إنَّ المعرفة سبيل مهم جدًّا في بناء الشخصية بصورة عامة، والعقيدة بصورة خاصة، ولا بد من العمل على الجانبين معًا من أجل إتقان هذا البناء، الذي يحاول العدو الظاهري والباطني -شياطين الإنس والجن- هدم هذا البناء الإلهي، من خلال مناهج منحرفة ضالة متعددة، وهذه حقيقة الصراع التي يجب الاعتراف بها من جهة، والإعداد للمواجهة من جهة ثانية، والاستعداد لرد الأباطيل والشكوك من جهة ثالثة.
ولأجل تحقيق هذه الغايات المهمة كان للعتبات المقدسة -بما تتمتع به من أثر عقدي وتربوي في نفوس المؤمنين- دور كبير في إعداد الجيل وتربيته بوسائل معرفية وتربوية كثيرة، ولمستويات مختلفة، وقد برزت العتبة العباسية المقدسة في ذلك، بل كان لها السبق الكبير في الميدان.
وإنَّ نشرة (الكفيل) المعرفية المباركة هي إحدى تلك النوافذ العلمية المهمة التي كانت ولا زالت كفيلة في إعداد الزاد الصالح لبناء الشخصية والعقيدة، من خلال مجالات مختلفة، ومنها:
١- موضوعاتها المهمة المتعددة التي لها دور في تنوُّع المعرفة للجيل من الرجال والنساء والشباب والأولاد.
٢- بذل الجهد لأن تكون المادة المنشورة سهلة العبارة والأسلوب والمادة العلمية مع رصانتها في الوقت نفسه، فضلًا عن ترغيب القارئ بالمسابقات المختلفة.
٣- إصدارها من جهة رصينة على المستوى العقدي والتربوي، مما يولِّد الاطمئنان بما يتم نشره فيها بأنه زاد خالص من الجهل أو التجهيل الذي تقوم به بعض وسائل التواصل، وتأثيرها على المجتمع.
٤- اعتمادها الأقلام العلمية الرصينة، التي تفقه حقيقة الإصلاح في الأمة، وأهميته وضرورته، وما يجب بيانه، وخصوصًا ما يتعلق بالارتباط بالمرجعية الدينية المباركة.
٥- الالتزام التام بموعد صدورها برغم الظروف المختلفة، وكثرة المشاريع المعرفية وغيرها، وانشغال العاملين بأعمال كثيرة، ولكن بقي يوم الخميس موعد بزوغها بإطلالتها الجميلة المختصرة.
إنَّ هذه النقاط الخمسة إجمالًا جعلت من نشرة الكفيل مشروعًا معرفيًّا إصلاحيًّا ينطلق من كربلاء الفداء والإصلاح، ومن بين جناحي عتبة الجود والوفاء، وقد رأيت بنفسي إقبال الناس عليها يوم الخميس، بل كنت أحصل على بعضها وإيصالها إلى البيت؛ ليطَّلع الأبناء عليها، وخصوصًا في المناسبات الدينية المعهودة ..
أسأل الله لجميع القائمين والعاملين والداعمين كل التوفيق والتسديد وهم ينشرون نشرتهم المباركة بالعدد (١٠٠٠) أو أكثر، فهو تاريخ مشرق لها وللعاملين عليها، فهنيئًا لهم هذا الإحياء لأمر محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.