البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٦ جمادى الأولى ١٤٤٧

المرجعية الدينية العليا وانقلاب البعث في 17 تموز 1968

بدأت دوائر الاستخبارات الأجنبية وأذنابها في الداخل تضيقٌ ذرعًا من حالة الاستقرار السياسي النسبي التي شهدها العراق بين عامي 1966 – 1968، لذا فقد تحرك ضباط الجيش من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي لتنفيذ انقلاب عسكري في فجر السابع عشر من تموز عام 1968، ونجحوا في اعتقال رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف وتسفيره إلى الخارج، وسيطروا على المراكز المهمة من بغداد، وتمت إذاعة البيان الأول لهذا الانقلاب. وفي 30 تموز تمت تصفية حلفائهم في الانقلاب، وهم وزير الدفاع العميد الركن إبراهيم عبد الرحمن الداوود، ورئيس الوزراء عبد الرزاق النايف، فانفرد البعثيون بالحكم في العراق، واستأثروا بالسطلة العليا والمناصب المهمة، وحكموا البلاد بالقهر والاستبداد طيلة المدة الممتدة بين عامي 1968 – 2003م.

اتخذت المرجعية الدينية موقف الترقب والحذر تجاه الانقلاب، وأوعزت إلى وكلائها بعد إبداء أي رأي بخصوصه، سلباً كان أو إيجاباً، ومن المؤكد فأنها أخفت انزعاجها من وصول البعثيين إلى الحكم نظراً إلى تجربتهم الدموية السابقة سيئة الصيت للمدة (شباط – تشرين الأول 1963). وآثر السيد محسن الحكيم رؤيته الحصيفة الانتظار، وعدم إظهار المسالمة أو المعارضة للنظام الجديد، بوصفه إجراءً عقلانياً يُقيم من خلاله الحجة على الحكومة الجديدة، ويعطيها المهلة لما ستؤول إليه الأمور، لا سيما في ضوء بيانها الأول الذي عبأته بالوعود والأماني العريضة والنية الحسنة بتحقيق المنجزات في المستقبل.

ومن جهة أخرى أدركت السلطة الجديدة أنها أمام مرجعية دينية قوية يقف على رأسها السيد محسن الحكيم الذي تميزت مرجعيته بالانتشار والازدهار والتطور والحركية، وبثقل جماهيري واسع ونشاط اجتماعي كبير قل نظيره، استلهم التجارب التي مرت بها المرجعيات السابقة عبر تاريخها المجيد، ليخرج بتجربة ناضجة علمياً وروحياً، فضلاً عن الصفة الوطنية الملازمة لها، بما أبدته من مواقف مشرفة لمعالجة واقع الأمة والذود عن حياض الإسلام بشجاعة وواقعية ووعي، واهتمامها الجاد والاستثنائي بأوضاع الطلاب العراقيين داخل الحوزة العلمية.

كان المرجع الحكيم يعيش في قلب المسؤولية، وكانت الأمة .... يتبع

 

المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 235

مواضيع ذات صلة