قسم الصناعات في العتبة العباسية.. نموذج رائد في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الصناعة الوطنية
تُعدّ العتبة العباسية المقدسة واحدة من أبرز المعالم الدينية والروحية في مدينة كربلاء المقدسة، وتمثل مركزًا هامًا لخدمة الزائرين، لاسيما خلال المناسبات المليونية مثل زيارة الأربعين، التي تشهد توافد ملايين المؤمنين من مختلف أنحاء العالم. ومن بين أبرز الخدمات التي تقدمها العتبة خلال هذه الزيارة المليونية، هي مبادرتها الإنسانية في رعاية وإرشاد التائهين، لا سيما من كبار السن والأطفال، ممن يفقدون التواصل مع ذويهم بسبب الزحام الشديد، حيث تسعى العتبة، من خلال كوادرها المنتشرة في مختلف المحاور المؤدية إلى كربلاء، إلى توفير الدعم اللوجستي والتقني والإنساني للعثور على المفقودين وإعادتهم إلى عائلاتهم، في صورة ناصعة من صور التكافل والإيثار التي تُجسّد قيم أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم في خدمة الزائرين وحفظ أمنهم وسلامتهم.
نشر مراكز الإرشاد
عضو لجنة مراكز إرشاد التائهين التابعة للعتبة المقدّسة السيد ماهر خالد، قال في تصريح سابق لشبكة الكفيل : إن "ملاكات العتبة المقدّسة بدأت بنصب مراكز التائهين والمفقودين في المحاور المؤدّية إلى مدينة كربلاء، من جانب محافظات (النجف وبغداد وبابل)، فضلًا عن مركز المدينة"، مؤكّدًا أن "أكثر من 650 متطوّعًا سيقدّمون خدماتهم عبر هذه المراكز".
وأضاف أن "اللجنة ستعمل على توفير بطاقاتٍ تعريفيّة للأطفال من قِبل قسم المخازن، تتضمّن معلومات الاتّصال بذوي الطفل إلى جانب تخصيص رقم طوارئٍ للتواصل إضافة إلى توفير مترجمين بعدّة لغات".

عقد ملتقى خاص للعاملين في المراكز
الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة عقدت ملتقًى خاصًا بمنتسبيها العاملين في مراكز إرشاد التائهين، خلال زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).
السيد ماهر خالد أكّد أن "المُلتقى جاء لتوحيد الرؤى وتنظيم العمل، بين منتسبي العتبة المقدّسة المكلّفين بإدارة مراكز إرشاد التائهين، على مختلف المحاور المؤدّية إلى محافظة كربلاء المقدّسة".
مضيفاً "استعرضنا في المُلتقى آليّات العمل المشتركة بين العتبتَينِ المقدّستَينِ الحسينيّة والعبّاسية، وتفعيل السيطرة المركزيّة التي تضمن تعميم معلومات الزائر على جميع المراكز والمحاور، بما يتيح التنسيق الفوريّ لنقل الزائر إلى ذويه عَبرَ فرقٍ جوّالة ووسائل أُخَر متعدّدة".
وأوضح أنّ "المُلتقى تضمّن محاور عديدة، منها: التعريف بمراكز الإرشاد، وأماكن توزيعها، وتنظيم المهامّ بين المنتسبين والمتطوّعين، إلى جانب تسليط الضوء على أهمّية التعامل الإنسانيّ مع الزائر التائه، خصوصًا من الأطفال وكبار السنّ".

مشاركة المتطوّعين في عمل المراكز
عضو لجنة مراكز الإرشاد، السيد ماهر خالد، أوضح أن أكثر من 650 متطوّعاً من مختلف المحافظات العراقيّة، سيقدّمون خدماتهم من خلال مراكز إرشاد التائهين، بعد خضوعهم لدوراتٍ تدريبيّة متخصّصة في آليّات العمل وإدخال البيانات عبر نظام إدارة المراكز، كما سيتمّ تزويد الأطفال الذين يفقدون ذويهم ببطاقاتٍ تعريفيّة تحتوي على معلومات للتواصل.
تنظيم ورش تدريبيّة للعاملين في مراكز إرشاد التائهين

لجنة مراكز إرشاد التائهين التابعة للعتبة المقدّسة، نظّمت في وقتٍ مبكّر ورشًا عن عمل المراكز، للمتطوّعين العاملين فيها، وتضمّنت تعريف المشاركين بآليّة العمل، والخطوات التنظيميّة المعتَمَدة، إلى جانب استعراض أبرز التطوّرات التقنيّة والإداريّة التي طرأت على عمل المراكز هذا العام، كما تهدف إلى تعزيز كفاءة المتطوّعين وتزويدهم بالمعرفة الضروريّة؛ لضمان انسيابيّة العمل في الزيارة المباركة، والتعامل الأمثل مع الحالات الطارئة والإنسانيّة.
إطلاق خدمة إرشاد التائهين عبر تطبيق حقيبة المؤمن

أطلق قسمُ الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة المقدّسة خدمة إرشاد التائهين عبر تطبيق حقيبة المؤمن، إذ يقدّم هذه الخدمة مركزُ التطبيقات والبرمجيّات الإسلاميّة التابع للقسم؛ بهدف التعرّف إلى التائهين وسط الحشود المليونيّة وإيصالهم إلى ذويهم بأسرع وقت.
مديرُ المركز، السيد علي الجياشي قال "في ظلّ التطوّرات التي يشهدها مجال التطبيقات التكنولوجيّة، ونظرًا لارتفاع أعداد الزائرين المستمرّ في كلّ موسمٍ من مواسم زيارة الأربعين المباركة، أطلقنا خدمة إرشاد التائهين، عبر تطبيق حقيبة المؤمن"، مضيفاً أن "المركز زوّد الخدمة بميزة التعرّف إلى الوجوه؛ ممّا يُتيح للمستخدمين الإبلاغ عن حالات الفقدان مباشرةً، وتحديد موقع الفقدان بدقّة؛ للإسهام في تسهيل عمليّة البحث"، مشيرًا إلى أنّه "يمكن البحث عن التائهين الذين عُثر عليهم عبر قاعدة بياناتٍ تُحدّث باستمرار داخل التطبيق".






