وعلى الرغم من وفاة المرجع الديني الأعلى السيد أبي الحسن الأصفهاني في النجف الأشرف بتاريخ 3 تشرين الثاني 1946 والثلمة الكبيرة التي تركها رحيله في جسد الأمة الإسلامية؛ لكونه شخصية فذة حازت على احترام المسلمين عامة، وأبناء الشعب العراقي وتقديرهم وانقيادهم لمرجعيته على نحو الخصوص، فأن علماء المرجعيات الآخرين ظلوا يؤدون رسالة أهل البيت (u) بكل شجاعةٍ وإقدام في إرشاد العراقيين إلى طريق الهدى والصلاح، ومساندتهم في المطالبة بترسيخ نظام سياسي قائم على العدل واحترام الحريات الأساسية وتعزيز المشاركة في حفظ كيان البلاد واستقلاله.
وكان على المرجعية الدينية النزول إلى ساحة المواجهة في صفحة جديدة من صفحات نضال شعبنا العرقي الأبي، حينما اندفعت حكومة صالح جبر (29 آذار 1947 – 27 كانون الثاني 1948) في تنفيذ سياسة تقويض الحركة الوطنية من جهة، والتفاوض من جهةٍ أخرى لعقد معاهدة جديدة مع بريطانيا تكون امتداداً لمعاهدة 1930 المخلة باستقلال العراق والمرسخة لتبعيته للإمبراطورية البريطانية.
وعلى الرغم من تحسس الرأي العام في العراق من أي مساس في سيادة بلاده ومطالبته بالتعديل على وفق مصلحة البلاد، إلا أن الحكومة نشرت مسودة المعاهدة العراقية – البريطانية المسماة بمعاهدة (بورتسموث) في 16 كانون الثاني 1948 والموقعة في 10 كانون الثاني من نفس العام، مما أدى إلى تفجر الوضع في الشارع العراقي.
يتبع..
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 187