إن الجهد الذي يبذل من قبل القوات المسلحة والإخوة المتطوعين في محاربتهم الإرهاب وتصديهم له كان له الأثر الفاعل والمباشر في درء الخطر عن بلادنا، وهذا يستوجب رعاية خاصة من الدولة لهؤلاء الإخوة والنظر اليهم بعين متساوية سواء في حقوقهم أو العناية بهم، فهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يبقى البلد شامخاً قوياً لا تدنسه أقدام الإرهابيين، وهم بذلك لهم كل الاحترام والتقدير والشكر، ولا بد أن يتمتعوا بحقوقهم المكفولة سواء من استشهد منهم او أصيب بجراح خطيرة او فقد بعض أطرافه، وسواء كانت هذه الحقوق مالية أو صحية أو تاريخية، على الدولة أن تسهل كل ما من شأنه أن يوفر هذه الحقوق بعيداً عن التعقيدات الإدارية المتعبة وأن تسعى جاهدة لتذليل الصعب، كما نحب أن نؤكد على الإخوة المقاتلين أن يوثقوا كل الأحداث ويدونوها فإن هذا تاريخ مشرف لهم ولعوائلهم ولبلدهم، فإذا لم يكتبوا بأيديهم فسيكتب بأيدي غيرهم ويناله التشويش وعدم المصداقية هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحكومة ملزمة بالتحقيق في ادعاءات الاعتداء على المدنيين في مناطق العمليات ومعاقبة من سولت له نفسه الاعتداء على المواطنين الأبرياء في دمائهم أو أموالهم، ولا يجوز المسامحة والإهمال في هذا الأمر كما أكدنا عليه أكثر من مرة.
هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها السيد احمد الصافي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم 9 ربيع الثاني 1436 هــ الموافق 30 / 1 / 2015م