هناك أدعية مأثورة كثيرة قد ورثتها الأمة عن النبي والأئمة (عليهم السلام)، فكانت لنا منها محطات كثيرة في أيام ضيافة الله تعالى قبل أيام في شهره الأعظم (رمضان)، وهي بمثابة محطات للروح وغذاؤها، يحتاج إليها العباد لمعبودهم، إذ يدعونه ويناجونه بقلوبهم لا بألسنتهم، حيث تنعم القلوب بلذة الشوق والاتصال بمعبوده، كما تلتذ الأسماع بنغمة الكلمات، ولكن البَون عظيم بين هاتين اللذتين!!
فعلى العبد أنْ يجعل من الدعاء سبيلًا للقاء معبوده ومناجاته، والتذلل بين يديه، لا أنْ يجعل الدعاء بضاعة اليأس والضياع، وعدم الانتفاع عمَّا في أيدي الآخرين، واللجوء بدعائه لمولاه لعل في ذلك نفعًا ورجاءً.
فالمولى قد آثر الإجابة على نفسه إنْ دعاه عبد بقلب خاضع له، فإنه قريب منه، حيث لا حاجز ولا حاجب بينهما!! ولا مانع ولا دافع!! تقول ما تشاء .. وتطلب ما تشاء، ولكن احذر في ذلك أمرين:
-أولهما: أنْ تدعوه بلسانك لا بقلبك.
-وآخرهما: أنْ تدعوه وأنت تجهل مقامه.
وإلى لقاء قادم مع محطات إلهية؛ حيث تتزود منها القلوب، وتحيى بلذة مناجاته