البحث المتقدم

البحث المتقدم

٠٩ رجب ١٤٤٧

العناية بالجرحى مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية لا تقبل التقصير

إن من الأمور المهمة في حد ذاتها والمؤثرة أيضًا في تعزيز معنويات المقاتلين والمواطنين بصورة عامة هو الاهتمام بالجرحى الأبطال الذين يصابون في ساحات القتال، وهو إشعارٌ لقيمة إيثار الجريح وتضحيته في سبيل الذود عن العراق وشعبه، وإننا في الوقت الذي نشيد فيه بجهود العديد من الكوادر الطبية المباشرة للعناية بالجرحى المقاتلين وما تقدمه وزارة الصحة ومديرياتها في هذا المجال، خصوصًا الأطباء الذين يتواجدون في المستشفيات الميدانية في جبهات القتال، لابُد أن نشير الى ما تصلنا من شكاوى من عدم العناية المطلوبة بالجرحى في بعض المستشفيات والمراكز الطبية، ومن هنا نهيب بجميع الكوادر الطبية العُليا والوسطى ومديريات الصحة أن تبذل قصارى ما تملك من موارد بشرية طبية وأن توظف كافة إمكاناتها من دون كللٍ أو مللٍ للعناية بهؤلاء الجرحى الأبطال انطلاقًا من كون أن هذه العناية جزءٌ مهمٌ من المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية المُلقاة على عاتق جميع الكوادر والمسؤولين المختصين، ومن جملة ما تزلم مراعاته الإسراع في حالة الجرحى ممن يستعصي علاجهم

داخل العراق بإرسالهم الى الدول المتقدمة في إمكانياتها العلاجية تلافيًا لما يحصل بالتأخير من مضاعفات على صحة هؤلاء الأعزة، الذين لا يعلم إلا الله تعالى حجم معاناتهم من الجراح التي أصيبوا بها، كما نؤكد على أهمية التعامل الأخلاقي مع الجرحى وإشعارهم بقيمة تضحياتهم وأنهم موضع رعاية واهتمام، وعدم صدور أي تصرف أو قول يشعرهم بأنهم كلٌ على الآخرين، كما نهيب بالمواطنين الميسورين أن يوظفوا جزءًا من إمكاناتهم المالية في سبيل رعاية الجرحى ومتابعة حالاتهم وتخفيف معاناتهم والله لا يضيعٌ أجر المحسنين.

 

هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلاء (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم 8 شهر رمضان 1436 هـــ

 

مواضيع ذات صلة