البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٧

نخبة أنصار العلماء أو "أنصار المرجعية".. حركة علمية رصينة بوجه المد الشيوعي  

 

          لاقت المرجعية والحوزة العلمية متاعب جمة من جراء التصرفات الشيوعية، ووصل الأمر الى تعرضهم للمرجع الأعلى السيد محسن الحكيم وكاد ان يحدث صدام بين أنصاره ومعارضيه، لو لا تدخل الحكيم شخصياً ومنع الناس من الرد، وقام بعض الشيوعيين بتهديد رجل الدين والتحريض عليهم وعمدت الصحف المحسوبة عليهم إلى التعدي على مقام المرجعية ونشر المقالات التي تهاجمها والصور الكاريكاتيرية الساخرة منها، مما اثار مشاعر الاستهجان لدى عامة الناس وبدأت الوفود تتقاطر على النجف معبرة عن استعدادها للدفاع عن مقام المرجعية وضرب الشيوعية إلا ان الحكيم رفض.

          لذلك حزمت المرجعية أمرها على المواجهة الحاسمة من خلال التنسيق بين أقطابها الكبار ورص صفوفها، فأسست العديد من المؤسسات الفكرية والمجلات الثقافية التي ترشد وتبين وتثقف المجتمع لخطر المد الشيوعي وأفكارهم المنحرفة، وأوجدت لها ذراعاً تنظيماً حوزياً سانداً، يضم نخبة قيادية لامعة من العلماء الشباب، أطلق عليه السم (تجمع أنصار العلماء) أو (أنصار المرجعية)، يتقدمهم السيد محمد باقر الصدر، العضو الفاعل فيها، يليه الفقيه السيد إسماعيل الصدر، وكل من السادة: محمد تقي بحر العلوم ومحمد تقي الحكيم ومحمد باقر الشخص ومحمد صادر الصدر والأخوين محمد مهدي ومحمد باقر محسن الحكيم. وتحرك أفراده لكسب التأييد والعمل بين أوساط الجماهير بفاعلية أكبر، فاتسع نطاق عملهم وافتتحت لهم فروع في بعض مناطق الفرات الأوسط.

        وقاموا بتوزيع النشرات الإسلامية، وإقامة الاحتفالات والمناسبات الدينية الكبيرة التي تلقي فيها القصائد الحماسية والكلمات الواعظة، مما أشاع روحاً ثقافية لدى المجتمع العراقي، وأسهم فيها كتاب ومفكرين وأساتذة جامعات والحوزات العلمية بخطبهم وبحوثهم، وفي طليعتهم السيد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، والشيخ محمد أمين زين الدين والسيد محمد حسين فضل الله والدكتور أحمد عبد الستار الجواري والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم.

       كما أشاعت روح التضامن والوئام بين العراقيين بجميع طوائفهم، وتجلى ذلك بحضور أئمة الجوامع في الموصل والرمادي والفلوجة والأعظمية، وممثلي الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي، وكذلك حضور كبار علماء بغداد وعلى رأسهم الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ نجم الدين الواعظ.

 

 

المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 214

 

مواضيع ذات صلة