بعد أنْ تم بيان القراءة الاجتماعية لخطبة الزهراء "عليها السلام" إجمالًا في الحلقة السابقة في مقطعين من مقاطعها، ننتقل في هذه الحلقة إلى بيان قراءة أخرى تتعلق بالنفس الإنسانية للمؤمنين وحالاتها التي تكون عليها، من خلال التزام المؤمن بتعاليم الشريعة المقدسة، وما فيه من راحة للنفس واطمئنان لها، بما يؤكد عظمة المشرِّع، وعظمة الشريعة المقدسة، وآثار ذلك في بناء الشخصية الإسلامية، وسوق أذكر بعض ذلك المتعلق بهذا البناء.
قالت "عليها السلام" :
(فجعل .. والزَّكاةَ تزكيَةً للنفسِ)
إنَّ التأكيد على أهمية إعطاء الحقوق الشرعية، وما فيه من امتثال لله تعالى يؤكد منهج الثقلين، وإنَّ هذه التزكية للنفس وطهارتها والإحساس بأمانها المترتبة على دفع الحق الإلهي في الأموال، مما أكده القرآن الكريم، ودعا إليه في مواطن متعددة، ومنها قال تعالى: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)) [الشمس: ٧-٩]، فأداء هذا الحق هو أحد السبل الإلهية لتزكية النفس وفلاحها، وقال تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)) [الأعلى: ١٤] وغيرها من الآيات المتعددة.
ومما ينبغي بيانه في هذه القراءة أنَّ أداء هذا الحق الشرعي المتعلق بالأموال له آثار نفسية متعددة، يؤكد الدعوة الفاطمية المباركة ومنها




تقييم المقال

