البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٥ صفر ١٤٤٧

الدفاع عن الهوية الدينية.. الحوزة العلمية في وجه التحدي الشيوعي (6)

وقامت المرجعية بعدة خطوات لتحصين الأمة فكرياً من مخاطر المدّ الشيوعي، منها: دعم المراكز والمؤسسات الثقافية والجمعيات الإسلامية، وفي مقدمتها (جمعية الصندوق الخيري الإسلامي) التي قامت بإنشاء مجموعة من المدراس حملت أسماء مدارس (الكاظم والجواد والزهراء وكلية أصول الدين)، وكذلك جمعية منتدى النشر التي قامت بتأسيس مدارس من الابتدائية إلى كلية الفقه، وقامت هذا المدارس بوضع مناهج تربوية على أسس الثقافة الإسلامية الصحيحة، فأفتى الحكيم بجواز صرف جزء من (الخمس) على مشاريع المنتدى الثقافي.

كما قام الإمام الحكيم بتشجيع المؤلفين الإسلاميين، من خلال شراء نسبة من مطبوعاتهم، أو تقديم مبالغ مالية من أجل نشر كتبهم. وقدم المساندة المادية والمعنوية لمجلات عراقية وإسلامية، مثل مجلة (الأضواء)، ومجلة (الإيمان)، ومجلة (رسالة الإسلام)، وصحف مثل (الحرية والفيحاء) في العراق.

وقام ربيب المرجعية الدينية المفكر الكبير والفيلسوف الخالد الشهيد محمد باقر الصدر بتأليف جبهة سياسية فكرية، تجسدت بإصدار كتابه (فسفتنا عام 1959)، تلاه كتاب (اقتصادنا)، بوصفهما سجالاً نقدياً ومعرفياً جديداً ضد الشيوعيين، واستجابة ناجحة وقوية انتصرت للفكر الإسلامي المعاصر، ودحضت النظرية المادية الماركسية، وهدمت أركانها ونسفت أسسها.

وفي عام 1959 وبسبب تعرض أنصار المرجعية إلى حملة قمع ظالمة من قبل الشيوعيين الموالين للسلطة توقفت منشورات (الجماعة). وقرر الدعاة الاستعاضة عنها بإصدار مجلة فكرية تعنى بنشر الوعي والثقافة الإسلامية، أطلق عليها اسم (الأضواء)، أشرفت على إصدارها اللجنة التوجيهية لجماعة العلماء من النجف الأشرف، وأخال انها أبرز الصحف التي شهدتها الساحة العلمية في تلك المرحلة، وأول مجلة من نوعها في العراق يستخدمها الإسلاميون بوصفها منبراً لمقارعة الأفكار المنحرفة عن نهج الدين والقيم الإنسانية، وكان المرجع الأعلى السيد الحكيم من أهم الداعمين والمتبرعين لها، بل أفتى بجواز صرف الحقوق الشرعية عليها.

ومثلما هوجمت (جماعة العلماء) من الشيوعيين إن فأن نشاطها اقترن .. يتبع

 

موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 216

مواضيع ذات صلة