البحث المتقدم

البحث المتقدم

الكتاب الورقي الرصين، جسر بين الأجيال وحصنٌ للهوية

0 تقييم المقال

                     

يُعَدّ الكتابُ الورقيُّ الرصينُ أكثرَ من وعاءٍ للمعرفة، فهو جسر حيُ بين الأجيال، تنتقل عبره الخبرات والقيم والرؤى، وتحيا فيه الذاكرة الجماعية للأمة، ففي صفحاته تتلاقى أصوات الأسلاف مع أسئلة اللاحقين، فينشأ حوارٌ ممتدٌّ لا تقطعه تقنيات عابرة ولا تُضعفه سرعة الاستهلاك الرقمي. كما يمثّل الكتاب الورقي حصنًا للهوية، لأنه يحفظ اللغة في نقائها، ويصون الفكر في عمقه، ويمنح القارئ زمنًا للتأمل والتفاعل الواعي، بعيدًا عن التشتيت.

إن ملامسة الورق، وتتبّع السطور، والعودة إلى الهامش والعنوان، كلها طقوسٌ تُرسّخ علاقةً وجدانيةً بالمعرفة، فتغدو القراءة فعلَ انتماءٍ واستمرار، ومن هنا يبقى الكتاب الورقي الرصين شاهدًا على أصالة الثقافة، وضامنًا لتوازنٍ حضاريٍّ يربط الماضي بالحاضر ويؤسس لمستقبلٍ أكثر رسوخًا.

هناك رؤية تدل أنّ الجيل الحالي يعاني أغلبه من تراجع الاهتمام بالقراءة الورقية، إذ سيطرت الأجهزة الذكية على أوقات الشباب وتقدم لهم مصادر إلكترونية غالبًا ما تفتقر إلى الدقة والفكرة الجادة المثمرة، بيد أنّها تستهويهم بأساليب عرض حديثة.

 هناك من يعمل بجد ليظل الكتاب الورقي نافذة تطل على عوالم المعرفة الحقيقية، يقف وراءها مركز الدراسات والمراجع كحصنٍ منيع، يجهد لحماية التراث وتعزيز مستقبل القراءة في مجتمع يشهد تحولات سريعة.

 

نعم
هل اعجبك المقال