البحث المتقدم

البحث المتقدم

الصورة تتحدث. حوار حول الأناجيل.

0 تقييم المقال

كتب لي إسكندر وحيد على الماسنجر بأن كل ما أكتبه حول مغالطات الإنجيل هو اعتداء على المسيحية وذلك لأن القرآن شهد بأن التوراة والإنجيل في زمن محمد صحيحان كما نقرأ (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس).(1) ولو كانت هذه الكتب محرفة كما تدعون لكان في ذلك مشاكل كثيرة منها.
الأولى : أن رب القرآن لا يعرف المحرّف من الصحيح.
الثاني : أن القرآن يؤيد الكتب المقدسة في زمن النبي. وهذا ما ينكره المسلمون مع أن القرآن اثبته.
فقلت له : أن قوله تعالى (نزل عليك الكتاب بالحق). أي القرآن أنزله على محمد (ص). وأما قوله (مصدقا لما بين يديه) يقصد جميع كتب وألواح وصحف الأنبياء قبل موسى وعيسى فلا ينكر منها شيئا. ثم أنزل بعدهم على موسى وعيسى (ع) التوراة والإنجيل دفعة واحدة، ولم يُنزلهما على شكل دفعات كما في تنزيل القرآن الكريم الذي ينزوله نسخهما ــ التوراة الإنجيل ــ نزول القرآن كما يقول تعالى : (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).(2) فالقرآن يقصد هنا التوراة والإنجيل الحقيقيين ولا يقصد هذه المحرفة الموجودة الآن والتي كُتبت بعد رحيلهم بعشرات السنين . (3)
فقال لي إسكندر : وما هو دليلك على أن الكتاب المقدس لم يُكتب في زمن المسيح؟
فقلت له : هل قرأت ما يقولهُ قاموسكم المقدس؟
قال: وماذا يقول ؟
قلت له : قاموس الكتاب المقدس المسيحي يعترف بأن الأناجيل كُتبت بعد رحيل المسيح وأن من كتبها لم يكن من تلاميذ ــ حواريي ــ السيد المسيح بل نقلها سماعا عن أشخاص كانوا في زمن المسيح ولم يأخذها من المسيح مباشرة. فيقول عن مرقس وإنجيله : ((ومن المحقق أن مرقس تعرف على أقوال المسيح من الذين سمعوا هذه الأقوال وكانوا شهود عيان). (4) فهذا اعتراف صريح بأن من كتب هذه الأناجيل لم يكن في زمن المسيح بل جاء بعده وكتب هذه الأناجيل سماعا. فهي ليست الأناجيل التي أنزلها الله تعالى على عبده المسيح ، وهي ليست وحيا ــ فمرقس ـ مرقص ــ مثلا كتب إنجيله ــ الذي يُعتبر الثاني من حيث الأهمية ــ كتبه نقلا عن بطرس وبرنابا وبولص وبعض التلاميذ ممن كانوا يترددون على بيت أمه. ولذلك كان إنجيله اقصر الأناجيل وقد أختلط بالكثير من الكلام البشري(5).
ثم قمت بتصوير المقطع من قاموس الكتاب المقدس ووضعته له. فلم اره بعد ذلك .
انظر الصورة المرفقة.
المصادر:
1- سورة آل عمران آية : 3.
2- المائدة آية : 44.
3- قال يوسيبيوس في تاريخه الكنسي : الاعتقاد السائد أن مرقس كتب إنجيله في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كُتِبَ في روما وذلك لأن مرقس لم يسمع يسوع المسيح ولا كان من اتباعه. يعني بعد سبعين سنة من رحيل السيد المسيح كتب مرقس إنجيله.
4- قاموس الكتاب المقدس، دائرة المعارف الكتابية المسيحية ، شرح كلمة : إنجيل مرقس. معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات إنجيل مرقس ، معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات إنجيل مرقس.
5- قوله (كانوا يترددون على بيت أمه مريم). ليس المقصود مريم ا لعذراء ام عيسى عليهم السلام . بل مريم أم يوحنا كما نقرأ ذلك في سفر أعمال الرسل 12 : 12 (ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ.) وسفر أعمال الرسل ليس إنجيلا ولا وحيا بل كتبوه عن سيرة بعض رسل المسيح أي تلاميذه وهو خليط غير متجانس يميل في أكثر آرائه إلى اليهود والرومان.
أعطيته رابط قاموس الكتاب المقدس ليتأكد بنفسه .

نعم
هل اعجبك المقال