النص الديني تحديدا هو القران الكريم ، ولان من يريد ان يناقش النص القراني عاجز عن ذلك لانه عاجز اصلا عن فهم ادوات النقاش ومستلزمات العلوم التي يجب ان يكون عليها حتى يتمكن ان يناقش ، اما انه يناقش بمفردات فلسفية فهذا بوسع كل فرد اتقن ابجدية القراءة ان يتفلسف كما يريد لا سيما ان الاية القرانية الواحدة نستطيع ان نستنبط منها عدة اسئلة فوضوية وعبثية ، والامثلة على ذلك كثيرة ولانني بصدد من يناقش النص القراني من قبل شريحة من المتنورين كما يقال عنهم ومثال ذلك محاورات د باسم الجمل ، وهو ليس نفسه بسام الجمل وان اتفقا بالراي في مناقشتهما للنص الديني وابتعادهما كليا عن فهم النص الديني .
مجموعة حوارات لباسم الجمل مع شخصيات اغلبها من شمال افريقيا على سبيل المثال " بين اللغة والأسطورة والخرافة.. كيف نقرأ تاريخنا العربي؟ مع د. محمد حسين فنطر" ، " كيف تشكّل الفقه الإسلامي؟ قراءة أنثروبولوجية لتاريخ فهم النص القرآني مع د. عياد أبلال" ، " كيف نجدد الخطاب الديني؟ بين النص والفطرة والآلية الغائبة مع د. سعيد ناشيد" ،" معركة تجديد الخطاب: من يحتكر الدين؟ ومن يحرّر المجتمع؟ مع عادل نعمان" وغيرهم ، ولكنني ساستشهد ببعض اراء عادل نعمان التي يؤيدها الجمل لكي اجيب على استفهام عنوان مقالي .
دائما الانسان المفكر بحق يبحث عن مفكر اعلى منه او على الاقل بمستواه ويخالفه بالراي حتى يناقشه ، اما انه يستدل بكلام العوام ليعممه على النص الديني واستخدام الفلسفة كما اؤكد على هذه النقطة لغرض النقد فانه غير موفق اطلاقا وان مستواه بمستوى الامثلة التي يرد عليها ومنها هذا المثال الذي ارق الدكتور نعمان وعقب عليه الجمل ونصه " أذكر شيخًا من المشايخ في الفترة السابقة، تحدث عن الجن وعن أكل لحم الجن، وعن أن الجن يسرق الذهب، ويسرق الأموال، ووجد صدى رهيبًا جدًا لدى الناس في الشارع " ، ويعقب الجمل على ذلك قائلا :" أنا في رأيي أنه ربما أن النخبة تستخدم أدوات غير دقيقة في محاورة أو في مجادلة التيار الآخر".
اقول بالله عليكم اذا كان مستوى متابعتكم لثقافة الاخر هكذا فلا يمكن اطلاقا اقناعكم بل يمكن اقناع من يستمع الى هذه الخرافة البسطاء بانها خرافة ولا نستطيع اقناعكم ، انا لا اريد ان اقول للدكتور من هو هذا الشيخ الذي ذكر هذا ؟ نعم هنالك رجال تلبسوا بلباس الدين يعيشون على هكذا خزعبلات وخرافات وبالمقابل ايضا هنالك تنويريون يعيشون على نفس الخزعبلات لغرض الانتقاد والتفلسف ولا يقراون مثلا الاسس المنطقة للاستقراء ، اقتصادنا وفلسفتنا للسيد محمد باقر الصدر .
من قصد بهم النخبة الدكتور الجمل ؟ استفهام بحاجة الى اجابة كي نرد .
يقول الجمل " صعبة. اللغة المتناولة بين الناس. أنا في رأيي، لا ترقى إلى مستوى قراءة النص، لأن المستوى الذي عليه النص أعلى من اللغة الدارجة " ، استغفر الله واتوب اليك ، بالله عليكم هل بامكان اللهجة الدارجة وهي العامية ان تفهم النص القراني ؟ النص القراني الذي لا يمكن ان يفهم الا من قبل متضلع باللغة والبيان والبلاغة والتاريخ الاسلامي والنحو حتى يفهم المقصود من النص بالنسبة لعلماء المسلمين اما الامامية فانها ترى الفهم الصحيح عند الامام المعصوم ولكن اجتهاد الفقهاء يتطلب معرفتهم بما ذكرته انفا ويجتهدون بما يستطيعون مع حسن النية والقصد ، ما هو الجديد الذي استنبطه الدكتور الجمل ؟
يعرف نعمان التجديد الديني قائلا: " أن يتوافق الخطاب الديني، والرسائل الدينية، والتعامل الديني مع العالم الآخر، مع الآخر، مع العلم، مع الحداثة، مع التطبيق " ، كلام ظاهره سليم ولكن من الذي عليه ان يتغير او يتجدد حتى يتفق مع الاخر ؟ الان العالم الاخر يرى شرعية المثلية ، والربا ، وقوانين الاحوال الشخصية بخلاف الفطرة البشرية والعلوم الانسانية ، فهل على الخطاب الديني ان يساير هذا العالم الاخر ؟
ان لم تكن استشهاداتي ضمن المطلب فيا حبذا لو يذكرون لنا ماهي المفردات المستحدثة والتي تخدم البشرية وعجز عنها الخطاب الديني؟
انا اجزم واحكم انهم اصلا لا يعرفون تعريف الدين ، لانه من هذا المنطلق وبعد الاتفاق يمكن التقدم خطوة نحو الامام في النقاش ، اقول لهم ان الدين شريعة سماوية تنظم علاقة الانسان مع الله ونفسه والمجتمع والموجودات الاخرى .
مع الله تكون للانسان حرية المعتقد ، مع نفسه وفق ضوابط لا تخرج عن الذوق العام ، تخيلوا من حق الانسان ان يلبس ما يريد لكن عندما يلبس ملابس تؤدي الى انتقاصه من قبل المجتمع فان الدين يحرم على الانسان ان يعرض شخصيته للانتقاد بمخالفة الذوق العام . واما اهم علاقة هي الانسان مع المجتمع وهذا هو نقطة الارتكاز في النقاش ، فالنص الديني يؤكد على العدالة من غير المساس بالثوابت الدينية ، واما مسالة التطور العلمي والعمراني فهذا يحث عليه الدين جملة وتفصيلا وهذا يتحقق عندما تصان حقوق الانسان وكيف تصان عندما يكون الحاكم عميل للعلمانيين ؟
للحديث بقية




تقييم المقال

