البحث المتقدم

البحث المتقدم

٣٠ جمادى الأولى ١٤٤٦

مشروع تقوية الأعمدة المذهبة لطارمة حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام)

تعتبر الأماكن والمزارات الدينية المقدسة في العراق؛ معالم ثقافية وسياحية ودينية مميزة تحظى باهتمام كبير وواسع من قبل زوار الائمة الاطهار وخاصة زوار الامام الحسين (عليه السلام) والمولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) لذلك دأبت العتبة العباسية المقدسة على الاهتمام بمشروع طارمة الحرم العباسي المشرف فقد تم إجراء عدة دراسات وفحوصات مختبرية من جهة الخبراء والمختصين في قسم المشاريع الهندسية العائد الى العتبة العباسية بهدف تقييم قابلية تحمل أعمدة الطارمة لثقل السقف الجديد الخص بالصحن الشريف، وقد ثبت الدراسات عن عدم جاهزية الاعمدة وقدرتها الحالية على تحمل الأحمال الثقيلة المرتبطة بمشروع التسقيف، وبناءً على نتائج هذه الاختبارات قررت إدارة العتبة العباسية اتخاذ إجراءات حازمة ومهمة لتقوية الأعمدة وضمان استقرارها وسلامتها، وتم انتداب فريق من الخبراء والمهندسين المتخصصين في هذا المجال للعمل على تنفيذ عمليات التقوية بطريقة فعالة ومناسبة..

 

تنفيذ المشروع والهدف منه:
بدأ تنفيذ هذا المشروع في عام 2011م، بواسطة شركة أرض القدس العراقية التي تتخذ من كربلاء مقراً لها بالتعاون مع
قسم المشاريع الهندسية التي تُعدّ الجهة المشرفة على تنفيذ هذا المشروع بكلّ تفاصيله الفنية والهندسية فضلاً عن التصميم، وتم الانتهاء من مشروع تقوية الأعمدة المذهبة لجسر حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) في الطارمة عام 2014م.

تهدف أعمال التقوية إلى تعزيز هيكلية الأعمدة وزيادة مدى قوتها ومتانتها، بحيث تكون قادرة على تحمل الأحمال الثقيلة المتوقعة من التسقيف الجديد، وتشمل هذه العمليات استخدام تقنيات متقدمة مثل إضافة دعامات إضافية، وتعزيز الأساسات، وتقديم تعزيزات هندسية للأعمدة المتضررة، حيث تُعد هذه الأعمال جزءاً من التزام العتبة المقدسة بالحفاظ على المعالم التاريخية والثقافية الهامة وتوفير بيئة آمنة ومستدامة للزوار والمؤمنين.

وباستكمال هذه الأعمال سيتم تحقيق الهدف المنشود من تقوية أعمدة الطارمة وتأهيلها بشكل يسمح بتحمل الأحمال الجديدة المرتبطة بمشروع التسقيف.

ستكون هذه الأعمال خطوة هامة لضمان استمرارية وسلامة الصحن الشريف، وتعزيز قدرته على استقبال الزوار والمؤمنين بطريقة آمنة وموثوقة.

 

الإجراءات المتبعة:

تم تنفيذ العديد من الإجراءات لتقوية الأعمدة المذهبة، بما في ذلك:

- التقييم والتحليل: قام فريق من المهندسين والخبراء بتقييم حالة الأعمدة وتحليل التدهور الذي أصابها.

- التدعيم الهيكلي: تم استخدام تقنيات متقدمة لتدعيم الأعمدة المتضررة وتقويتها، مثل إضافة دعامات إضافية وتعزيز الأساسات.

- الترميم التاريخي: تم الحرص على الحفاظ على الجمال الفني والزخارف المعمارية الأصلية للأعمدة المذهبة أثناء عمليات الترميم والتقوية.

 

 

الجسر التاريخي للحرم وتقوية الأعمدة المذهبة

يتميز حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) في طارمتهِ بجسر تاريخي مذهب، والذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من تراث العراق الديني والثقافي، ويمتد هذا الجسر فوق نهر الفرات ويعتبر طريق الوصول الرئيسي إلى الحرم، ومع مرور الزمن وتأثير العوامل الطبيعية، بدأت أعمدة الجسر تعاني من تدهور وضعف في الهيكل التحتي.

للحفاظ على هذا الجزء المهم من تراثنا الديني، تم تنفيذ مشروع تقوية الأعمدة المذهبة للجسر في الطارمة ويهدف إلى تعزيز الهيكل التحتي للأعمدة وإعادة الاستقرار إليها، مما يحافظ على سلامة الجسر ويضمن استمرارية وصول الزوار إلى الحرم بطريقة آمنة ومريحة.

 

 

تفاصيل المشروع والمواد المستخدمة

تضمن المشروع استعادة وتجديد الأعمدة المذهبة للجسر، وذلك بواسطة فريق من الخبراء والمهندسين المتخصصين في الترميم التاريخي، ويتكون هذا العمل من عدت مراحل:

المرحلة الأولى إزالة الذهب من الأعمدة القديمة، والمرحلة الثانية عملية تغليف الأعمدة بمادة الألياف الكاربونية القوية عالية الشدة، والتي تعتبر من التقنيات الحديثة، اذ استعملت أول مرة في مشروع ترميم قبة المباركة.

تم اتخاذ إجراءات متقدمة لتدعيم الأعمدة المتضررة وتقويتها، مع الحفاظ على تفاصيلها الفنية والزخارف المعمارية الأصلية، وتم استخدام مواد عالية الجودة وتقنيات حديثة لضمان استدامة الأعمدة ومقاومتها للعوامل البيئية والزلازل المحتملة والاهتزاز.

ومن الخطوات التي بدأ فيها فريق العمل، هي عمليات إزالة البلاطات الذهبية والمواد المثبتة لها على أعمدة الطارمة وتمت المباشرة بعمليات تغليف الجدار الأصلي للعمود بمادة ألياف الكاربون (Carbon fiber) وهي من المواد ذات التقنيات الحديثة الاستخدام في العمليات الإنشائية لامتلاكها صلابة قوية ومقاومة عالية أمام المؤثرات الكيماوية والمناخية، والتي تحتاج إلى المزيد من الدقة بالعمل ووفق مقاييس ومعايير خاصة بها, ثم تأتي العملية الأخرى وهي وضع هيكل حديدي Structure of the iron)يكون بنفس شكل الأعمدة وبسمك 1سم ومصنوع من الحديد عالي النقاوة (stainless steel), ليتم بعدها إضافة العديد من المواد الأخرى التي من شأنها تقوية الهيكل وزيادة درجة إلصاقه بالعمود ليكون جزء واحد.

كافة أعمدة الطارمة والبالغ عددها عشرة أعمدة أربعة منها بارتفاع 9م والستة الأخرى بارتفاع 6 م وسيتم المباشرة بالمرحلة الأخيرة منه وهي عملية تركيب البلاطات الذهبية وبإتمام هذه المراحل لتصبح قوة تحملها للأوزان أربعة أضعاف من تحملها السابق، ومن الجدير بالذكر أن هذا العمل جاء نتيجة عدة دراسات وفحوصات مختبرية قامت بها مجموعة من الخبراء والمختصين في هذا المجال أنتدبهم قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة لمعرفة مدى قابلية تحمل أعمدة الطارمة لثقل السقف الجديد الخاص بالصحن الشريف والتي بينت عدم جاهزيتها وقدرتها على تحمل هذه الأحمال الخاصة بمشروع التسقيف.

 

 

التأثير والفوائد

يتركز تأثير هذا المشروع في الحفاظ على التراث الثقافي والديني العراقي وخاصة فيما يتعلق بالحرم المقدس لأبي الفضل العباس u وخدمة زواره المؤمنين الموالين، لذلك اهتم المشرفون بتقوية أعمدة الجسر المذهب لكي يمكن الزوار من الاستمتاع بتجربة آمنة ومريحة أثناء زيارتهم للحرم.

يعزز هذا المشروع السياحة الدينية في المنطقة لا سيما وان حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) يعتبر وجهة مهمة للزوار من جميع أنحاء العالم، وان تقوية الأعمدة المذهبة تسهم في جذب المزيد من الزوار والحفاظ على تجربتهم الدينية وثقافية.

 

التكاليف والتمويل

تعتبر المشاريع الترميمية للمعالم التاريخية والثقافية غالباً مشاريع كبيرة التكلفة، يتم تمويل هذه المشروعات عادة من خلال تبرعات داخل الشباك الشريف، ودعم من الحكومة والجهات الخاصة مثل ديوان الوقف الشيعي المهتمة بالأماكن المقدسة الشيعية للحفاظ على التراث الثقافي.

 

 

 

الانتهاء من المشروع

أنهت الملاكات الفنية والهندسية العاملة على مشروع تقوية أعمدة طارمة حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام)  في 3 يناير 2014 وفي هذه اليوم يعود الذهب من جديد ليكسو هذه الأعمدة ويظهرها بحُلّةٍ جديدة.

يسهم هذا المشروع في استمرارية وصول الزائرين الكرام إلى الحرم المشرف بطريقة آمنة ومريحة، ويعزز السياحة الدينية في المنطقة لذلك دأبت العتبة العباسية المقدسة على الاستمرار في العمل لحماية وصيانة المواقع المقدسة والثقافية لتوريثها للأجيال القادمة وللحفاظ على هويتنا الدينية والثقافية خدمة للمولى ابي الفضل العباس (عليه السلام)

يذكر أن قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة قد نفّذ وأشرف -منذ تأسيسه بعد سقوط النظام البائد وحتى الآن-على العشرات من المشاريع ‏الكبيرة فضلاً عن المئات من المشاريع الصغيرة والمتوسطة -ومنها هذا ‏المشروع-في داخل ‏العتبة وخارجها، وقد تمّ تنفيذ معظم هذه المشاريع بكوادر عراقية مشتركة بين القسم المذكور وشركات محلّية ‏من خارج العتبة، أو نادراً مع شركات ذات عمالة أجنبية. ‏

 

مواضيع ذات صلة