البحث المتقدم

البحث المتقدم

ثلاث شروط لو توفرت ما قُتِل النبي صلى الله عليه وآله

0 تقييم المقال

 

إنّ الصدام على سيادة الأرض صراعٌ أزليّ، توارثته الكائنات منذ أن سكنت الخليقة اليابسة، ولا يزال هذا التنافس قائماً.

فلمّا خلق الله آدم عليه السلام ليسكن الأرض، اعترضت الملائكة على ذلك، واستنكرت المسؤولية التي حمّله الله إياها، وهي خلافة الأرض. لقد شكّكت بقدرته على النجاح في هذه المهمة المقدّسة، وهي قيادة العالم السفلي سياسياً واقتصادياً، بناءً على استنتاجات مبكرة، وحكمت على فشله، مستندةً إلى تجارب أقوامٍ مماثلين للبشر، عُرفوا بـ "النسناس"، وُجدوا قبل آدم عليه السلام.

وقد كان التنافس دائماً يميل لصالح الظالمين، على الرغم من أنّ الله سبحانه وتعالى قد بعث في الأرض مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، لرفع الوعي وهداية البشر، وانتشالهم من عالم الفساد والظلم والجور إلى عالم الطهر والنور. لكن النتائج غالباً لم تكن مرضية، وسقطت طموحات الأنبياء أمام استمالة السلاطين للمجتمعات بالمال والسياط حبّاً ورهبة. وكانت نهاية أكثر الأنبياء: التعذيب بأبشع الصور، ثم التشريد والقتل والسُّم والحرق والصلب.

لم يتوقف مسلسل قتل الأنبياء قط، حتى انتهى بقتل خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، الذي ختم الله به النبوّة، والذي وصفه تعالى بقوله:
{وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107].
أي إنّ عدله كان سيبلغ كل قارات العالم: آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، ولكن هذه الرحمة وئدت في الجزيرة العربية، بذات المعوّقات التي أُهدر بسببها دم الأنبياء، فمُنعَت رحمة الله من أن تعمّ الأرض. ويمكن إجمال الأسباب في ثلاث نقاط:

1️⃣ الدائرة الأمنية الحامية للمشروع:
وهي المحيط المباشر للنبي صلى الله عليه وآله: من بيتٍ وعائلةٍ وزوجاتٍ وأقارب، كان ينبغي أن تذوب في المشروع. وهو تحذير أمني شديد، سبق أن نَبَّه به يعقوبُ يوسفَ عليهما السلام بقوله تعالى:
{يا بُنيَّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً}.

2️⃣ الكتلة الاجتماعية الباعثة للمشروع:
وهي المجتمع الواعي من النخب والمثقفين، جنود التبيين وألسنة البلاغ، المبلّغون والإعلاميون الذين يعكسون الصورة النورانية للرسالة. هؤلاء هم أقوى حزامٍ أمني، يقود الضربات الاستباقية لردّ صُنّاع الكذب من الانقلابيين والمرجفين.

3️⃣ حُرّاس المشروع:
وهم الأنصار الذين يبذلون مهجهم، ويشتعلون حماسةً في إظهار العدل الإلهي. إنهم المكمّلون لسلسلة الوعي والانبعاث المحمدي ـ الحسيني ـ المهدوي. لكن عدو الإسلام اكتشف أسرار مشروع النبي، فاخترق بيت الرسالة وزرع فيه النساء، متذرعاً بالقرب من النبي، وعمد إلى إضعاف الناصر، حتى أُطبِق الحصار على بيت النبوّة. فكان بيانه الشهير أمام الملأ، الذي حوّلوه إلى رأيٍ عام: [إنّ الرجل موصى]، وكان يقصد علياً عليه السلام، أي إنّه لن يقاتلكم أبداً لعدم توفّر الناصرين له.

إنّ فقدان الناصر وضعف الوعي هما اللذان قتلا النبي، وقتلا الحسين في كربلاء، وباقي أهل بيته. ولا يزال النبي صلى الله عليه وآله ينتظر الأنصار لولده المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، الذي سيخلف الأرض ويملأها عدلاً وقسطاً.

نعم
هل اعجبك المقال