البحث المتقدم

البحث المتقدم

حوار مع عالم

0 تقييم المقال

 

لابد أن نحرص على المعلومة الصادرة  عن علمية أهل البيت عليهم السلام ، وعدم التفريط بها، وأول التحصين إحاطة هذه العلوم بعقليات مدركة قادرة على الانسجام مع قدسيتها، ويرى بعض مراتب أهل العلم إن إشاعة علوم أهل البيت عليهم السلام في غير أهله من الجهلة و السطحيين يشكل خطورة مركزية عليه ، قد يتخذه ذريعة لإنزال المكاره و الاضرار بالأئمة و الأولياء، وقد يتفوه به غير حملة العلم ممن لا يطيقون حمله ولا يفهمون موقع مرجعه . فما الذي نحتاجه لقراءة علوم أهل البيت عليهم السلام

*** 
-الدكتور محمد حسين الصغير:ـ
      الائمة عليهم السلام يركزون على قضية الإدراك ، حديث تدركه خير من ألف ترويه ، لأن كلامهم يحمل على وجوه متعددة لهذا نجد الإمام الصادق عليه السلام يشرح نظرياته شرحًا مبينًا واضحًا ويعرضها عرضًا علميًا ، سهل الفهم و الإدراك بحيث تستطيع الأذهان تقبله و استيعابه.
 القوانين العلمية التي اتى بها الإمام الصادق عليه السلام ساقها بأسلوب واضح وعبارات لا تحتمل اللبس ،
الإدراك  بيان ما في العلم رهن الفهم،  وباقي مع الدهر ولا تنتهي بوفاة واضعها ، إذا أردنا أن نتحدث عن حدود علم الإمام فباب واسع المسلك في احاطته و وجوهه وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا، علم الإمام عليه السلام لم يكن بحاجة إلى سد الذرائع في الرأي والاستحسان والقياس فقد و هبهم الله من العلم حدًا ما طبق صداه المشرق والمغرب وكأنه اجماع قائم بذاته ، لا يختلف فيه اثنان، وقال الإمام الباقر عليه السلام (عندنا ما لا نحتاج معه إلى الرأي والقياس ولا إلى أحد من الناس وأنكم لا تأتون  بالأمر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف اذا تركتموه )وعن المناخ الغيبي هو من اختصاص الله سبحانه وتعالى بالغيب وعلم الغيب ،ولكن لا ضير أن يطلع بعض عباده بمشيئته على جزء من علم الغيب فيكون علماً من ذي علم (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من أراضى من رسول) يفيد ان الله تعالى يظهر رسوله على ما شاء من الغيب المختص به... 
&&&
- صدى الروضتين...
المظاهر الملحوظة في حياة الائمة عليهم السلام لم يهاجر أحد منهم يومًا لطلب العلم، ولا درسوا يومًا عند أحد ولا أخذوا الدرس من أحد وإنما أخذ منهم الناس فما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟
*** 
- الدكتور محمد حسين الصغير:ـ أتعلم أن الإمام لا يطالب بدليل على ما يقول لأن قوله سنة والسنة يستدل بها ولا يستدل عليها بشيء ،و رأي الإمام عليه السلام ليس ناتج عن عملية استنباطية تقوم على أساس الإجتهاد أو النظر العقلي وإنما هي العلم الموروث والعلم الموهب غير المكتسب، ثم بعد هذا عليك أن تدرك أن  الترجمة لم تكن رائجة الا بعد عصر الإمام الصادق عليه السلام
فلا يمكن لأحد أن يقول أنه أفاد شيئا من الأثر اليوناني أو الإغريقية أو الفرعوني أو الزرادشتي ؛ وذلك للمفاضلة الزمنية بين  شيوع بعض آثارهم ،وعهد الإمام عليه السلام هذا من بعض  العلوم التجريبية والفلسفية، كيف الحال بما لا عهد لهم به من أصول الدين وعلوم الشريعة المقدسة ومذاهب علم الكلام وعليك أن تعلم بما تدل عليه التعددية العلمية عند كل إمام حتى كأنه كان كل فن من الفنون تخصه وحده ،الأمام الصادق عليه السلام يتمتع بقدرة ادراكية خارقة،  شأن الائمة عليهم السلام ، شأن كل ما هو مبتكر و أصيل في الأفق المعرفي.
$$$
- صدى الروضتين:-  بعض منابرهم الإعلامية تقول أننا لم نسمع عن إمامكم الصادق منجز علمي مؤثر ؟
*** 
- الدكتور محمد حسين الصغير:ـ قل لهم أنتم لا تريدون أن تقرأوا عن إمامنا ولا تتابعون علومه و دراساته و مناظراته، ولا تريدون أن تعرفوا شيئًا عن منجزاته العلمية، حدثهم عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام  في الحادية عشرة من عمره خطأ راي بطليموس الذي يقول بوجود حركتين للشمس حركة في البروج الاثنا عشرة حول الأرض مرة كل سنة و حركة حول الأرض مرة كل يوم وليله ومن هنا ترى الشمس حسب رأي بطليموس تغيب عنا كل ليله في المغرب لتظهر صباحا من المشرق وهي حركة يومية نسبها إلى الشمس، الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه يرى إن هناك استحالة في التقاء هاتين الحركتين في آن واحد لان الشمس اذا تسير في منتصف البروج لا يسعها أن تترك المسار لتدور حول الأرض مرة كل يوم صحح النظرية بعد 560 سنة عن حياة بطليموس ولا أحد كان يجرى على انتقاد نظرية ، وكان الإمام جعفر الصادق أول من إلتفت إلى الخطأ والفساد في هذه النظرية وهي في سن مبكرة
&&
- صدى الروضتين.:ـ ليس أمامي إلا أن أكرر سؤالي ، عندما يستطيع إنسان وهو في عمر صباه أن يصحح نظرية غفل عنها العالم ، القضية الآن من أي منهل يستقي علومه ؟
*** 
- الدكتور محمد حسين الصغير:-
علم الإمام الصادق عليه السلام ليس من قبيل التعليم الجامعي ولا هو من علم الأساتيذ والمشايخ في الدراسة والبحث الاكاديمي بل هو ذلك العلم المتصل بالمصدر التشريعي مباشرة أي من قبل الله سبحانه وتعالى ،علم الغيب لا يدرس ولا هو من قبيل التنبؤ الذي قد يخطئ وقد يصيب ، وهو ليس من الباراسيكلوجي  يكون تنبأ في الأحداث مبنيًا على الظن الواقع الذي قد يتحقق و قد لا يتحقق، بينما تشكل هذه الظاهرة عند الائمة عليهم السلام ومنهم الإمام الصادق حدث كائن لا محالة فهو يتحدث عن الآجال و الأعمار وساعة الموت ونوايا الغلاة وأصحاب النحل وقد يخبر الوافد عن نواياه ولا يشك أحد من المسلمين من أن الإمام عليه السلام هو الوريث الشرعي لعلم الكتاب ، وكان يؤكد عليه السلام أن علمهم من القرآن ويقول دائمًا نحن نعلمه.

نعم
هل اعجبك المقال