بعد انتهاء المؤتمر، اجتمع الزعماء في الحضرة الامام الحسين (عليه السلام) ليلة 16 شعبان 1338 هـ الموافق 4 مايو 1920م، حيث عاهدوا الله أمام ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) على التفاني في أداء الواجب الوطني وإعلان الثورة ضد الاحتلال البريطاني.
قرروا تنسيق الثورة في مختلف المناطق وتكليف الشيخين شعلان أبو الجون وغثيث الحرجان بالتحضير للقاء في السماوة ودعوة الرؤساء العشائر على الانضمام للثورة.
وذلك بعد عقد اجتماع سري في كربلاء بحضور شيوخ العشائر ورجال الدين، للتشاور حول الثورة المسلحة.
استغل قادة الحركة الوطنية جميع الاجتماعات لبحث نفس الموضوع، حيث عُقد اجتماع سري ليلة 15 شعبان 1338 هـ، الموافق 3 مايو 1920م، بمناسبة زيارة مخصوصة إلى كربلاء في ذكرى مولد الإمام المهدي (عليه السلام)، في دار السيد أبي القاسم الكاشاني، التي كانت ملاصقة للصحن الحسيني الشريف.
حضر الاجتماع جمع من شيوخ العشائر ورجال الدين والوجهاء من مختلف مناطق الفرات الأوسط، منهم نور الياسري، جعفر أبو التمن، عبد الكريم الجزائري، محسن أبو طبيخ، عبد الواحد الحاج سكر، شعلان أبو الجون، عبد الوهاب، هبة الدين الشهرستاني وآخرون.
جاءت هذا الاجتماعات تزامن يوم الإعلان عن القبول البريطاني بالانتداب مع يوم 14 شعبان 1338 هـ، الموافق 2 مايو 1920م، واستمرت الاستعدادات للثورة ضد البريطانيين.
تم التداول في أمر القيام بالثورة المسلحة ضد الوجود البريطاني في العراق، وكانت هذه المسألة مثار جدل بينهم؛ حيث أيدها البعض وعارضها الآخر، لاعتقادهم بأنها ستقمع بسهولة من قبل القوات البريطانية المتفوقة عددًا وعدة.
وبعد جدل حول صعوبة المواجهة مع القوات البريطانية، قرروا استشارة المرجع الديني الكبير السيد محمد تقي الشيرازي، بعد مناقشة المخاطر، أكدوا له قدرتهم على حفظ الأمن والنظام، فوافق الشيرازي على المضي قدماً في الثورة المسلحة، داعياً لهم بالتوفيق.