إنَّ الحديث الشريف يؤكد موضوعين مهمين يتعلقان بالجهاد، أحدهما الأصغر وهو مجاهدة العدو الخارجي. والآخر الأكبر وهو مجاهدة العدو الداخلي.
وفيه بيان لما يأتي:
١- أطلق النبي على مقاتلة العدو في ساحة المعركة (الجهاد الأصغر)، ولعل أمورًا ثلاثة ينبغي مراعاتها في ذلك حيث:
- الزمان/ فهو معيَّن ومحدَّد أيام أو شهور أو سنوات معلومات.
- المكان / فهو معيَّن ومحدد في بقعة معلومة.
- العدو / فهو معروف، معلوم السلاح والقوة والعدد.
فكل شيء متعلق بهذه المعركة معلوم الحال، ويمكن وضع خطة لمواجهته بيسر وحكمة، فضلًا عن شجاعة جسدية.
٢- أطلق النبي على مقاتلة العدو في ساحة النفس (الجهاد الأكبر)، فأكبر عدو للإنسان نفسه التي بين جنبيه إذا لم يهذبها كما في الروايات، ولعل أمورًا ثلاثة ينبغي مراعاتها في ذلك حيث:
- الزمان/ فهو غير معيَّن ومحدَّد، حيث يبدأ من سن التكليف الشرعي إلى الموت غالبًا.
- المكان / فهو غير معيَّن فممكن أي مكان تبدأ المعركة في العلانية أو السر.
- العدو / فهو غير معروف سلاحه، فأسلحته لا تعد ولا تحصى.