أن السيدة فاطمة عليها السلام هي أفضل الخلق من آدم عليه السلام فما دون إلا رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه اسلام وقد أكد هذا المعنى حديث رسول الله صلى الله عليه واله (قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة ، وقالوا خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت علياً فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوجه فهبط جبرئيل فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة أبنتك كفو على وجه الأرض آدم فما دونه)(1 ) ، وعن أبي عبد الله ( عليه السلام) قال ( لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض)(2) ، وفاطمة عليها السلام هي علة الوجود الكبرى حيث يقول الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي ( يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)( 3) ، وفاطمة عليها السلام هي حجة الله سبحانه وتعالى على جميع ما خلق الله سبحانه وتعالى إلا أبيها صلى الله عليه واله وبعلها أمير المؤمنين عليه السلام ،قال الامام الباقر عليه السلام ( ولقد كانت فاطمة ( عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة)(4 ) ، ولا تتكامل نبوة نبي إلا بالإقرار بفضلها ومحبتها وعلى معرفتها دارت القرون الأولى قال الامام الباقر عليه السلام (أن فاطمة هي ليلة القدر ، من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنما سُميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ، ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقرَّ بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى )( 5) ، وهي حجةٌ على جميع الأئمة عليهم السلام إلا أمير المؤمنين عليه السلام وهذا ما قاله الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا)(6) ، بل هي أفضل من جميع الأئمة عليهم السلام إلا أمير المؤمنين عليه السلام قال الإمام الحسين عليه السلام (أمي فاطمة خير مني)(7) وقال الإمام الحجة عج (وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه واله وعليها إليّ اسوة حسنة) ( 8) ، وأن السيدة فاطمة عليها السلام قد خلقها الله من نور عظمته ، عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال ( قلت له : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء ؟ فقال لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته )( 9) ، وأن نطفتها قد خلقت من ثمار الجنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه واله كلما يشتاق الى الجنة يشتم رائحة فاطمة عليها السلام ، قال رسول الله ( صلى الله عليه واله )( لما عرج بي الى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفةً في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة أبنتي فاطمة )( 10)
وإنها لسان الميزان : عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : دخلت يوماً منزلي فإذا رسول الله ( صلى الله عليه واله) جالس والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وفاطمة بين يديه وهو يقول : يا حسن يا حسين ! أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ولا تعتدل الكفتان إلا باللسان ،ولا يقوم اللسان إلا بالكفتين ( إلا على الكفتين) أنتما الإمامان ولأُمكما الشفاعة م ألتفت إليّ ، فقال : يا أبا الحسن ! أنت توفي المؤمنين أجورهم وتقسم الجنة بين أهلها يوم القيامة (11).
فمهما كتب العلماء وفكر المفكرون وشعر الشعراء وخطب الخطباء في فضائل السيدة فاطمة عليها السلام فأنهم يتيهون في بحر فضائلها ولا يقدروا ان يفهموا او يعرفوا الحقيقة الفاطمية لأن الخلق فطموا عن معرفتها قال الإمام الصادق عليه السلام ( وإنما سمّيت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها)(12) ، فقد امتازت السيدة فاطمة عليها السلام بفضائل لم يمتلكها أحدٌ من الخلق وحتى رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام وجميع الائمة عليهم السلام لم يشتركوا معها في بعضها ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ؟؟؟؟ هل فاطمة عليها السلام إمام ؟؟؟؟
الإمامة : هي إتباع شخص على الناس على نحو يتبعونه ويقتدون به .
الإمام : فهو من يقتدى به وهو الذي يتقدم على الناس وهم يأتمون به ويقتدون به في قول أو فعل أو غير ذلك سواءً كان الإمام المتقدم عليهم محقاً في تقدمه هذا أم لا (13) ، وقد أستعمل القرآن الكريم كلمة أئمة بالمعنى المتقدم في إمامة الحق والباطل على حد سواء حي قال ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ...)(14) ، وقد عرف ألإمام الرضا عليه السلام الإمامة والإمام " أن الإمام زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين إن الإمامة أسُ الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج وتوقير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ، الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة ، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها العالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار)( 15) .
الإمامة لطف :
ويعتقد أتباع أهل البيت عليهم السلام أن النبوة لطف ، وأن الإمامة لطفٌ أيضاً ، فلذلك كل ما دل على وجوب النبوة فهو دال على وجوب الإمامة ، خلافة عن النبوة قائمة مقامها إلا من تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة (16)
الإمامة عهد :
وكذلك يعتقد أتباع اهل البيت عليهم السلام أن الإمامة عهد من الله الى الأئمة ويستدلون على ذلك بقول الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (أترون أن الوصي منا يوصي الى من يريد ؟ لا : ولكنه عهدٌ من الله ورسوله لرجلٍ فرجل حتى ينتهي الأمر الى صاحبه)(17)
الإمامة نص :
وقد أكد الإمام الصادق عليه السلام على أن الإمامة نص من الله سبحانه وتعالى وهذا ما أظهرته الآيات الكريمة و أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله وأئمة أهل البيت عليهم لسلام ،قال الله سبحانه وتعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)(18 ) وهذه الآية تظهر أن منصب الإمامة تعين بأمر من الله سبحانه وتعالى ،عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله ( يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر – ستدركه يا جابر ن فإذا لقيته فأقرأه مني السلام – ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من أمتحن الله قلبه للإيمان )( 19) ، عن سليم بن قيس قال شهدت وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى الى أبنه الحسن عليه السلام واشهد على وصيته الحسين عليه السلام ومحمداً وجميع ولده ، ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثم دفع أليه الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن عليه السلام يا بني أمرني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن أوصي ليك وإن أدفع إليك كتبي وسلاحي ، كما أوصى اليّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ودفع اليّ كتبه وسلاحه وأمرني أن أمرك : إذا حضرك الموت أن تدفعها الى أخيك الحسين عليه السلام ، ثم اقبل على أبنه الحسين عليه السلام ، فقال : وأمرك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن تدفعها الى أبنك هذا ، ثم أخذ بيد علي بن الحسين عليهما السلام ، فقال لعلي بن الحسين : وأمرك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن تدفعها الى ابنك محمد بن علي واقرأه من رسول الله ومني السلام) ( 20) .
وقد ذكر اهل البيت عليهم السلام في أحاديثهم الائمة الإثنى عشر عليهم السلام :
حديث اللوح الأخضر
روى ابو بصير عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام) أنه قال : ( قال أبي محمد بن علي لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة متى يخف عليك متى يخف عليك أن أخلو بك فاسلك عنها ؟ فقال له جابر : في أي الأحوال أحببت ، فخلا به أبي في بعض الأوقات وقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رايته في يد أمي فاطمة ( عليها السلام) ، وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب ، فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة ( صلوات الله عليها) في حياة سول الله ( صلى الله عليه واله) فهنّيتها بولادة الحسين ( عليه السلام) فرأيت في يديها لوحاً اخضر فظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح في يدك ؟ فقالت يا جابر هذا اللوح أهداه الله تعالى الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه أسم ابي واسم بعلي وأسم أبنيّ وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك ، قال جابر : فأعطتنيه أمك ( عليها السلام) فقرأته واستنسخته ، قال له أبي ( عليه السلام) فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ ؟ فقال : نعم ، فمشى معه أبي ( عليه السلام) حتى أنتهى الى منزل جابر ، وأخرج أبي صحيفة من رق وقال : يا جابر أنظر في كتابك لأقرأ عليك ، فنظر جابر في نسخته وقرأ أبي ، فما خالف حرف حرفاً ، قال جابر : فأشهد بالله أني هكذا رأيت في اللوح مكتوباً :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ورسوله ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين .
عظّم يا محمد أسمائي وأشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، فإني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومذل الظالمين وديان يوم الدين لا اله إلا أنا من رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا اعذبه أحداً من العالمين ، فإياي فأعبد وعليّ فتوكل ، ثم إني لم أبعث نبياً فأكملت ايامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيّا ، وأني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيّك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك : الحسن والحسين فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسيناً خازن علمي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة وهو أفضل من أستشهد وأرفع من الشهداء درجة وجعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده بعترته أثيب وأعاقب :
أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبيه جده المحمود ، محمد الباقر لعملي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر الصادق الراد عليه كالراد عليّ حق القول مني لأكرمنّ مثوى جعفر ، ولأسرّنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه وانتحبت بعده موسى وأتيح بعده فتنه عمياء حندس ألا إنّ خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وإن اوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، ألا وإنّ المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي عليّ وليّي عليّ وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ( ذو القرنين) الى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأقرّنّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه فهو معدن علمي وموضع سريّ وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجب النار وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي الى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن العسكري ثم أكمل ديني بابنه محمد رحمة للعالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر ايوب سيد أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس التُرك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشوا الويل والرنة بنسائهم أولئك أوليائي حقاً بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأرفع الأصار والأغلال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)( 21) .
خلق الله الأئمة الإثنى عشر من نور عظمته:
عن أبي حمزة قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول ( إن الله تعالى خلق محمداً واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته وأقامهم أشباحاً في ضياء نوره يعبدونه ويسبحونه ويقدسونه وهم الائمة من بعده محمد صلى الله عليه واله وسلم) (22)
الأئمة الإثنى عشر من صلب رسول الله (صلى الله عليه واله) والإمام علي عليه السلام:
عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ( من آل محمد اثنا عشر إماما كلهم محدث من ولد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وولد علي بن ابي طالب عليه السلام فرسول الله وعلي هما الوالدان )( 23)
عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : إن امير المؤمنين عليه السلام قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك أمر السنة ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال ابن عباس : من هم ؟ قال ( أنا واحد عشر من صلبي أئمة محدثون ) وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) لأصحابه ( آمنوا بليلة القدر أنها تكون من بعدي لعلي بن أبي طالب وولده وهم أحد عشر من بعده )(24) .
عن هارون بن مسلم بإسناده عن العالم (عليه السلام) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله) إن الله عز وجل أختار من الأيام يوم الجمعة ومن الليالي ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان واختارني من الرسل وأختار مني عليا وأختار من علي الحسن والحسين وأختار من منهما تسعة ، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم .(25)
وقد ذكر رسول الله ( صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين عليه السلام وأئمة اهل البيت عليهم السلام عشرات بل مئات الأحاديث التي تذكر عدد وأسماء الأئمة عليهم السلام بل حديث الائمة ( الخلفاء ، الأمراء) من بعدي اثنى عشر جميعهم من قريش او من بني هاشم قد ذكرته أغلب الكتب الحديثية لجميع المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وفرقهم وتتصدر هذه الكتب صحيح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم.
وقد ذكرت الروايات ان الولاية الفعلية لا تكون في كل زمان إلا لإمام واحد ولا تكون لإمامين :
ففي صحيحة الحسين بن المعلا : قلت لأبي عبد الله عليه السلام تكون الأرض ليس فيها إمام ؟ قال : لا ، قلت يكون إمامان ؟ قال : لا إلا وأحدهما صامت )(26) ، عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق عليه السلام فهل يكون إمامان في وقت ؟ قال : لا ، إلا ان يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه فأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا)(27) ، وجاء في ( شرح اصول الكافي) للشيخ محمد صالح المازندراني ( وفي شرح نهج البلاغة : أن في آخر الزمان لا يكون في كل وقت وزمان إلا إمام واحد ، وإما الأنبياء والأوصياء في الزمن الأول كانوا في عهد واحد جماعة كثيرة وفي آخر الزمان مذ عهد رسول الله ( صلى الله عليه واله) الى قيام الساعة لا يكون في كل حين إلا وصي واحد ) (28).
يجب ان يكون الإمام عليه السلام رجلاً :
الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول ( أترون أن الوصي منا يوصي الى من يريد ؟؟؟ لا ولكنه عهدٌ من الله ورسوله لرجلٍ فرجل حتى ينتهي الأمر الى صاحبه)( 29)
ومن خلال الآيات القرآنية والأحاديث التي ذكرناها أعلاه نستنج بعض صفات الإمامة عند أتباع اهل البيت عليهم السلام:
أن الإمامة هي زعامة ورئاسة إلهية عامة على جميع الناس وهي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها وهي لطف من الطاف الله سبحانه وتعالى :
أولاً : يجب أن يكون تعين الإمام بالنص.
ثانياً : يجب أن يكون الإمام عليه السلام من صلب رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
ثالثاً : يجب أن يكون الإمام رجلاً وينقلها الى رجل.
رابعاً : يجب ان يكون لكل زمان إمام واحد.
خامساً : عدد الائمة اثنى عشر أولهم أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثم الإمام الحسن عليه السلام ومن ثم الإمام الحسين عليه السلام ومن صلبه تسع ائمة عليهم السلام اخرهم الإمام المهدي عج الله فرجه الشريف فلا يمكن لنا ان نجعلهم أحد عشر او ثلاثة عشر؟؟؟؟.
ويجب ان يكون الإمام عليه السلام معصوم وأعبد الناس وأتقى الناس وأورع الناس و اعلم الناس وأشجع الناس وأكرم الناس وأرحم الناس وباقي الصفات التي يجب ان يتصف بها الإمام عليه السلام .
هل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام إمام ؟؟
وقد ذكرت الأحاديث القدسية وأحاديث أهل البيت عليهم السلام جميعاً ومنها ما ذكرناه أعلاه( كما في حديث اللوح الأخضر الذي رواه جابر بن عبد الله عن السيدة فاطمة عليها السلام) أسماء الائمة عليهم السلام ولكنهم لم يذكروا اسم الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام اي لم يأتي النص عليها من الله سبحانه وتعالى بالإمامة ، وكذلك نلاحظ أن بعض الصفات التي ذكرها اهل البيت عليهم السلام التي يجب ان يمتاز بها الإمام عليه السلام لا تنطبق على السيدة الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام ، منها النص ويجب ان يكون الإمام من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام ويجب ان يكون رجل بالإضافة الى أن إمام زمانها كان الإمام علي عليه السلام وقد استشهدت في ايامه ولا يمكن أن يكون إمامان في زمن واحد .
ولكن عدم نص السيدة الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام كإمام لا يقلل من شأنها عليها السلام بل هي مسؤولية لم تختر لها وهذه هي مشيئة الله سبحانه وتعالى (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) ، علماً ان السيدة الصديقة الكبرى عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء والرسل والأئمة صلوات الله عليهم اجمعين إلا رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام كما بينته الأحاديث الشريفة اعلاه إلا إنها ليست إمام .
والإمامة هي اصل من اصول الدين فلا يمكن لنا أن نضيف إليها او ننقص منها اي يجب ان نؤمن بها كما نص الله عليها ، فالاعتقاد بإمامة السيدة فاطمة عليها السلام يعتبر بدعة ؟؟؟ لأن لم يذكرها أي معصوم صلوات الله عليهم أجمعين بل هي سلام الله عليها لم تذكر نفسها من خلال حديث اللوح الأخضر ونتيجة هذه البدعة وخيمة ؟؟؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام (إنما بدء الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولى فيها رجال رجالا على غير دين الله )(30) وعن ألإمامين الباقر والصادق عليهما السلام قالا : ( أن كل بدعة ضلالة ونهاية كل ضلالة جهنم ) (31) ، لهذا السبب فألائمه اثنى عشر كما نص عليهم رسول الله صلى الله عليه واله وباقي المعصومون عليهم السلام ومن ضمنهم سيدة نساء العالمين عليها السلام ، لهذا فالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ليست إمام ولا يمكن لنا ان نجعلها إمام وبذلك نخالف النص وتشريع الله سبحانه وتعالى ، وهذا ما لا تقبله منا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث تقول سلام الله عليها ( إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه فأنت من شيعتنا وإلا فلا)( 32).
(1) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج3ص92(2) الأمالي – الشيخ الطوسي ص43(3) ملتقى البحرين – العلامة المرندي ص14، مستدرك سفينة البحار- ج3ص334، عوالم العلوم ص26، من فقه الزهراء( عليها السلام)- السيد محمد الشيرازي ج1ص19(4) عوالم العلوم- الشيخ عبد الله البحراني الأصفهاني ص190، دلال الإمامة – المحب الطبري ص30(5) بحار الأنوار- العلامة المجلسي ج42ص105(6) تفسير أطيب البيان - السيد عبد الحسين الطيب ج1ص226(7) الإرشاد – الشيخ المفيد ص232(8) الإحتجاج- الشيخ الطبرسي ج2 ص279(9) علل الشرايع – الشيخ الصدوق ج1 ص180(10) الأمالي – الشيخ الصدوق ص546(11)كشف الغمة –الأربلي ج1ص506، المحتضرر – الحسن بن سليمان الحلي ص178،(12) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج43ص 65،(13) مجمع البحرين – العلامة الطريحي ج1ص108(14) سورة الاسراء اية 71(15) كتاب الغيبة – النعماني ص218-219، عيون اخبار الرضا – بن بابويه القمي ص195-200(16) الاقتصاد الهادي الى الرشاد – الشيخ الطوسي ص84-85)(17) تصحيح إعتقادات الإمامية – الشيخ المفيد ص128(18) سورة المائدة اية 55(19) ينابيع المودة – القندوزي الحنفي ج2ص593(20) الكافي – الشيخ الكليني ج1ص279،(21) أصول الكافي ج1ص527، كمال الدين – الشيخ الصدوق ص308، عيون الأخبار – الشيخ الصدوق ص34، كتاب الغيبة – النعماني ص62، الإختصاص – الشيخ المفيد ص210، الغيبة - الشيخ الطوسي ص53، بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج36ص195-197، الإحتجاج – الشيخ الطبرسي ج1ص162،(22) إكمال الدين واتمام النعمة –الشيخ الصدوق ص652 (23) كتاب الغيبة- النعماني ج1ص26(24) موسوعة أحاديث اهل البيت عليهم السلام - الشيخ هادي النجفي ج10ص93(25) إثبات الوصية – المسعودي ص225، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام – الشيخ علي الكوراني ج1ص213(26) الكافي – الشيخ الكليني ج1ص178(25) إكمال الدين وإتمام النعمة – الشيخ الصدوق ص416، بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج25ص106(28) شرح أصول الكافي – المولى محمد صالح المازندراني ج5ص122(29) تصحيح إعتقادات الإمامية – الشيخ المفيد ص128،(30) نهج البلاغة - الإمام علي عليه السلام خطبة 50 ، الكافي – الشيخ الكليني ج1ص54(31) الكافي – الشيخ الكليني ج1ص56(32) تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص320 ح191






