البحث المتقدم

البحث المتقدم

ما دخلنا بمن يذهب لحفلات لا نذهب إليها؟!!

1 تقييم المقال

اخواننا المعترضين على منتقدي الحفلات ومشاهد استغلال الطفولة وغير ذلك..
جنابكم تگولون: لا تروحون الحفلات، فعليش ضايجين من اللي يروحون؟ اسكتوا عنهم وعوفوهم!!
نحن نجيب بما يلي، ودع الحكم للناس:

أكيد العاقل أو المتدين أو صاحب الغيرة على بناته ميروح لهيچ نشاطات.
فالكلام مو أنه يروح أو لا؛ لأن هاي حسمها العرف الثقافي لمجتمعنا والعقل والدين.

السؤال الحقيقي: هل له الحق في انتقاد من يذهب لها أم لا؟

الجواب شرعاً:
نعم، بل هو واجب لأن نهي عن منكر، وعدم الانتقاد حرام.
فهذا اللي يگول "معليكم!" خلي يجيب لنا من رب العالمين إعفاء من واجب النقد والنهي عن المنكر، واحنا بخدمته!!.

الجواب عقلاً:
كل شي مخالف للعقل يحكم العقل بنقده، والسكوت عنه خلاف العقل الذي من مهامه تقييم الأفعال والأفكار، والحكم عليها بالصحة والخطا.

الجواب عرفاً:
كل شي يمس قيم المجتمع ولا يتأثر به فقط من يذهب لهذه النشاطات،
فواجب عرفي واجتماعي نقده ومحاربته.
لأن المجتمع يركب سفينة واحدة، ولا يحق لراكب واحد أن يتصرف بها سلباً بحجة أنه دفع أجر ركوبه؛ لأن الجميع سيغرق.

في البحوث الاجتماعية المؤكدة في نتائجها، يتبين أن مثل هذه التصرفات إن لم يوضع لها حد في بداياتها، ستصبح بعد ١٥ عاماً قمرياً شيئاً من الثقافة المجتمعية، فيما يسمى بالفترة الثقافية.
وبالتالي فحتى بنتي التي كنت أمنعها حينه لن أستطيع منعها أو بناتها بعد ١٥ سنة؛ لأنني حينها سأخالف السياق المجتمعي الجديد!! الذي لم يكن سياقاً قبل تلك السنوات!!!.

والمصيبة الأكبر أنه بعد ٤٠ عاماً قمرياً، والتي تسمى بالفترة الحضارية، ستصبح تلك الثقافة متجذرة جينياً في السلوك، ضمن ما يسمى بالوراثة السلوكية (قابلية واستعداد الإنسان على عمل الفعل).
فلا تحتاج حفيداتي لتعلم السلوك السيئ، بل ستمارسه كسلوك شبه فطري!! أي ستتلوث الفطرة.
وهذا يعني أن تفادي سلبيات الأمر تربوياً الآن شيء ممكن، لكن السكوت عنه، يجعل تفاديه بعد ٤٠ عاماً ضربٌ من الخيال.

وهكذا تغيّرت قيم الغرب: من الستر إلى الخلاعة، ومن الغيرة إلى الدياثة، ومن العفّة إلى التهتّك… إلخ.

وعندها فنقد من ينتقد تلك الأمور ووصفه بالرجعية، أو بالتدخل في شؤون الغير، أو بحجر الحريات، نابع من عدم معرفة الآخر بعواقب الأمور اجتماعياً ونفسياً، وربما لو علم لأكرمنا بسكوته!.

نعم
هل اعجبك المقال
مواضيع اخرى للناشر