البحث المتقدم

البحث المتقدم

ترامب وبايدن .. بين اليمين واليسار

1 تقييم المقال

 

على الرغم من أن مصطلح "اليمين الراديكالي" كان أصله أمريكي، فقد تم تبني هذا المصطلح بوعي من قبل بعض علماء الاجتماع الأوروپيين. على العكس، فإن مصطلح "اليمين المتطرف أو المتشدد"، وهو أصل أوروپي، اعتمده بعض علماء الاجتماع الأميركان. لأن الجماعات اليمينية الأوروپية التي كانت موجودة بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة لها جذور في الفاشية كانت تسمى عادة "الفاشية الجديدة". مع ذلك، مع ظهور مجموعات يمينية جديدة لا صلة لها بالفاشية التاريخية، أصبح استخدام مصطلح "اليمين المتطرف" مستخدماً في الولايات المتحدة على نطاق واسع. (راجع كتاب " The Emergence of a Euro-American Radical Right"، صفحة ١٠-١١، البروفيسور جيفري كابلان، ١٩٩٨)

في كتابه  "صعود اليمين الراديكالي في عصر ترامب"، (The Rise of the Radical Right in the Age of Trump، طبعة ٢٠١٧) يذكر ديفيد نيورت في صفحة ١٤: كان الإرهاب اليميني المتطرف أكثر فتكاً في كثير من الأحيان من التطرف الإسلامي داخل الولايات المتحدة. من خلال جمع الإحصائيات التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب اليميني المتطرف قد تجاوز، على مدى العقد الماضي، أي شيء مستوحى من الإسلام السياسي أو أي أيديولوجية أخرى في الولايات المتحدة. من عام ٢٠٠٨ إلى عام ٢٠١٥، كانت هناك ٢٠١ حالة إرهاب داخلي في الولايات المتحدة ــ مع ١١٥ جريمة ارتكبها متطرفون يمينيون، مقارنة بثلاث وستين حالة إرهاب مستوحى من الإسلام السياسي. 

لنأخذ على سبيل المثال ديلان روف البالغ من العمر ٢١ عامًا، مرتكب مذبحة عام ٢٠١٥ في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، والتي خلفت تسعة قتلى من رواد الكنيسة السود، أو جون راسل هاوزر، البالغ من العمر ٥٩ عامًا، الذي قتل امرأتان وأصاب تسعة آخرين بعد إطلاق نار في إحدى دور السينما في لويزيانا. في أكثر الهجمات دموية في تاريخ الولايات المتحدة حصلت في ولاية أوكلاهوما، حيث قام كل من تيموثي ماكفي وتيري نيكولز من اليمين المتشدد بتفجير المبنى الاتحادي عام ١٩٩٥، مخلِّفاً ١٦٨ قتيل.

جمهور اليمين المتطرف واليسار بشقيه تتجه عيونهم صوّب انتخابات نوفمبر القادم. يبدو أن انتخابات ٢٠٢٤ ليست كانتخابات ٢٠٢٠. بعد مناظرة مساء الخميس، ٢٧ حزيران، الكارثية على الحزب الديمقراطي، ضربت زلازلُ  الأحزابَ الأربعة المؤتلفة في الحزب الديمقراطي. أداء جو بايدن و تقدمه في العمر، علاوة على ضعف قدراته العقلية كانت صدمة، أيقظت مخاوفهم، حيث طالبت الاحزاب اليسارية إنسحاب بايدن من السباق الانتخابي. اليساريون من الديمقراطيين يستحضرون الهزيمة التاريخية لحزب المحافظين أمام حزب العمال في المملكة المتحدة منذ أسبوعين.

في المقابل، فإن الحزب الجمهوري ملتف بكل أعضاءه مع اليمين المتطرف خلف دونالد ترامب، وخاصة بعد محاولة اغتياله الفاشلة. قبضته المغطاة بدمائه، جعلته البطل التاريخي.

 في غضون ساعات من محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بدأ العديد من أنصاره في إلقاء اللوم على الديمقراطيين، سعياً إلى قلب السيناريو على من أجج الخطاب السياسي الأميركي الساخن مع وصول حالات العنف السياسي إلى مستويات تاريخية.
من الجمهوريين المؤسسين إلى منظري اليمينيين المتطرفين، ظهرت رسالة متسقة مفادها أن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين وضعوا الأساس لإطلاق النار يوم السبت من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد يشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية. كما امتلأت المواقع الإلكترونية اليمينية بالتأكيدات على أن الخطاب اليساري هو الذي حفز مهاجم ترامب.

قال أحد المستخدمين على موقع باتريوت المؤيد لترامب: "لا أعتقد أن هذه ستكون المحاولة الأخيرة لقتل ترامب". دعا آخر إلى تطهير الحكومة الفيدرالية. "إما نحن أو هم."

أشار مؤيدو ترامب الجمهوريون على وجه التحديد إلى تعليق أدلى به بايدن في ٨ تموز عندما ناقش الرئيس أداءه السيئ في المناظرة في اجتماع مع المانحين.
قال بايدن، وفقاً لنص المكالمة التي أرسلتها حملة بايدن إلى الصحفيين: "لدي وظيفة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب. انتهينا من الحديث عن المناقشة. لقد حان الوقت لوضع ترامب في مركز الهدف. أفلت من عدم القيام بأي شيء خلال الأيام العشرة الماضية باستثناء التجول في عربة الغولف الخاصة به". (راجع مقال رويترز " After Trump shooting, Republicans seek to pin political violence trend on Democrats"، في ١٥ تموز ٢٠٢٤)

قبل إطلاق النار، لم يستبعد ترامب احتمال وقوع أعمال عنف سياسي إذا خسر انتخابات تشرين الثاني القادم. قال عندما سألته مجلة تايم في نيسان عما إذا كان يتوقع حدوث أعمال عنف بعد انتخابات ٢٠٢٤: "إذا لم نفز، فإن الأمر يعتمد، كما تعلمون". سيرفض قبول نتائج الانتخابات المقبلة دون قيد أو شرط، وحذر من "حمام دم" إذا خسر.

جميع الدلائل تخبرنا بفوز ساحق لترامب في تشرين الثاني حتى مع انسحاب جو بايدن من السباق الانتخابي وترشيح غيره، مع ذلك يبقى السؤال مطروحاً، هل ستشهد الولايات المتحدة عصراً فوضوياً فيما إذا خسِر ترامب في الانتخابات الرئاسية؟
 

على الرغم من أن مصطلح "اليمين الراديكالي" كان أصله أمريكي، فقد تم تبني هذا المصطلح بوعي من قبل بعض علماء الاجتماع الأوروپيين. على العكس، فإن مصطلح "اليمين المتطرف أو المتشدد"، وهو أصل أوروپي، اعتمده بعض علماء الاجتماع الأميركان. لأن الجماعات اليمينية الأوروپية التي كانت موجودة بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة لها جذور في الفاشية كانت تسمى عادة "الفاشية الجديدة". مع ذلك، مع ظهور مجموعات يمينية جديدة لا صلة لها بالفاشية التاريخية، أصبح استخدام مصطلح "اليمين المتطرف" مستخدماً في الولايات المتحدة على نطاق واسع. (راجع كتاب " The Emergence of a Euro-American Radical Right"، صفحة ١٠-١١، البروفيسور جيفري كابلان، ١٩٩٨)

في كتابه  "صعود اليمين الراديكالي في عصر ترامب"، (The Rise of the Radical Right in the Age of Trump، طبعة ٢٠١٧) يذكر ديفيد نيورت في صفحة ١٤: كان الإرهاب اليميني المتطرف أكثر فتكاً في كثير من الأحيان من التطرف الإسلامي داخل الولايات المتحدة. من خلال جمع الإحصائيات التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب اليميني المتطرف قد تجاوز، على مدى العقد الماضي، أي شيء مستوحى من الإسلام السياسي أو أي أيديولوجية أخرى في الولايات المتحدة. من عام ٢٠٠٨ إلى عام ٢٠١٥، كانت هناك ٢٠١ حالة إرهاب داخلي في الولايات المتحدة ــ مع ١١٥ جريمة ارتكبها متطرفون يمينيون، مقارنة بثلاث وستين حالة إرهاب مستوحى من الإسلام السياسي. 

لنأخذ على سبيل المثال ديلان روف البالغ من العمر ٢١ عامًا، مرتكب مذبحة عام ٢٠١٥ في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، والتي خلفت تسعة قتلى من رواد الكنيسة السود، أو جون راسل هاوزر، البالغ من العمر ٥٩ عامًا، الذي قتل امرأتان وأصاب تسعة آخرين بعد إطلاق نار في إحدى دور السينما في لويزيانا. في أكثر الهجمات دموية في تاريخ الولايات المتحدة حصلت في ولاية أوكلاهوما، حيث قام كل من تيموثي ماكفي وتيري نيكولز من اليمين المتشدد بتفجير المبنى الاتحادي عام ١٩٩٥، مخلِّفاً ١٦٨ قتيل.

جمهور اليمين المتطرف واليسار بشقيه تتجه عيونهم صوّب انتخابات نوفمبر القادم. يبدو أن انتخابات ٢٠٢٤ ليست كانتخابات ٢٠٢٠. بعد مناظرة مساء الخميس، ٢٧ حزيران، الكارثية على الحزب الديمقراطي، ضربت زلازلُ  الأحزابَ الأربعة المؤتلفة في الحزب الديمقراطي. أداء جو بايدن و تقدمه في العمر، علاوة على ضعف قدراته العقلية كانت صدمة، أيقظت مخاوفهم، حيث طالبت الاحزاب اليسارية إنسحاب بايدن من السباق الانتخابي. اليساريون من الديمقراطيين يستحضرون الهزيمة التاريخية لحزب المحافظين أمام حزب العمال في المملكة المتحدة منذ أسبوعين.

في المقابل، فإن الحزب الجمهوري ملتف بكل أعضاءه مع اليمين المتطرف خلف دونالد ترامب، وخاصة بعد محاولة اغتياله الفاشلة. قبضته المغطاة بدمائه، جعلته البطل التاريخي.

 في غضون ساعات من محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بدأ العديد من أنصاره في إلقاء اللوم على الديمقراطيين، سعياً إلى قلب السيناريو على من أجج الخطاب السياسي الأميركي الساخن مع وصول حالات العنف السياسي إلى مستويات تاريخية.
من الجمهوريين المؤسسين إلى منظري اليمينيين المتطرفين، ظهرت رسالة متسقة مفادها أن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين وضعوا الأساس لإطلاق النار يوم السبت من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد يشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية. كما امتلأت المواقع الإلكترونية اليمينية بالتأكيدات على أن الخطاب اليساري هو الذي حفز مهاجم ترامب.

قال أحد المستخدمين على موقع باتريوت المؤيد لترامب: "لا أعتقد أن هذه ستكون المحاولة الأخيرة لقتل ترامب". دعا آخر إلى تطهير الحكومة الفيدرالية. "إما نحن أو هم."

أشار مؤيدو ترامب الجمهوريون على وجه التحديد إلى تعليق أدلى به بايدن في ٨ تموز عندما ناقش الرئيس أداءه السيئ في المناظرة في اجتماع مع المانحين.
قال بايدن، وفقاً لنص المكالمة التي أرسلتها حملة بايدن إلى الصحفيين: "لدي وظيفة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب. انتهينا من الحديث عن المناقشة. لقد حان الوقت لوضع ترامب في مركز الهدف. أفلت من عدم القيام بأي شيء خلال الأيام العشرة الماضية باستثناء التجول في عربة الغولف الخاصة به". (راجع مقال رويترز " After Trump shooting, Republicans seek to pin political violence trend on Democrats"، في ١٥ تموز ٢٠٢٤)

قبل إطلاق النار، لم يستبعد ترامب احتمال وقوع أعمال عنف سياسي إذا خسر انتخابات تشرين الثاني القادم. قال عندما سألته مجلة تايم في نيسان عما إذا كان يتوقع حدوث أعمال عنف بعد انتخابات ٢٠٢٤: "إذا لم نفز، فإن الأمر يعتمد، كما تعلمون". سيرفض قبول نتائج الانتخابات المقبلة دون قيد أو شرط، وحذر من "حمام دم" إذا خسر.

جميع الدلائل تخبرنا بفوز ساحق لترامب في تشرين الثاني حتى مع انسحاب جو بايدن من السباق الانتخابي وترشيح غيره، مع ذلك يبقى السؤال مطروحاً، هل ستشهد الولايات المتحدة عصراً فوضوياً فيما إذا خسِر ترامب في الانتخابات الرئاسية؟

نعم
هل اعجبك المقال