البحث المتقدم

البحث المتقدم

في الوفاء.. أضواء على سير العلماء3

11 تقييم المقال

 

قال أهل اللغة في تعريف الوفاء (الوفاء ضد الغدر، ويقال وفى بعهده وأوفى) لذا فالوفاء صفة من صفات الإنسان الحميدة وهو نوع من الإخلاص أو الولاء والفضيلة المتحالفة مع الصدق، وتتمثل مهمتها في توجيه الشخص إلى الوفاء بوعوده.

وللوفاء صورتان أولاهما الوفاء بالقول كأن تقطع على نفسك عهدًا بأن تقول الحقّ ولا تحيد عنه، فمن الواجب الوفاء به، والأخرى تكون بالفعل بأن تقطع على نفسك عهدًا بعملٍ ما أو بنذرٍ ما فيصير لزامًا عليك الوفاء به وقد أكّد ذلك القرآن الكريم في أكثر من موضع فجاء في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ  إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ) وقوله: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ  إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) وقوله: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ) وهذا إنّما يدلّ على عِظَم هذه الخصلة الحميدة التي يحبّها الله سبحانه في عباده لكيلا يكونوا غدّارين وغيرَ مؤتمنين فتكون هذه سبّة عليهم.

ولو فتّشت في كتب التاريخ وكتب التراجم، والمذكرات، والخواطر، والقصص، لوجدت الشيء الكثير من قصص الوفاء، وقصتنا اليوم لشخص قطع على نفسه نذرًا مقابل براءته من السقم فلنسمعه يقول: (وفي أثناء دراستي فوجئت بعارضٍ في أثناء صيامي في شهر رمضان المبارك، أزعجني إلى حدٍّ بعيد فقصدت مرقد الشهيد الخالد مسلم بن عقيل المعروف عندنا بباب الحوائج، فنذرتُ لله تعالى إن عافاني الله ممّا ألمّ بي من المرض، أن أؤلّف كتابًا عن سيرة مسلم الشهيد الخالد، وفعلاً برئت والحمد لله على يد الدكتور مكّي الفياض الذي هو من أعمدة الطبّ في العالم العربيّ، فشكرًا له غير مجذوذ، وقد جمّدتُ التأليف الذي بين يدَي، وبدأت الكتابة عن بطل بني هاشم مسلم بن عقيل وفاءً بالنذر وتقرّبًا إلى الله تعالى)

وهذا هو معنى الوفاء بالنذر والعهد الذي قطعه على نفسه فهو لم يتوان في تحقيقه بل ترك ما في يده وعكف على تحقيقه، فالوفاء لا يأتي إلّا عن روح محِبّة وإخلاص وولاء مطلق، لذا ألّف الكتاب تحت عنوان (مسلم بن عقيل).

 هذه القصة حدثت مع أحد أعمدة العلم والتحقيق والتدقيق والتأليف وأحد أقلام الإسلام، ألا وهو فضيلة الشيخ باقر شريف القرشي رحمه الله. فمن هو الشيخ باقر القرشي؟

هو باقر بن مهدي بن ناصر بن قاسم القرشيّ، كان والده مرشداً دينياً في ناحية القاسم إحدى أقضية الحلة.

وهو رجل دين وباحث ومؤرّخ وكاتب عراقيّ، وهو الكاتب الوحيد الذي خصّصت له مكتبة الكونغرس الأمريكيّة جناحاً خاصّاً بمؤلّفاته.

وُلد سنة 1344هـ في النجف الأشرف، وبدأ دراسته عند علمائها، وأبرز أساتذتها، اهتمّ الشيخ باقر بالكتابة والبحث وقدّم بحوثاً في مختلف المجالات وله مؤلّفات عديدة.

أساتذته:

درس الشيخ باقر على يد السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئيّ والشيخ محمد آل راضي وغيرهم.

تلامذته:

الدكتور عباس كاشف الغطاء والشيخ علي الفضليّ والشيخ شهاب الدين.

الوفاة

توفّي يوم الأحد 26 رجب سنة 1433 هـ في النجف الأشرف، ودُفن في النجف الأشرف في مكتبته الخاصة مكتبة الإمام الحسن (ع) عصر يوم الاثنين الموافق 18/6/2012م.

مؤلفاته:

له مؤلّفات كثيرة كما أسلفنا ودونك بعضها:

موسوعة أهل البيت في (42) مجلداً.

الإمام الصادق في رحاب القرآن.

العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام.

مسلم بن عقيل البطل الخالد في الإسلام.

هذه هي الشيعة.

الشيعة والصحابة.

النظام التربوي في الإسلام.

النظام السياسي في الإسلام.

نظام الحكم والإدارة في الإسلام.

العمل وحقوق العامل في الإسلام.

سلامة القرآن من التحريف.

إيمان أبي طالب.

 

 

 

نعم
هل اعجبك المقال

مواضيع ذات صلة