في ظلال طوفان الأقصى 79 أجيالٌ لن تَنسَى وقرونٌ لن تُنْسِيَ وجرائمٌ لن تُنْسَى
احد أهم مطالب حماس وحركات المقاومة في فلسطين أن تقوم إسرائيل بتوقيع تعهد خطي تلتزم به بالاتفاق.
كم مرَّةٍ عضَّ اليهود يدًا امتدَّت إليهم بالسلام! وكم مرةٍ نقَض اليهود عهودًا أبرموها، ومواثيق عقدوها ليس القرآن وحده من يصفهم بنقض العهود، بل توراتهم تصفهم على لسان موسى (نكثوا العهد والحلف الذي حلفوه).(1)
وكذلك الإنجيل أيضا يصفهم بنقض العهود فيقول في العبرانيين (العهد الذي عملته مع آبائهم ، لم يثبتوا في عهدي وأنا أهملتهم).(2)
ثم جاء القرآن مؤكدا لكل ما جاء في التوراة والإنجيل بحقهم فأثبت عليهم نقضهم للعهود فيقول : (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة).(3).
وقال تعالى عنهم : (أوكلما عاهدوا عهدا نبذهُ فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون).(4)
الغريب أن التاريخ الإسلامي يذكر وقائع عاهد فيها اليهود رسول الله (ص) وكتب بينهُ وبينهم كتابا حين وصل المدينة، فهل التزموا بذلك؟ وهل احترموا مواثيقهم.كلا . فقد غدر يهود بني قينقاع بعد سنة واحدة عندما حانت لهم فرصة الغدر. ثم غدر يهود بني النضير بعد غزوة أحد، حيث استغلوا ما أصاب المسلمين في تلك المعركة. ثم غدر بنو قريظة في أشد الظروف وأحلكها على المسلمين يوم الأحزاب.
يبرم اليهود العهود والمواثيق ويوقعونها مع غيرهم على أنها للضرورة ولغرض مرحلي، ولمقتضيات مصلحة آنية، فإذا استنفذ الغرض المرحلي وتمكنوا نقضوا عهودهم ومواثيقهم التي أعطوها من غير الشعور بأي قيم أخلاقية أو أدبية ولا مواثيق دولية.
فهل سوف تستفيد حماس وغيرها مما حصل على عهد رسول الله (ص) من غدر لليهود وكذلك ما ذكره القرآن فتجد بديلا للعبة التعهدات والمواثيق.
إضافة إلى ذلك يتميز اليهود بمزايا تُمثل نقاط ضعفهم وينفردون بها من دون سائر الأمم منها :
حب البقاء : (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة).(5)
جبنهم : (وإن يُقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصرون).(6)
ونقضهم للمواثيق وهو الذي ذكرناه.
المصادر :
1- سفر المكابيين الأول 7 : 18.
2- رسالة بولس إلى العبرانيين 8 : 9.
3- سورة الأنفال آية : 56.
4- البقرة آية : 100.
5- سورة البقرة آية : 96 .
6- سورة آل عمران آية : 111 .