البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦

مشروع مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) الثقافي للنشاطات النسوي

 

تمكين المرأة وتطوير قدراتها ومهاراتها من أهم الأهداف التي تسعى العتبة العباسية المقدسة الى تحقيقها من خلال برامج شاملة تشمل الوعي الثقافي والديني، وتنمية القدرات العقلية والمهنية، وتعزيز قيم التعاون والمشاركة المجتمعية لتكون عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في المجتمع، ملتزمة بقيم الإسلام السمحة وتعاليم أهل البيت عليهم السلام

تهدف العتبة المقدسة من خلال مركزها المتخصص في الثقافة النسوية إلى تعزيز دور المرأة في الأسرة والمجتمع على مختلف الأصعدة، وتسعى جاهدة لتوجيهها وإرشادها إسلامياً، مستلهمة من رؤى ونهج وسلوك أهل البيت الكرام (عليهم السلام).

يعد المركز متخصص بمثابة محور حضري للمرأة، حيث يوفر لها فرصة التعلم والتطوير الذاتي، وتبادل الخبرات والمعارف مع نظيراتها من خلال البرامج والورش العملية التي ينظمها المركز، لا سيما تعزيز القدرات القيادية والإبداعية للمرأة، وتمكينها من المشاركة الفعالة في صنع القرارات وبناء المجتمع.

 

 

في 21 آذار من عام 2013 بأشر قسم المشاريع الهندسية بالعمل مع شركتي (أنوار الحضر) العراقية و(آوج قلعة) التركية للمقاولات العامة وبأشراف مباشر من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة وهي الجهة المشرفة بصورة مباشرة على تنفيذ المشروع، ويُقام على مساحة مقدارها 2100 متر مربع، مكون من ستة طوابق مساحة الطابق الواحد 1550 متراً مربعاً ما عدا الطابق التحت أرضي فتبلغ مساحته 2100 متر مربع، ويبلغ ارتفاع المبنى 33.20 متر.

 

 

في الجمعة، 2 مايو 2014 استئناف قسم المشاريع الهندسية العمل بمشروع المركز الثقافي النسوي بعد أن شهد بعض التوقّفات، وعادت الأعمال الى سابق عهدها وبنفس الهمة التي ابتدأ بها هذا المشروع؛ ليواكب مسيرة أعمال المشاريع الأخرى التابعة للعتبة المقدسة، والتي تجري أعمالها بإشراف مباشر وميداني من لدى قسم المشاريع الهندسية والذي لم يدّخر جهداً من أجل ديمومة عمل مشاريعها ومواصلة حركة الإعمار والبناء التي تشهدها العتبة المقدسة.

 

دأبت الأمانة العامة للعتبة العباسية على استنباط أفكار مشاريعها من خلال البحث في كلّ ما هو بتماسٍّ مباشر مع الفرد وبكلّ ما من شأنه رفع وتيرة التطوّر والنهوض بواقع المجتمع، وإنّ مشروع المركز الثقافي النسوي والذي يقع في محافظة كربلاء المقدسة في منطقة (حي الملحق الأنصار) هو أحد هذه المشاريع، والذي يعتبر الأوّل من نوعه في العراق، وهذا يتطلّب جهداً إضافيّاً من قبل الشركة المنفِّذة له وهما شركتا أنوار الحضر العراقية و آوج قلعة التركية للمقاولات العامة، حيث وصلت نسبة إنجاز الهيكل الكونكريتي للمشروع ككلّ الى مراحلها متقدمة، وذلك باقل من (40 يوماً) حسب التعهّدات المقدَّمة من قبل الشركة، أما ما يخصّ الأعمال الأخرى فإن العمل مستمر بفقرة التقطيع بالطابوق للطابق الأرضي والطابق الأوّل فقط، أمّا بقية الطوابق فتمّ استبدال فقرة الطابوق بمادة (الثرمستون) بعد أن ثبت نتائج فحصه بالأيجاب وتجري هذه الأعمال كافة بعد الـتأكّد من مـطـابـقـة الأعمــــال المنجزة للتصاميم المصادق عليها مع مـطـابـقـة المواد الداخلة في الإنشاء للفحوصات المختبرية والسيطرة النوعية.

 

 

استمرت أعمال بموازاة أعمال الهيكل الكونكريتي حيث بوشر بأعمال التقطيع للهيكل وحسب المخططات الموضوعة لكلّ طابق على حدة، وتمّ الانتهاء تقريباً من الطابق الأرضي والأوّل، ومع هذه الأعمال هناك أعمال كهربائية، وقد اقتصرت في هذه المرحلة على مدّ أنابيب التسليك الكهربائية على أنْ تتمّ المباشرة بباقي الأعمال الكهربائية حال وصول المشروع لمرحلة من العمل لا تتقاطع مع هذه الأعمال، كذلك تمّت المباشرة بالأعمال الميكانيكية والتي شملت في مرحلتها الأوّلية مدّ أنابيب مجاري السرداب تحت الأرضي، وجميع هذه الأعمال هي وفق الخطة التي وضعتها الشركتان المنفِّذتان وتمّ الاتفاق عليها بعد عرضها ومناقشتها من قبل قسم المشاريع الهندسية لضمان استمرار العمل بفقراته وعدم تقاطع فقرة مع أخرى.

 

 

 

في 8 أشباط 2015، استمرار أعمال مشروع تقدماً ملحوظًا في أعماله، وتتواصل الأعمال وفقًا للجدول الزمني المحدد. حيث بلغت نسبة الإنجاز أكثر من 80% في وقت قياسي.

ويعود تقدم المشروع واستمرارية الأعمال إلى التعاون الفعال والمثمر بين قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة والشركة المنفّذة، وقد قدّم القسم التسهيلات اللازمة لتسريع سير العمل وبذل جهود جادة لإنجاز المشروع في الوقت المحدّد، فالقسم لم يقتصر بالإشراف على التنفيذ والتأكد من تطابقه مع التصاميم والفحوصات، بل قام أيضاً بأعمال إدارية ساهمت في تحقيق التقدّم الملحوظ في انجاز العمل.

وصلت نسبة الإنجاز إلى أكثر من 80% من إجمالي المشروع، وفقاً للجدول الزمني والمراحل المحددة، حيث شملت الأعمال الكهربائية والميكانيكية، وتتمازج معها الأعمال المدنية.

وقد تم تحقيق تقدّم ملحوظ في جدران المشروع بنسبة تجاوزت 90%، وتواصلت أعمال تركيب السقوف الثانوية وصلت إلى نسبة 50%.

وتم العمل على مراحل الأعمال المدنية الأخرى، مثل تغليف الجدران بالمرمر والطابوق للخارج، وتغليف جدران الصحيات والأرضيات بالسيراميك، بالإضافة إلى أعمال السباكة وتوصيل أنابيب الماء والصرف الصحي.

أما فيما يتعلق بالمنظومات الميكانيكية الخاصة بالمشروع، فإن هناك أعمالاً متقدمة تسبق تركيبها، ومن بين هذه المنظومات نجد منظومة التبريد، التي تتضمن جيلر وفانكويل ودافعات هوائية، يقدر حجم التبريد المستخدم في المشروع بحوالي 736 طناً، وتم تصميمه لتلبية احتياجات المبنى بما في ذلك أي توسّعات مستقبلية.

جميع المواد التي استخدمت في المشروع تتميز بجودتها العالية وخضعة للفحوص المختبرية اللازمة ومعايير الجودة المعترف بها في العراق، اذ تم استيراد المواد التركية والإيرانية للأعمال المدنية، بينما جاءت الأجزاء الميكانيكية والكهربائية من مصادر أوروبية معروفة عالمياً، وتحديداً من ألمانيا وإيطاليا.

 

أهم المنظومات التي زود بها المشروع

أنظمة كهرباء وتشمل: (نظام إنارة متكامل، نظام الإنذار عن الحريق، نظام الاتصالات ومنظومة الأنترنت، مراقبة نظام التلفاز المرئي، نظام ستلايت، نظام المصاعد، منظومة إدارة المبنى، نظام مانعة الصواعق، نظام التأريض، نظام التبريد والتدفئة)

 أما الأنظمة الميكانيكية: نظام الماء المثلج، نظام المـــاء الحار، نظام التهوية، نظام الحماية من الحريق).

 اما الواجهات الخارجية فتشمل تغليف الخارج بالمرمر والـ PVC والخشب الصاج، والانهاءات الداخلية فيتم طلائها بمادة الجص والبياض مع السيراميك، والشبابيك فهي من الألمنيوم مع زجاج مزدوج والأبـواب فهي من حديد مع أبواب خشبية وألمنيوم وPVC.

 

 

 

الافتتاح

 

في يوم 15 آيار من العام 2015 شهد المشروع وضعة اللمسات الأخيرة لإنجاز استعداداً لافتتاحه في الوقت المحدد الذي يصادف في شهر شعبان الخير، ويُعتبر هذا الصرح من المشاريع ذات الأهمية البالغة وكانت أعماله متواصلة ولم تشهد أيّ توقّفٍ أو تلكّؤ نتيجةً لما أبداه قسمُ المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة وهو الجهة المشرفة على تنفيذه بصورةٍ مباشرة من تعاونٍ مع الشركة المنفّذة له العراقية و التركية، وانعكس هذا التعاون بما يملكه القسمُ من حنكةٍ في الإشراف والتنفيذ على إنجاز هذا المشروع ضمن المدّة الزمنية المحدّدة ووفقاً للمواصفات الفنية والهندسية التي تمّ الاتّفاق عليها.

 

تزامناً مع الذكرى المباركة لولادة قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام) وضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الحادي عشر، افتتح مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) للنشاطات النسوية، بعد ظهر يوم السبت (4شعبان 1436هـ) الموافق لـ (23آيار 2015م)، وبحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) ورئيس قسم مشاريع الهندسية المهندس ضياء مجيد الصائغ بالإضافة إلى رؤساء القسام والمنتسبيها، وممثلين عن الشركة المنفذة.

 

 

 

أهمية المشروع

 

تم اعتماد مشروع يهدف إلى رفع مستوى الثقافة الإسلامية لدى المرأة وتطويرها، ويعد هذا المشروع من بين المبادرات التي تبنتها العتبة المقدسة. يهدف المشروع أيضاً إلى استثمار الطاقات والموارد بشكل فعال لتحقيق تحسينات إيجابية في حياة المرأة، ويعد المركز التخصصي التابع للعتبة المقدسة أحد المشاريع التي تتماشى مع أهدافها الطموحة في بناء مؤسسة تعنى بشؤون المرأة الصحية والاجتماعية والثقافية والنفسية.

يستند المشروع إلى رؤية إسلامية صحيحة مستمدة من تعاليم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، حيث يهدف إلى تطوير المرأة ثقافياً واجتماعياً من خلال تقديم دورات تثقيفية وتعليمية في مجالات متنوعة مثل القرآن الكريم، والحديث الشريف، والبحوث الدينية، والخطابة، والفقه وأصوله، والعقيدة والفكر الإسلامي.

بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم دروس وندوات دينية وثقافية ومحاضرات عامة، وتوفير مكتبة غنية بالكتب والمراجع الإسلامية، وتقديم النصح والإرشاد للنساء والإجابة على استفساراتهن، وتنظيم معارض ثقافية وفنية.

يقوم المركز بمجموعة من المهام والواجبات، بما في ذلك تعزيز الثقافة والعلوم الإسلامية بين النساء وتعميقها في وجدانهن وفكرهن، والمساهمة المباشرة في نشرها، وفقاً لنهج وسلوك أهل البيت عليهم السلام.

 

 

يُعد مشروع المركز الثقافي النسوي من المشاريع الحيوية التي تُساهم في النهوض بالواقع الثقافي للمرأة في العراق، ويسعى المركز إلى تحقيق أهدافه من خلال برامج متنوعة تُلبي احتياجات المرأة وتُساعدها على أداء دورها في الأسرة والمجتمع.

تعكس هذه المشاريع التنوع والتطور لدى العتبة العباسية، حيث تركز على تعزيز النشاطات النسوية وتوفير الفرص المتساوية للمرأة في المجتمع.

 

 

مواضيع ذات صلة