها أوقوف...في وين أبو السجّاد والعباس اباشوف//ساعه أولنّ عباس جاي الها بلا اكفوف...بس تنظره اتنادي يبو النفس الأبيّه....ما قصّرت يا نور عيني يوم لطفوف...بعت العزيزه الروح بين أرماح وسيوف///لكن انشدك يالولد في وين لكفوف...في الحال يخبّرها أويقلّها یا زکیّه// يوم الذي دارت بي اصفوف الأعادي...طاحت اكفوفي أولا دريت ابأيّ وادي//أولليوم یا زهرا بقيت ابغير أيادي...أوتطلع الزهرا اکفوف عبّاس الشفيّه//هذي اكفوفك يالولد یا وافي الباس...لكن بنشدك وين أبو سكنه يعبّاس // اولن الشهيد احسين جاي الها بلا راس...يحكي من المنحر أوراسه في يديه.. بس تنظره اتنادي أومنها اتصعِّد انفاس...وتقبّل المظلوم نوب أونوب عباس// وتصيح يبني تندفن جثّه بلا راس...أوراسك يشيلونه ابراس السمهریّه

نعم
هل اعجبك المقال