البحث المتقدم

البحث المتقدم

ويسألونك عن النهضة الحسينية -١-

0 تقييم المقال

إنَّ للنهضة الحسينية المباركة خلودًا عظيمًا على مرِّ التاريخ، ولا بد من قراءتها قراءة تحليلية من خلال نصوصها وشعاراتها المتعددة الواردة فيها، من أجل التعرُّف بإيجاز عن سر تلك النهضة التي ستبقى نبراسًا للأجيال والثائرين،   
     فلقد وقف الإمام الحسين "عليه السلام" في أول محطاته في السير نحو الخلود في (مكة المكرمة) معلنًا عقيدته تجاه بيعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مخاطبًا والي مكة الوليد بن عتبة عندما طلب منه البيعة: ((إنَّا أهلُ بيتِ النبوةٍ، ومعدنُ الرسالةِ، ومختلَفُ الملائكةِ، بنا فتحَ اللهُ، وبنا يختمُ، ويزيدُ رجلٌ شاربٌ للخمورِ، وقاتلُ النفسِ المحرَّمةِ، معلنٌ بالفسقِ، ومثلي لا يبايعُ مثله ..)).
ففي النص يذكر الإمام الحسين "عليه السلام" تلك الصفات الخمس التي تميِّزه وتبيِّن مقامه في الإسلام، وهي أنه من هذا البيت الطاهر الذي أذهب الله عنه الرجس، وجعلهم قدوة للآخرين، فهو من:
١- بيت النبوة لهذه الأمة.
٢- معدن الرسالة الإسلامية وأصلها.   
٣- مختلف الملائكة المكرمين.
٤- فتح الله بهم دينه وشرف الآخرين بتضحياتهم.
٥- وسيختم الدنيا بوجودهم وعظيم تضحياتهم بالإمام المهدي المنتظر "عليه السلام" لهذه الأمة.
فهذه المقامات لسيد الشهداء "عليه السلام" توجِب عليه أنْ يواجه مَنْ يريد أنْ يتصدى لأمور المسلمين قهرًا وجورًا من بني أمية وغيرهم من أعداء الدين، وخصوصًا  يزيد بن معاوية آنذاك إذ يتَّصف بتلك الرذائل الثلاث:
١- شرب الخمر وانتهاك حدود الله تعالى.
٢- قتل الأبرياء ظلمًا وعدوانًا من أجل السلطان والحكم.
٣- الاشتهار بأنواع الفسق وانتهاك الحرمات.
وقوله "عليه السلام" في الختام: ((ومثلي لا يبايع مثله)) يؤكد المنهج في التعامل مع المتصدِّين للحكم وهم ليسوا أهلًا لذلك، وضرورة التأمل في ذلك المقام الإلهي لآل محمد "صلوات الله عليه"، ورفض الباطل والثبات على المبدأ، والتضحية في سبيله.
وهذا درس عظيم من دروس هذه النهضة المقدسة للأمة وأجيالها على مدى التاريخ، خطَّه سيد الشهداء على لوحة الخلود في كربلاء بدمائه الزكية.

نعم
هل اعجبك المقال