العتبة العباسية المقدسة توسّع بنيتها التحتية بمخزن حديث للسجاد والمفروشات
ضمن جملة من المشاريع التي نفذتها العتبة العباسية المقدسة تبعاً لمخطّطات زمنيّة ومكانيّة خاصّة تتناسب مع كلّ مشروع وخصوصيّاته كمشروع التوسعة الأفقيّة وتوسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف إضافةً الى تغليف أواوين العتبة المقدّسة والسراديب التي أُنشئت في الصحن، وغيرها من المشاريع الأخرى التي لا يتّسع المجال لذكرها، نفذت العتبة المقدسة عام 2018 مشروع إكساء الحرم والصحن الشريف بالمرمر الذي شهد آخر إكساءٍ له منذ سبعينيّات القرن الماضي، اذ لا يقل هذا المشروع أهميّةً عن باقي قريناته.
المشروع مثّل لوحةٌ فنّيةٌ تُرسم بالمرمر النادر على أرضيّة حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام)، حيث الانتهاء من إكساء أرضيّة الحرم الطاهر لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في وقتٍ قياسيّ بنوعيّاتٍ نادرة جدّاً من المرمر الطبيعيّ، ليتشرّف بهذا المكان الطاهر وبوطء أقدام زائري مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، على مساحةٍ تُقدّر بـ(1000) مترٍ مربّع مقسّمٍ بالتساوي بين جزئي النساء والرجال.
مراحل العمل في هذا المشروع شهدت وتيرة عالية ومتواصلة من الجهة المنفذة لهذا المشروع والتي تمثلت بقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية في العتبة المقدسة وبإشراف مباشر من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي "دام عزه"، والذي بدوره كان يشرف ميدانيا على سير الاعمال ويحثّ العاملين على بذل المزيد من الجهد من أجل إنجاز العمل ضمن التوقيتات الزمنيّة وضمن المواصفات التصميميّة والتنفيذيّة المُعدّة له، مثنياً في الوقت نفسه على ما بُذل من الجهود خلال المرحلة السابقة من الأعمال.
المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بيّن: "أنّ الأعمال كانت تجري ضمن المراحل والمقاطع التي تمّ من خلالها تقسيم الحرم الطاهر لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، وإنّها سارت بوتيرة متصاعدة والملاكات العاملة بالمشروع لم تدّخر جهداً من أجل إتمامه في الوقت المناسب له".
إكساء الجزء الثاني من حرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالمرمر
في الرابع والعشرين من شهر تموز عام 2018 أعلن رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ عن المباشرة بإكساء الجزء الثاني من حرم ضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وهو الجزء المخصّص للرجال من جهة القبلة والمساحة الواقعة على جانبيها، وذلك بعد أن تمّ الانتهاء من إكساء الجزء الأوّل المخصّص للنساء.
وقال الصائغ: "تبلغ مساحة هذا الجزء هذا نحو (500متر مربّع) تقريباً، وقد باشرنا بالأعمال الأوّلية التي شملت:
- رفع المرمر القديم.
- رفع أجزاء الخرسانة القديمة وإصلاح المتضرّر منها.
- معالجة الأرضيّة وتشقّقاتها باستخدام موادّ خاصّة.
- صبّ أرضيّة خرسانيّة تكون ممهّدة للإكساء وبخرسانة ذات مواصفات خاصّة ومعالجة بموادّ إنشائيّة تُساعد على التصاقها بالأرضيّة القديمة وأخرى تمنع الرطوبة وغيرها.
- عمل شبكة حديديّة ووضعها تحت الصبّ الخرساني.
- عمل شبكة أرضيّة لمنظومات تصريف المياه والاتّصالات والحريق والإنذار، وربطها بالصحن الشريف لترتبط بدورها بالمنظومات الرئيسيّة للعتبة العبّاسية المقدّسة".
وبين الصائغ: "بعد هذه الأعمال تمت المباشرة بالإكساء بالمرمر الذي تمّ اختياره للمشروع ككلّ، وهو ذو نوعيّة جيّدة ومن الأنواع الطبيعيّة والنادرة (ملتي الاونكس)، ويمتاز بميزات عديدة أهمّها أنّه طبيعيّ وذو ألوان طبيعيّة وقوّة تحمّلٍ عالية للظروف الجوّية ويُعطي انعكاسات رائعة، ويبلغ سُمْكُه (4سم) تقريباً".
إنّ الأعمال جرت بالتعاون مع قسم الصيانة الهندسيّة، اذ قدمت العتبة المقدسة وقتها اعتذارا للزائرين وذلك لعدم استطاعتهم الدخول للحرم من جهة باب القبلة وأداء مراسيم الزيارة، موضحة لهم ان الملاكات الفنيّة ستقوم بإنجاز أعمال الإكساء ضمن التوقيتات الزمنيّة والمواصفات المطلوبة بأسرع وقتٍ ممكن، ليتمّ الانتقال الى أعمال المرحلة الأخرى من المشروع وهي إكساء الصحن المطهّر.
وبيّن رئيس قسم المشاريع: "المرمر الجديد الذي تمّ إكساء وتغليف أرضيّة الحرم به هو من نوع (ملتي الاونكس) بقياس (40سم×60سم) وبسُمْك (3سم)، وأُجريت عليه عدّة فحوصات فنّية وهندسيّة من ناحية التحمّل وثباتيّة اللّون والسُّمْك إضافةً الى مواصفات أخرى جعلت هذه القطع المرمريّة غاية في الجمال والروعة".
موضحاً : "وزّعت هذه القطع المرمريّة ذات الألوان الزاهية بطريقةٍ فنيّة غاية في الجمال والروعة فتناغمت فنّياً مع شبّاك أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وجدار حرمه المشرّف، وقد سبقت هذه الأعمال تنظيف أرضيّة الحرم تنظيفاً جيّداً لجعلها في مستوى واحد بعد أخذ أوزانها ومستواها مع الصحن المطهّر، بالإضافة الى معالجتها بموادّ كيميائية من أجل مكافحة الرطوبة والحشرات وبعض الموادّ الإنشائية التي تسهّل وتقوّي عمليّة التصاق هذه القطع المرمرية بأرضيّة الحرم الطاهر".
ويُعتبر إكساء حرم مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) مرحلة مهمّة من مراحل مشروع إكساء الحرم والصحن الشريفين وحسب كلّ مرحلة، حيث شملت المرحلة الأولى إكساء الجزء الخاصّ بالنساء وبعد الانتهاء منه تمّ الانتقال الى الجزء الخاصّ بالرجال، وبانتهاء هذا الجزء تنتهي مراحل إكساء الحرم بالكامل ليتمّ بعد ذلك – آنذاك - التوجّه الى الصحن المطهّر.
تقرير : مركز النشر