النظام السابق واستخدام الموارد ضد الإمام الحسين (عليه السلام)
في موسم زيارة الأربعين المباركة، يتوافد ملايين الزائرين إلى مدينة كربلاء المقدّسة لأداء مراسم الزيارة، ولضمان انسيابية حركة الزائرين بشكلٍ آمن ومنظّم، تتّخذ العتبة العبّاسية المقدّسة عبر عددٍ من أقسامها مجموعة من الإجراءات الأمنية والتنظيمية، للحفاظ على أمن وسلامة الزائرين. أدخلت العتبة المقدّسة تقنياتٍ حديثةً ومتطوّرة في خططها الأمنية والتنظيمية الخاصّة بزيارة الأربعين، تبدأ من مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) مروراً بمنطقة بين الحرمين الشريفين والشوارع المؤدّية إليها والمنطقة القديمة، وصولاً إلى الأطواق الخارجية.
أجهزة لكشف المتفجّرات وفحص الحقائب
أكّد معاون رئيس قسم حفظ النظام في العتبة المقدّسة، السيد رضا ناجي أن "ملاكات القسم تقوم بتسيير دورياتٍ راجلة لملاحظة الحالات المشبوهة، والقيام بجولات مسحٍ بأجهزة السونار للأشخاص والمناطق القريبة من المرقد الطاهر بشكلٍ مستمر، فضلاً عن عمل شعبة كشف المتفجّرات من خلال أجهزة حديثة تُستخدم أيضاً لفحص الحقائب والأمتعة".
وأضاف أن "القسم يُشرف على تقسيم الشوارع المؤدّية إلى مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) ذهاباً وإياباً، لتسهيل حركة الزائرين ومنع حدوث حالات التدافع والزحام".
تنظيم حركة الزائرين والعجلات الخدمية
تعمل شعبة العوارض التابعة لقسم بين الحرمين الشريفين على تقديم خدماتٍ متنوّعة على مدار الساعة، من بينها تسهيل حركة الزائرين عَبرَ تحديث تطبيق دليل الفنادق في المدينة القديمة، لمساعدتهم في الوصول إلى الفنادق والحسينيات عَبرَ أجهزةٍ إلكترونية موجودة في جميع العوارض، وفقاً لمسؤول الشعبة السيد منتظر محمد حمزة.
وأضاف أنّ "ملاكات الشعبة تعمل أيضًا على عمل ممرّاتٍ لدخول الزائرين وخروجهم باستخدام القواطع الحديدية والبلاستيكية، وتسهيل دخول العجلات الخدمية التابعة للعتبتَينِ المقدّستَين، والمواكب الحسينية الخدمية، إضافة إلى تسهيل دخول العجلات التابعة لدوائر الدولة، مثل البلدية والكهرباء والمجاري وتنظيم دخولها، ودخول عربات المعاقين والأطفال، وعربات نقل البضائع بالتعاون مع وحدة المتفجّرات".
منظومة مراقبة حديثة وإدخال الذكاء الاصطناعي
قسم المشاريع الهندسية استخدم منظومةً للمراقبة الأمنية تعتمد على كاميراتٍ خاصّة، ويقف خلفها مراقبون أمنيّون مدرّبون يقومون بخدمة الزائرين، تقدّم خدماتٍ متعدّدة، وفق مسؤول شعبة الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات التابعة للقسم المهندس فراس عباس حمزة.
وأكّد أن "الخدمات الأُخَر التي تقدّمها المنظومة تتمثّل بتحديد أماكن وجود النفايات، ومراقبة حركة الزائرين وحالات الزحام، كذلك متابعة أسطوانات المياه وسير العجلات الخدمية".
وفي سياقٍ متّصل بين حمزة أن "عملية عدّ الزائرين لهذا العام تعتمد على منظومة كاميراتٍ ذكية مخصّصة لهذا الغرض، تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعيّ، وتوفير المتطلّبات اللازمة لعملها بصورةٍ صحيحة".
وتابع أن "متطلّبات عمل المنظومة تتمثّل في توفير إنارةٍ خاصّة ونصبها في ارتفاعٍ محدّد، لافتاً إلى أنها "تختلف في عملها عن منظومة الكاميرات المستخدمة للمراقبة الأمنية".
مراكز لإرشاد التائهين على طريق الأربعين
أكّد قسم المشاريع الهندسية تزويد مراكز إرشاد التائهين المنتشرة على طريق زائري أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام)، بأجهزة اتّصالٍ متطوّرة.
وقال مسؤول شعبة الاتّصالات السيد فراس عباس حمزة إن "الشعبة أعدّت خطّةً إلكترونيّة تتمثّل بربط جميع مراكز إرشاد التائهين المنتشرة على طريق الزائرين بالسيطرة المركزية، وتزويدها بالشاشات والحاسبات وأجهزة الاتّصال (اللاسلكي)، بالتعاون مع العتبة الحسينية المقدّسة، وشرطة الطاقة، والصحّة، والاتّصالات".
وتعمل المراكز على تقديم الخدمات الإرشادية لزائري الأربعين، عبر البحث عن التائهين، أو التواصل معهم لإرشادهم وتسليمهم لذويهم، وتخصيص الرقم المجّاني 174 لاستقبال المكالمات من الزائرين عند فقدانهم لأحد ذويهم.
وتسعى العتبة العبّاسية المقدّسة إلى توفير أفضل الخِدْمَات، وتسخير كلّ الإمكانات من مُعِدَّاتٍ وملاكاتٍ، بهدف وصول الزائرين إلى مدينة كربلاء المقدّسة.