زينب محمد ياسين
إن من يقرأ قوله تعالى : (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ) يترآى له منها درس تربوي في إطار التبصر إلى مفهوم الطعام الذي يتوجب علينا فيه الابتعاد عن الاسراف في ظل قول الحق تعالى:" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (سورة الأعراف الاية 31) اذ يجب أن يكون الانسان واعيا في التعامل مع مايتغذى عليه من متناول الطعام فيلاحظ مكوناته و مدى تأثيرها على الجسم و العقل لعلاقة تواصلية بينهما سبيلها العصب الذي ينقل المعلومات بين الجهاز الهضمي والدماغ على شكل إشارات كيميائية و أي اختلال في صحة الأمعاء تنتج عنه تغيرات بدنية كالزيادة في الوزن وتغيرات معرفية كاضطراب الذاكرة أو التفكير وتغيرات نفسية كضعف التواصل وغيره .
ولان الروح تستوطن الجسم فان مَنْ يأكل الحرام تكون روحه مريضة ومحرومة من إدراك الحقائق؛ لان تكامل الإنسان يتحقق بالطهارة الروحية والجسمية؛ ومن لا يراعي ولا يعي خطورة أكل الحرام يصل ألى مرحلة يفقد فيها الوعي على تحليل الأحداث فقبل أن ياكل الانسان يجب أن يركز على ما يأكله هل فيه شيء من الحرام؟ ففي يوم عاشوراء عندما حاصر عمر بن سعد - الحسين عليه السلام - قال لهم:" كلكم عاص لأمري غير مستمع قولي فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم."
ففقدان البصيرة ماهي الا نتيجة طبيعية لاكل الحرام وفي ظل ذلك قال الامام علي - عليه السلام – لكميل بن زياد: "يا كميل فانظر فيما تغي قلبك وجسمك فإن لم يكن حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك."
ختاما ، علينا جميعا ان نتعلم من ثقافة القران الكريم كيف نغذي انفسنا من آيات الذكر الحكيم كوجبات لا بد من تناولها لتخصلنا من الأكل الحرام لأن موائد القران فيه ما نغذي به أرواحنا و نفوسنا الضعيفة الهزيلة المحتاجة إلى التغذية الروحية من برامج الله وموائد الله لنكون من أهل كرامة الله وندع أرواحنا الظمئة لهدى الله أن تشرب من نهر كتاب الله وترتوي من نهر هدى الله لتتخلص من الأكل الحرام والشرب الحرام لنذهب في شهر الصيام إلى موائد القران كوجبات لا بد من تناولها وعلاجات ووصفات وهدايا من الله وصفها لنا وهو يعلم بنفوسنا ويعرف ما يصلحها في دنياها قبل آخرتها .