في صحراء الجنوب العراقي، تقف الوركاء شامخة، تحكي حكايات آلاف السنين وهي التي تعد واحدة من أقدم حواضر العالم وما زالت تبوح بأسرارها الي يومنا هذا، صورةٌ من موقع التنقيب تُظهر عمق التاريخ المدفون تحت الأرض، حيث تبرز ملامح اكتشاف أثري عظيم؛ مدينة صناعية يعود عمرها إلى خمسة آلاف عام.
هذا الاكتشاف، الذي أعلن عنه النائب الفني لمحافظ المثنى، المهندس حيدر الوهامي، يكشف عن بُعدٍ جديد من أبعاد حضارة بلاد ما بين النهرين. فبينما كانت الفرق الألمانية تعمل على التنقيب في الموقع، ظهرت معالم هذه المدينة التي تُلقي الضوء على الجانب الصناعي والتقني في حياة سكان الوركاء القديمة.
إن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على قيمته التاريخية فقط؛ بل تمثل فرصة لتعزيز مكانة العراق كمركز للحضارات. ولتحقيق ذلك، يجري العمل على تسريع عمليات التنقيب باستخدام تقنيات حديثة، مثل جهاز التحديد الضوئي، الذي يُمكن من تحديد عمر التربة بشكل فوري، مما يختصر الوقت والجهد. هذه التكنولوجيا الحديثة تُسهل عمل البعثة الألمانية، وتُساهم في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري بشكل أفضل.