يقول الكاتب الكندي ألان دونو "ان التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام لقد تغير الزمن، زمن الحق والقيم، ذلك ان التافهين امسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية يطفو الفساد المبرمج ذوقا واخلاقا وقيما ويصبح زمن الصعاليك الهابط "
من الصعب أن نجد شخصاً لا يملك هاتفاً ذكياً وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الزمن لكن لكل شخص استخدام منها من يبدع فهناك أولئك الذين يستخدمونها للإبداع ونشر المعرفة والثقافة والعلم والوعي لصالح المجتمع. هذا النوع بالكاد ان يكون موجود حيث أصبح نادر وغير مرغوب به، اما النوع الاخر هو الأكثر شهرة واقوى دعماً ببساطة؛ لأنهُ يقدم المحتوى التافه ولا يبالي لأي قيم أخلاقية و اجتماعية وبذلك يتصدر التافهين وسائل التواصل الاجتماعي وهنا من المهم الإشارة الى أهمية المواقع التواصل الاجتماعي من نواحي عدة و لكنها في جانب الاخر التي تكون اكثر قيمة وأكثر أرباحاً تفوق أرباح الشركات الصغيرة من حيث المردود المالي، حيت لو راجعنا واحد من مواقع الالكترونية مثل منصة اليوتيوب كمثال يمكنك الربح من المنصة عندما تحصل مشاهدة الفيديو ملايين من المشاهدات بغض النظر عن ما تقدمة من محتوى تافه حيث تكون ارباحك تفوق إمكانية الكثير المهن الاخرى مثل الطبيب، أستاذ مدرس جامعي، أو معلم يقضي نصف عمرة في العلم والمعرفة.
ان الشخص التافه الذي يروج لمحتوى لا قيمة له والذي يمتاز بالرداءة والوضاعة يتم تكريمه والإغداق عليه بدلاً من الاهتمام بالجانب العلمي والثقافي والمثابرة والجدير بالعمل.
حين تشتري سلعة يتجاوز ثمنها قيمة الانسان وتظن انها ستحدد قيمتك ومكانتك في المجتمع فأن تلك السلعة ستبور وتخسر لا محال، ولا سيما العالم اليوم صار قائماً على هذا النظام بل إنه يصنعه صناعة ويدفعه دفعاً ليسود ويسيطر. أينما ذهبت شرقاً أم غرباً أم أي اتجاه رغبت فإنك تجد مصانع منتشرة للتفاهة فهناك مصانع للتفاهات الثقافية ومثلها للتفاهات السياسية وأخرى للفنون التافهة إلى آخر قائمة مجالات الحياة المتنوعة، التي تلوثت بتلك النوعية من المصانع التافهة إن صح وجاز لنا القول.
لمقاومة زمن التفاهة وغياب القيم الأخلاقية، يجب علينا العمل على تعزيز الوعي والتثقيف، يجب أن نشجع الناس على السعي وراء المعرفة والتطور الشخصي بدلاً من الاهتمام بالأشياء السطحية والتافهة. يجب أن نقدر القيم الأخلاقية والأخلاق الحسنة ونُشجع على تعزيزها في حياتنا اليومية.
علاوة على ذلك، يجب أن ندعم الأفراد والمؤسسات التي تعمل بجد لنشر المعرفة والثقافة وتعزيز القيم الأخلاقية.
يجب أن نتذكر أن التفاهة وغياب القيم الأخلاقية لم يقتصر على فرد أو مجموعة محددة، لذا ان التغيير هو مسؤولية مشتركة، ويتطلب تحركاً جماعياً، وتوعية المجتمع بأهمية القيم والأخلاق لبناء عالم أفضل وأكثر إنسانية.