البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٦ جمادى الأولى ١٤٤٧

آثار علمية خالدة.. "معجم رجال الحديث" للسيد الخوئي مثالًا  


 

معجم رجال الحديث، كتاب في علم الرجال للسيد أبو القاسم الخوئي. ضمّ فيه أسماء ما يزيد على 15 ألف من رواة الشيعة، مشيداً بموقع هذا العلم الذي أهمله المتأخرون، ودوره في الاجتهاد واستنباط الأحكام؛ فناقش فيه مباني المتأخرين من العلماء معاوداً النظر في توثيقاتهم العامة، وكذلك أسناد الأحاديث الواردة في الكتب الأربعة.

 

يُعد الكتاب من الآثار العلمية الخالدة للسيد الخوئي، وقد بادر إلى تأليفه على تقدّم عمره، وعنون أن الدافع الأساس من قيامه بالمجهود كان هو الغربة التي كان يعاني منها علم الرجال، وغيابه عن الساحة العلمية والأوساط الحوزوية المتأخرة. فقد كتب الخوئي في مقدمة كتابه:

"إن علم الرجال كان من العلوم التي اهتم بشأنه علماؤنا الأقدمون، وفقهاؤنا السابقون، ولكن قد أهمل أمره في الأعصار المتأخرة، حتى كأنه لا يتوقف عليه الاجتهاد، واستنباط الأحكام الشرعية. لأجل ذلك عزمت على تأليف كتاب جامع كاف بمزايا هذا العلم، وطلبت من الله سبحانه أن يوفقني لذلك، فاستجاب بفضله دعوتي ووفقني، وله الحمد والشكر لإتمامه كما أردت - على ما أنا عليه من كبر السن، وضعف الحال، وكثرة الأشغال- ولولا توفيق المولى وتأييده جل شأنه لم يتيسر لي ذلك".

 

يبدأ الكتاب بمقدمة مفصلة، ذكر فيها السيد الخوئي ستة أمور:

 

  • ضرورة الرجوع إلى علم الرجال ومعرفة قواعده.
  • كون الحجة هو خصوص خبر الثقة أو الحسن، وأن تشخيص ذلك لا يكون إلا بمراجعة علم الرجال ومعرفة أحوالهم وتمييز الثقة والحسن عن الضعيف.
  • عدم العبرة بتوثيقات المتأخرين من أمثال ابن طاووس، والعلامة الحلي، وابن داود وباقي علماء الرجال المتأخرين، لعدم ظهور أحوال الرواة في بعض الأحيان.
  • النظر في التوثيقات العامة المنقولة في الكتب، وإسنادها عندهم إلى مثل: المشايخ الثقات، وأصحاب الإجماع، ومشايخ الإجازة، وكثرة الرواية، والوكالة عن الإمام المعصوم عليه السلام، أو المصاحبة له، أو اختصاص كتاب من كتب الأصول أو غيرها بأحد و ...
  • ضرورة إعادة النظر في أحاديث الكتب الأربعة من ناحية السند.
  • التعريف بأهم المصادر الرجالية للشيعة على نحو الإجمال، كرجال البرقي، ورجال الكشي، ورجال النجاشي، ورجال ابن الغضائري، وفهرست الشيخ الطوسي، ورجال الشيخ الطوسي.

 

 

للكتاب خصائص وميزات، منها:

 

ذكر جميع أسماء الرواة المذكورين في أسانيد الكتب الأربعة، وإن لم تكن أسمائهم واردة في الكتب الرجالية.

الاشتمال على جميع أسماء الرواة المذكورين في الكتب الرجالية المعروفة وغير المعروفة، بمن فيهم الأسماء الواردة في كتب التراجم والكتب الرجالية المتأخرةـ مِن قبيل أمل الآمل، وتذكرة المتبحرين، وروضات الجنات، وخاتمة مستدرك الوسائل، والوسيط، وتعليقة الوحيد البهبهاني، و....

سهولة معرفة الطبقات التي يتعلق بها الرواة؛ حيث ورد أسماء جميع من نقلوا عن الراوي في الكتب الأربعة الحديثية، أو من روى عنهم بعبارات: «روى عن فلان وفلان و...» و «روى عنه فلان وفلان...».

والأسلوب المتبع في الحالتين عند السيد الخوئي هو الإبتداء بذكر أسماء الأئمة على الترتيب، ثم المذكورين بالكنى، ثم الآخرين بحسب ترتيب الأحرف الهجائية، ومن ثم المذكورين بالألقاب، انتهاءاً بالمراسيل والمضمرات من أحاديث الراوي والمروي عنه.

 

إخضاع الراواة للجرح والتعديل وفق معايير المؤلف العلمية والرجالية؛ إضافة إلى ذكر نظريات باقي علماء الرجال، بما قد يخالفهم في الآراء.

التدقيق في أصل العبارات المصحفة أو المحرفة أو الساقطة كحسن أو حسين، وأحمد أو محمد، وعن أو بِن، و ... تحت عنوان «اختلاف الكتب» و«اختلاف النسخ».

 

جُدِّد طبع الكتاب بعد تنقيحه من قِبَل مؤلفه في 24 مجلداً، ويتوفر برنامجه الإلكتروني تحت عنوان دراية الحديث.

 

مواضيع ذات صلة