بادرت العتبة العباسية المقدسة منذ تأسيسها إلى تبني عدة مشاريع تهدف إلى تطوير ودعم الواقع الاقتصادي والزراعي والصناعي في العراق، حيث جاء ذلك في ظل تدهور واضح ناتج عن غياب دور الجهات المعنية في تنميته بشكل صحيح، ومن بين هذه المشاريع، يأتي مشروع الساقي للمياه البديلة كواحد من أهم المشاريع الاستراتيجية في محافظة كربلاء المقدسة، والذي يسعى لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة في العراق.

الهدف من المشروع

يهدف مشروع الساقي للمياه البديلة إلى مواجهة أزمة المياه التي بدأت تُلقي بظلالها على العالم عامةً وعلى العراق خاصةً، نتيجة لانخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات. وبالتالي، أصبح من الضروري اللجوء إلى المياه البديلة المتمثلة بمياه الآبار، لضمان توفر المياه للمدينة في حالات الطوارئ.

وتم تنفيذ المشروع من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع دائرة آبار محافظة كربلاء المقدسة.

مواصفات المشروع

يمتد مشروع الساقي للمياه البديلة على مساحة تبلغ 10,250 دونماً، منها 1,000 دونم مخصصة لزراعة النخيل من الأصناف العراقية النادرة ذات المردود الإنتاجي الجيد، والتي تتناسب مع ظروف الزراعة في صحراء كربلاء،  ويتضمن المشروع حفر 52 بئراً، وزراعة أكثر من 95 صنفاً نادراً من النخيل، مثل: برحي نسيجي، برحي محلي، بريم، عمراني، مكتوم، شكّر، خستاوي، زهدي، فحل، أخت الفحل، طه أفندي، خيارة، خضراوي، بصراوي، وغيرها.

التقنيات المستخدمة

استخدمت في زراعة هذه الأصناف أحدث الوسائل والتقنيات الزراعية الحديثة، بالاعتماد على برامج تسميدية وتغذية متطورة، وأشرفت عليها شركة خير الجود لتكنولوجيا الصناعة والزراعة الحديثة، حتى الآن، تم زراعة أكثر من 14,000 نخلة، والعمل جارٍ ومتواصل لزراعة مساحات وأصناف أخرى.

ولا تقتصر المزرعة على زراعة النخيل فقط، بل استُثمرت المساحات البينية لزراعة أشجار الفواكه والحمضيات، مما يزيد من تنوع وإنتاجية المشروع.

ويقع المشروع في صحراء كربلاء المقدسة، وهو موقع استراتيجي يمكنه أن يخدم المدينة في حال حدوث أي طارئ.

ويعد مشروع الساقي للمياه البديلة مثالاً بارزاً على الجهود الحثيثة التي تبذلها العتبة العباسية المقدسة في دعم وتطوير البنية التحتية والزراعية في العراق، حيث من خلال هذه المشاريع، تتطلع العتبة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في صناعة نماذج منافسة على المستوى الإقليمي، وتحقيق التنمية المستدامة لمدينة كربلاء وللعراق بشكل عام.