العتبة العباسية المقدسة توسّع بنيتها التحتية بمخزن حديث للسجاد والمفروشات
أجريت اعمال التطوير والترميم الشامل لسرداب قبر أبي الفضل العباس (عليه السلام)، والذي يعد من أقدم الهياكل التاريخية في العراق،وذلك نظراً لقدم جدران الحرم السفلي وأروقته وسقوفها والتي يصطلح عليها بالسرداب، وارتفاع منسوب المياه داخلها،، حيث تعود لقرون عدة؛ إذ تهرّأ قسمٌ كبيرٌ من تلك الجدران وحدثت تصدعات وتشققات في بعض من مساحات السقف، وهذا الانكسار قد يحدث إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب، ولتوجيه المياه المتدفقة (المياه الجوفية) من جدران وأرضية السرداب في أنابيب بدلاً من تشتتها، وبالتالي انتقال رطوبتها إلى جدران الحرم وإضعاف قوة تحملها، لأجل ذلك كله، تطلب الأمر من إدارة العتبة المقدسة القيام بمشروع لحماية تلك الجدران، وذلك بتقوية جدران السرداب وسقفه وأرضيته، مع إظهار السرداب عموماً بمنظر بهيٍّ، ليتناسب وقربه المكاني من المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس عليه السلام، اذ بات من الضروري معالجتها لتفادي حدوث أضرار جسيمة في المستقبل.
واستناداً إلى أهمية هذا الموقع الديني والاجتماعي والثقافي والتراثي، تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى الحفاظ على القبر وتحسين حالته لضمان استمرارية وتأكيد سلامة الهندسة المعمارية المرقد الشريف بصورة عامة والى سرداب بشكل خاص.
جدران السرداب وحالتهُ
تعود جدران السرداب إلى قرون عدة، وقد تأثرت بشكل كبير نتيجة ارتفاع منسوب المياه داخل السرداب،وبسبب ذلك، تعرضت الجدران للتهريب وحدوث تصدعات وتشققات، مما قد يؤدي في المستقبل إلى انكسار كبير فيها، كما أن الرطوبة المتسربة من السرداب تؤثر على جدران الحرم الشريف وتضعف قوتها التحملية.
الحاجة لمعالجة المياه الجوفية
بعد إجراء الدراسات والفحوصات المعمقة، توصلت الأبحاث إلى أنه لا يوجد فائدة من تقوية جدران وسقف السرداب ما لم يتم معالجة المياه الجوفية المتسربة، لذلك، تم تنفيذ مشروع جديد يهدف إلى توجيه المياه المتدفقة من جدران وأرضية السرداب في أنابيب لتفادي تشتتها، وبالتالي تقليل انتقال الرطوبة إلى جدران الحرم.
تصميم مشروع تقوية وتطوير الجدران والسقف والأرضية
تم عمل ساقية لتجميع ماء السرداب، وهي عبارة عن أنبوب نصفي بقطر (0.5) م مخرّم من جانبيه لإدخال المياه الناضحة من الأرضية إليه، حيث تحيطه طبقة من الحصى الخشن المرشِح للمياه المذكورة، والأنبوب ممتد تحت أرضية السرداب وفي وسطه لتكون مجمعاً للمياه، كما تم تنفيذ شبكة من الأنابيب بقطر 10 سم في الجدران، وتقوم هذه الأنابيب بتصريف المياه المتجمعة في الأواوين وتحديثًا تم تنفيذ شبكة من الأنابيب بقطر 10 سم في الجدران، وتقوم هذه الأنابيب بتصريف المياه المتجمعة في الأواوين وتوجيهها إلى الأنبوب النصفي. تم تصميم نظام تصريف مياه متطور يستخدم مضخات لضخ المياه من الأنابيب الرئيسية إلى الأنبوب النصفي. يتم تجهيز الأنبوب النصفي بفلاتر للتخلص من الشوائب والرواسب الموجودة في المياه.
بالإضافة إلى ذلك، تمت إزالة الجدران الأقرب للقبر الشريف من التي لا تحوي على أواوين من الرواق السفلي والمتهرئة، وبقائها يسبب مضرة وذلك لحجزها لبخار الماء المذكور، وبعمق يتراوح بين (24 سم – 48 سم)، وأكثرية الجدران كانت بالعمق الأخير، عدا الركن الشمالي الشرقي حيث أزيل منه (60) سم، لذا تمت إزالة هذه الجدران واستبدالها بجدار بنفس السمك الذي اُزيل من الطابوق القديم المتهرئ، وهو من الطابوق المثقب الذي يتم ملء مفاصله وثقوبه جيداً بالأسمنت المعالج كيمياوياً بمادة (SBR)، وهي مادة تزيد قوة التصلب وتمنع الرطوبة. كما تم وضع كلابات حديدية)Hock )خلال طبقات الطابوق لتربط جداره مع شبكة التسليح التي وضعت أمامه لتكوّن جداراً كونكريتياً بسمك (10)سم وهو تحت المرمر الذي يشكل الوجه النهائي لممرات السرداب.
علماً بأن التصميم سمح للمياه في هذه المجامع بالحركة والصعود فوق الأرضية، لكِي لا تحدث ضغطاً على جدران وأرضية السرداب التي تمت تغطيتها فوق الانبوب بمواد عازلة، ثم صُبّت بالكونكريت المسلح المعالج بمادة SBR، ثم تغليفه بالمرمر.
بالنسبة للأرضية، تم تعزيزها بإضافة طبقة من الخرسانة المسلحة وتطبيق أنظمة تسليح لتحسين قوتها ومتانتها. تم أيضًا استخدام مواد عازلة للماء على الأرضية لتجنب تسرب المياه وحماية الهيكل الأساسي للسرداب.
أما بالنسبة لأنبوب التصريف في الأرضية، فقد تم بناء خمسة مجمعات مياه كلٌّ منها بأبعاد (50×50) سم، وبعمق (70) سم، واحد منها في بداية دخول السرداب، والباقيات تُوزع وسط كل ممر من ممرات الأروقة. وستُوضع في هذه الفتحات غطاسات دائمة لسحب الماء تلقائياً -عند وصوله مستوىً معيناً -الى خارج السرداب.
أما بالنسبة للسقف، فقد تم تقويته باستخدام أنظمة تسليح إضافية وتطبيق طبقة عازلة للماء والرطوبة. تم تحسين التهوية في السرداب من خلال إضافة فتحات تهوية متقنة في السقف لتدفق الهواء الطبيعي وتقليل الرطوبة.
تمت معالجته من خلال عمل سقف كونكريتي مسلح تحت السقف القديم، وبسمك (10) سم، وتمت عملية صبّه بمراحل من خلال الحقن، ثم تغليفه بالمرمر الذي سيُعمل كقالب للصب، وبالتالي سيكون مظهر السرداب النهائي كممر مغلف بالمرمر الأبيض نوع اونكس برتغالي المنشأ من جميع الجهات، أي للجدران والأرضية والسقف، واحتوى على النقوش والآيات القرآنية الكريمة فيها، وتم عمل تأسيس كهربائي جديد للسرداب بخطين (220) فولت و(12) فولت لتغطي الإنارة الحديثة التي ستضيئه ومنظومة كامرات متطورة.
تم تنفيذ مشروع تقوية وتطوير جدران وأرضية وسقف سرداب قبر أبي الفضل العباس (عليه السلام) للحفاظ على القبر المقدس وتأكيد سلامة الهندسة المعمارية للسرداب، تم تطبيق تقنيات حديثة واستخدام مواد ذات جودة عالية لتحسين قوة ومتانة الجدران والأرضية والسقف.
تم تحسين نظام التصريف المائي للحد من تسرب المياه والرطوبة، بفضل هذه التحسينات، يمكن أن يستمر قبر أبي الفضل العباس (عليه السلام) في الوقوف على مر الزمان ويظل مكانًا آمنًا،وبفضل هذا المشروع، ستتاح الفرصة للزوار للاستمتاع بتجربة زيارة محسنة ومحمية لهذا الموقع التاريخي المهم.