أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ممثلةً بسماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)، بياناً في العاشر من تشرين الأول عام 2023، حول النزاع الدائر في فلسطين المحتلة، والذي اشتعل عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، هذه العملية هزت أركان الاحتلال الصهيوني وتسببت في أضرار وخسائر لم يعهدها خلال عقود الاحتلال السابقة، بينما رد الاحتلال بموجة عنف انتقامية همجية ضد سكان قطاع غزة الأبرياء.
موقف المرجعية العليا تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني ثابت وحاسم، وقد جددت هذا الموقف في عدة مناسبات سابقة، مؤكدة دعمها الثابت للشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته ضد المحتلين، موقف المرجعية هذا يتماشى مع مواقف المرجعية الدينية الشيعية عبر التاريخ فيما يخص القضية الفلسطينية.
يحظى بيان المرجعية بأهمية خاصة نظراً لمكانتها الدينية والاجتماعية الرفيعة في العراق وخارجه، ومواقفها دائماً تكون محور اهتمام الجهات السياسية والدينية والفكرية حول العالم، في هذا السياق، نستعرض أبرز النقاط الجوهرية التي وردت في بيان المرجعية بعد عملية "طوفان الأقصى".
تطرق البيان إلى حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف وحصار خانق. أشار البيان إلى أن القصف أودى بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء وأدى إلى تشريد الكثيرين وتدمير مناطق سكنية واسعة. كما شدد على معاناة أهل غزة جراء الحصار الذي طال الغذاء والماء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة.
أكدت المرجعية الدينية في بيانها أن المجتمع الدولي والمنظمات العالمية تقف موقف المتفرج إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني. وأعربت عن أسفها إزاء المساندة العلنية التي تقدمها بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، للكيان الصهيوني، مما يعزز وحشيته ويتيح له الاستمرار في جرائمه بحق الفلسطينيين.
أكد البيان أن معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود لن تنتهي إلا بتحقيق حقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال. شددت المرجعية على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء هذا الظلم، ورفضت أي محاولات للتطبيع أو الحلول الوسطى التي تروج لها بعض الدول.
أشارت المرجعية إلى أن عملية "طوفان الأقصى" تسببت في خسارة كبيرة للاحتلال، مما دفعه للانتقام من الأبرياء بوحشية، في محاولة لتعويض فشله، وأكدت أن هذا السلوك يظهر عجزه أمام نجاحات المقاومة.
في ختام البيان، دعت المرجعية العالم أجمع للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني وما يرتكبه من جرائم. شددت على أن مقاومة هذا الاحتلال الوحشي هو حق مشروع لكل الشعوب المحتلة، وأنه لن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة إلا بزوال الاحتلال عن أرض فلسطين التاريخية.
إن كلمات المرجعية الدينية العليا تعكس رؤية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، حيث تؤكد باستمرار أن المقاومة هي الطريق الصحيح لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.