حقق الدكتور محمود علي حماية كتاب (تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب) عبد الله الترجمان
قصة إسلام مثيرة وقد ألف كتاب "تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب" باللغة العربية، ثم ترجم إلى الفرنسية ونشر في مجلة تاريخ الأديان بباريس سنة 1885م.
يقول فيها القسيس (أنسليم تورميدا)
أصلي من مدينة مايوركا، تتلمذت في طفولتي على يد قسيس علمني الإنجيل ولغة الإنجيل وعلم المنطق
ارتحلت من بلد مايوركا إلى مدينة لاردة من أرض كتالونيا وهي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القطر، وبهذه المدينة تجتمع طلبة العلم من النصارى، فقرأت فيها علوم الطبيعة والنجوم، وارتحلت إلى مدينة بلونية، انتميت لكنيسة (نقلاو مرتيل) قسيس كبير السن، له منزلة علمية وصاحب دين وزهد، كان الملوك والأمراء تتبرك به وتقدم الهدايا، قرأت على يده علم أصول دين النصرانية، حتى جعلني القريب إليه أؤدي له الكثير من وظائفه، وصرت أرعاه واقوم بخدمته وبعد عشر سنوات، أصابه مرض يوما فتخلف عن مجلسه، تذاكر المجلس بعض الأمور العلمية، ومنها وصية النبي عيسى عليه السلام «إنه يأتي من بعدي نبي اسمه البارقليط» وعجزوا عن الوصول إلى معنى محدد، تشعبت الآراء في هذه النبوءة ولم يحصل اتفاق في مفهومها، واخبرت القس بكل ما دار من حديث واختلافهم في اسم البارقليط فقال أن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الراسخون في العلم، طلبت منه معرفة هذا الاسم الشريف، فبكى الشيخ وقال: يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيرًا من أجل خدمتك لي وانقطاعك إلي، وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكن أخاف عليك أن تظهر ذلك فيقتلك عامة النصارى في الحين.
تجرأت لأسأله وما تقول في دين هؤلاء النصارى؟ فقال لي:
- يا ولدي لو أن النصارى أقاموا على دين عيسى الأول لكانوا على دين الله، لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله.
فقلت: وكيف الخلاص من هذا الأمر؟ فقال:
- يا ولدي بالدخول في دين الإسلام.
ـ وهل ينجو الداخل فيه؟ فقال لي:
- نعم ينجو في الدنيا والآخرة.، سألته حينها:
ـ ما يمنعك منه؟ فقال لي: تعرفت على الحقيقية في عمر متأخر بعدما وهن العظم صرت أعجز عن مواجهتهم لو أنكرتهم لقتلوني، ولو نجوت منهم والمسلمون لا يرون لمن يسلم منة أو جميل، سيقولون خلصت نفسك من عذاب الله، فأبقى بينهم شيخًا كبيرًا فقيرًا ابن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي فأموت بينهم بالجوع.
وأنا والحمد لله على دين عيسى وما جاء به يعلم الله ذلك مني. فقلت له:
- يا سيدي أفتأذن لي أن أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل في دينهم؟ فقال لي:
- إن كنت عاقلًا طالبًا للنجاة فبادر، شجعني على السفر إلى الإسلام وزودني بالمال لأتمكن من رحلتي، سافرت إلى تونس، وتم استقبالي من قبل أحبار النصارى وحملي إلى بلادهم، عرفت منهم بوجود شخص طبيب اسمه يوسف الطبيب يعمل بدار السلطان (أبو العباس أحمد) رحمه الله وكان طبيبه الخاص ذهبت إليه بداره وطلبت مقابلته وسر الرجل بي حين عرف سر زيارتي، اصطحبني مباشرة إلى دار السلطان، مثلت بين يديه سألني عن عمري وقراءاتي، وبعث إلى خيار النصارى وبعض تجارها، سألهم عني فأجابوه عالم كبير وصل درجة في العلم يحسد عليها حتى قل النظير، سألهم:
- وما تقولون فيه إذا أسلم؟ فقالوا:
ـ من المستحيلات أن ينكص عندنا رجل علم بهذه المرتبة، فأخرجني اليهم، وتشهدت بشهادتي الحق بمحضر النصارى، حزنوا كثيرا وأصيبوا بإحباط كبير.
ومن الطبيعي أن يحسبوها من باب المصالح وخاصة بعدما تزوجت وأصبح عندي استقرار عائلي وولد لي ولد سميته محمد على وجه التبرك، باسم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم