البحث المتقدم

البحث المتقدم

مراسم الزيارة الكاظمية بين الأمس واليوم .. شقشقة ومتابعة

0 تقييم المقال

جلست في الصحن الشريف مع الزائرين منتظرًا ومتابعًا ومشاركًا لمراسم تبديل الرايات اليوم، وأنا أنظر إلى هذا التجمع الإيماني العزائي، وتنوُّع الحضور لأعضاء المؤسسات الدينية والمدنية والعسكرية والزائرين، فضلًا عن المتابعين عبر الشاشات، فتذكرت ذلك الأمس المظلم أيام البعث الكافر، حيث تسخيره لكل أعضاء حزبه الكفرة، وأزلامه من الأمن والمخابرات والفدائيين ووو من أعوانه الذين يملؤون الشوارع المؤدية إلى مدينة الكاظمية المقدسة في محاولة بائسة يائسة لتخويف المؤمنين من أداء الزيارة، وتعظيم الشعائر، والناس في وَجَلٍ وتخوُّف من نظراتهم العدائية الحاقدة، ووجودهم بألبسة وأقنعة مختلفة في الصحن الكاظمي، ولكن برغم ذلك كان التحدي كبيرًا من المؤمنين في أداء زيارة مليونية كبيرة، ولكنها صامتة حيث لا مواكب ولا ضيافة ولا شعائر سوى الزيارة الصامتة!!
وأما اليوم فقد اختلفت تمامًا بما لم يمكن تصديقها مقارنة بذلك الأمس اللعين، إذ ترى كثرة مواكب الخدمة تزدحم بغداد بها، وتوزيع أنواع الطعام والشراب كرامة وخدمة للزائرين، وتنافُسُ المتطوعين والمتبرعين لتكون زيارة باب الحوائج موسى بن جعفر على أحسن حال، وتقديم أنواع وسائل الراحة لهم..
وأما في زاوية أخرى فالعتبة الكاظمية المقدسة تعمل ليلًا ونهارًا بكل طاقاته من أجل تقديم أفضل الخدمة المادية والمعنوية للزائرين، ويؤدي الزائرون ومواكب العزاء تعظيم الشعائر بما فيه راحة وطمأنينة للنفس في أداء هذه العبادة لله تعالى، ومودة النبي في أهل بيته عليهم السلام..
وفي زاوية أخيرة هي من أعجب الزوايا مقارنة بالأمس، حيث مؤسسات الدولة الحكومية المدنية والعسكرية تسهر الليالي من أجل أنْ تشارك الزائرين في تسهيل وراحة تعظيمهم الشعائر، والقيادات العليا تشرف على ذلك، وتشارك كذلك فخرًا وشرفًا ..
حقًّا .. إنَّ الدنيا أيام وصور وحكايات، وعلى الأجيال أنْ توثِّق ذلك، وتحكيه لأبنائها حتى يعلموا عظمة ما ينعمون به، ومسؤولية الشكر تجاه ذلك، والعمل الجاد في تثبيت هذه الحقوق والحفاظ عليها .. 
أخيرًا .. سلامًا على أرواح الشهداء وأجسادهم الذين آثروا الدفاع عن المقدسات لتبقى هذه القِباب والمنائر شامخة، تصدح بالإيمان والولاء ..

نعم
هل اعجبك المقال