البحث المتقدم

البحث المتقدم

رجال صنعهم الحسين (عليه السلام).. حبيب بن مظاهر الأسدي واليقين المطلق.

28 تقييم المقال

شخصيّة غنيّة عن التعريف، فما ذكر الأنصار في كربلاء حتى تأتي في مقدمتهم هذه الشخصية البطلة، فهي كبيرة في ذاتها وعظيمة في مواقفها، عرفت الحقّ واتبعته ولم تحد عنه حتى لقيت الله بوجه كريم.

 إنّ المطّلع على تاريخ هذه الشخصية وعلى أبعادها يجدها شخصية التزمت خطّ أهل البيت (عليهم السلام) فقد ذكر المؤرّخون أنّه كان صحابيًا، وممن أدركوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما ذكرت المصادر أنّ حبيبًا نزل الكوفة، وصحب عليًا (عليه السلام) في حروبه كلّها، وكان من خاصته وحملة علومه، فضلاً عن أنه كان من رجال شرطة الخميس المدافعين عن أمير المؤمنين (عليه السلام).

 لم يكن موقف ابن مظاهر كما كان موقف الذين سبقوه في هذه السلسلة المقالية أمثال: (الحر وزهير ووهب) فأولئك كانوا على الطرف النقيض للحسين (عليه السلام)، إلّا أنّ حبيبًا كلّ مع الطرف الآخر ولم يزل على هذا الطرف يُدافع عنه، وينافح عنه حتى أتاه اليقين.

إنّ ما يُحسب لهذه النفس العظيمة التي لم تبتغِ إلا الحياة بكرامة والممات بكرامة أيضًا، إن حبيبًا هو أول من أرسل إلى الحسين (عليه السلام) بعد وفاة معاوية بالقدوم إلى الكوفة، ولكن بعد أن حدث ما حدث وتخاذل القوم عن نصرة الإمام (عليه السلام) لم يُثنِه ذلك من الالتحاق بذاك الركب العظيم، فخرج من الكوفة سرًّا والتحق بالحسين (عليه السلام) وسار إلى كربلاء حتى أصبح قائد الأنصار وشيخهم، فقاتل حتى قُتل.

إنّ النفس العظيمة التي حملها حبيب بن مظاهر الأسدي هي من جعلته في مصافّ الأنصار والصحابة والتابعين لأهل البيت (عليهم السلام) وهي من جعلت منه يرى في الحقّ ما لا يراه أحد غيره وجعلت منه يصل إلى مرحلة اليقين التي لا تفوقها مرحلة، وبذلك فهو مثال للمتِّبع للحقّ على يقين مطلق.

ولشدّة يقينه، وإيمانه، وتضحيته من أجل الحسين (عليه السلام)، ولعظمة روحه وتسامي أخلاقه، ورفعته، وكرامته عند الحسين (عليه السلام) لم يدفنه الإمام السجاد (عليه السلام) مع الشهداء، وإنما أفرد له قبرًا خاصًّا به رضوان الله عليه.

نعم هؤلاء الرجال هم من صنيع الحسين (عليه السلام).

نعم
هل اعجبك المقال