البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٠ ربيع الآخر ١٤٤٧

مجلة الأضواء الإسلامية.. رسالة الحوزة العلمية في زمن الانحراف الفكري والعقائدي

 

أبرز الصحف التي شهدتها الساحة العلمية، وأول مجلة من نوعها في العراق يستخدمها علماء الحوزة الدينية بوصفها منبرًا لمقارعة الأفكار المنحرفة عن نهج الدين والقيم الإنسانية وقد صدرت في النجف الاشرف من قبل جماعة العلماء؛ وذلك للرد على ترويج الأفكار الماركسية، ومحتواها يهدف إلى نشر التعاليم الإسلامية في المجتمع. وكان الشيخ كاظم الحلفي مسؤولًا عن إدارة هذه المجلة، ورئيس التحرير السيد محمد باقر الصدر، ومحمد مهدي شمس الدين، وراعي هذه المجلة آية الله السيد محسن الحكيم. كان لهذه المجلة دور فعال ومؤثر في إيجاد فكر إسلامي جديد في الفضاء العام للحوزة العلمية في النجف، والطلاب الشباب.

 

أسباب النشر

لقد أدت سياسة عبد الكريم قاسم (رئيس الحكومة العراقية آنذاك)، التي نفذ فيها برنامج الإصلاح الزراعي والقوانين المدنية بشكل غير شرعي، وكذلك التبليغ الواسع من قبل الحزب الشيوعي لجذب الناس من خلال رفع شعار العدالة الاجتماعية، وتعزيز القومية العربية من ناحية أخرى، وخاصة الاشتراكية الناصرية والبعثية في العراق، إلى ردود فعل من قبل علماء الشيعة. فتحرك ثلة من علماء الدين لتشكيل جماعة من أجل الدفاع عن الأفكار الإسلامية في قبال الأفكار الماركسية، وقد أطلق عليها «جماعة العلماء»، التي قام بتأسيسها آية الله السيد محسن الحكيم، الذي كان مرجع التقليد في ذلك الوقت. وقد سعت جماعة العلماء إلى إحياء التعليم ونشر العقيدة الإسلامية؛ ومن أجل هذا الأمر قامت بإصدار المجلات والكتب لمحاربة الإلحاد في النجف، فكانت من بينها مجلة الأضواء الإسلامية، التي تُعتبر الوسيلة الإعلامية لهذه الجماعة.

 

المؤلفون

مؤلفو هذه المجلة الشهرية هم عبارة عن شخصيات معروفة مثل السيد إسماعيل الصدر، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد مرتضى العسكري، والسيد محمد حسين فضل الله، ومحمد مهدي شمس الدين، وعبد الهادي الفضلي، ومحمد مهدي الآصفي، وآمنة الصدر.

 

تُدار المجلة من قبل مجموعة من العلماء الذين ينتمون إلى جماعة العلماء، وتضم هذه المجموعة الشيخ مرتضى آل ياسين، والسيد محمد تقي بحر العلوم، والسيد موسى بحر العلوم، ومحمد جواد آل شيخ راضي، والسيد إسماعيل الصدر.

 

العناوين البارز في المجلة تمثلت كالآتي:

العمل

حقوق العمال

الفقر والثروة

الحكومة والنظام الإداري

النظام المالي وتقسيم الثروات

الأسرة وتنظيم السكان

التنظيم

الشيوعية

الاستعمار

الوحدة الإسلامية

احتلال فلسطين

 

وكانت المواضيع التي يتم طرحها في هذه المجلة تنسجم مع جهود جماعة العلماء في حل المسائل الفكرية والدينية للمجتمع. وسعى المؤلفون إلى تقديم نظرية سياسية واجتماعية مستمدة من الإسلام ضد المدرسة الشيوعية والرأسمالية.

 

كان العمود الثابت في افتتاحية المجلة بعنوان «رسالتُنا»، وقد كتب السيد محمد باقر الصدر مجموعة من مقالات في افتتاحية الأعداد الخمسة الأولى من مجلة الأضواء. وكانت مقالاته عن نهضة الأمة الإسلامية وضرورة التغلب على التحديات التي سببتها الرأسمالية والماركسية، بلغة فلسفية. وأكد على أن يكون الإسلام هو الأساس في تنظيم حياة المسلمين.

 

وبعد السيد الصدر، واصل محمد مهدي شمس الدين الكتابة في عمود «رسالتُنا»، ومثل السيد الصدر، قدم الإسلام على أنَّه البديل الوحيد للحضارة الغربية. وقد ذكر شمس الدين في مقالاته مواضيع أوسع. بما في ذلك ضرورة إعادة الوحدة بين المسلمين، والاستعمار، والصليبيين، واحتلال فلسطين.

 

وكان لهذه المجلة دور فعال ومؤثر في إيجاد فكر إسلامي جديد بين العلماء والطلاب الشباب فنشر هكذا مجلة مع وجود منهج تضاربت فيه الآراء، ظاهرة غير مسبوقة في الأجواء العلمية في النجف.

 

مدة وزمان النشر

صدر العدد الأول في نهاية عام (1379هـ)؛ ولأن هذه المجلة لم يكن لديها ترخيص رسمي، فقد كانت تصدر في كل أسبوعين كمجلة داخلية لا تحتاج إلى ترخيص حكومي، وقد صدرت فيما بعد على شكل مجلة شهرية، واستمرت في النشر لمدة أربع سنوات حتى عام (1383هـ).

مواضيع ذات صلة