أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، إنجاز مشاريع كبيرة وفق المواصفات العالمية بالاعتماد على العقول العراقية.
جاء ذلك في أثناء استقباله وفد مجلس الحكماء للحوار والحوكمة، والاستماع إلى حديث عن عمل المجلس الذي يضم عشرات الأعضاء من العلماء العراقيين من مختلف الاختصاصات الإدارية، والقانونية، والاقتصادية، والهندسية، والطبية، والسياسية، الذين يعملون على دراسة التحديات التي تواجه البلد وتقديم خلاصة لأصحاب القرار.
ورحب السيد الصافي بالوفد قائلًا: "نحن دائمًا نعتز بكفاءاتكم وقدراتكم، ولا بأس باستعراض بعض الأمور التي يمكن أن تعينكم على تحويل علمكم النافع إلى عمل مثمر، رغم علمنا بما تعانونه من صعاب وعقبات، قد تجعلكم تشعرون بالإحباط، ولكن عليكم أن لا تتأثروا بهذا الامر، وأنتم أهلٌ لذلك".
وأضاف "علينا أولاً أن نتفق على بعض المبادئ التي نعتقد بها، أولها أنّ العقل العلمي العراقي هو عقل ناضج ومتميز ومبدع، ولدينا في البلد اليوم طاقات في كل العلوم التطبيقية، فضلاً عن العلوم الإنسانية التي لها حساباتها وبرهنتها ومقاييسها، ولسنا بصددها الآن، وأقصد بالتطبيقية ما يتعلق بالهندسة، والطب، والعلوم، كالكيمياء والفيزياء وغيرها، مما نسميها في الفلسفة القديمة بالطبيعيات، فالعقل العراقي في هذه العلوم - ما شاء الله - يستطيع أن يشخص المشكلة ويحلها".
وبيّن سماحته، "ولكن هناك قضية ثانية مرادفة لهذا الأمر، وهي إنّه منذ تشكيل الدولة الحديثة في العراق قبل أكثر من قرن، هناك في هياكل الدولة في دائرة ما، أو وزارة، إنّه في الغالب، العراقي في سدة المسؤولية لا يسمع من العراقي العالم أو الباحث إن قدم له استشارة ما في مجال عمل تلك الوزارة، سواء لغرض التطوير أو حل مشكلة تقنية أو إدارية أوكل ما من شأنه تقدّم البلد، وكأن مشكلة سوء الظن متركب في عقلية الكثير من أبناء شعبنا من أصحاب القرار في مختلف مفاصل الدولة، بينما قد يقبلون الاستشارة من شخص أجنبي كان طالبًا درس عند نفس ذلك الاستاذ أو العالم العراقي!!، وعلم ذلك الأجنبي أقل من أستاذه العراقي!! فيكون قبول استشارة الأجنبي لمجرد أنّه أجنبي!!".
وفي إطار معالجة هذا الأمر، ذكر سماحته "حاولوا الإلحاح في تقديم استشاراتكم العلمية ذات الجانب العملي إلى أصحاب القرار؛ من أجل حل مشاكل البلد، وكونوا أقوياء بالمتابعة مع الأشخاص الذين تثقون بهم في دوائرهم، كونهم مؤثرين ومهتمين لمصلحة البلد، لتضمنوا وصول الدراسة إلى الجهة المعنية حتى قبول تنفيذها، لتأخذ الجهة المعنية بالدراسة متابعتكم ورغبتكم في حل المشكلة على محمل الجد، خاصة لو بيعت الدراسة من قبلكم كي تشعروهم بأنها ذات قيمة، بخلاف فيما لو أُعطيت مجانًا، فقد يزهدون بها ويعتبرونها مبذولة للغير، في حين أنّ الكثير لا يعلمون انكم ذو حرص على الدراسة وحل مشاكل البلد، ولا يفهمون أنّكم أعددتم الدراسة وقدمتموها مجانًا من باب حبكم للبلد، لذا فيجب إبقاؤها ذات قيمة ببيعها ومتابعة تنفيذها".
وأوضح "نحن في العتبة العباسية المقدسة نؤمن بقدرة العقل العراقي، وشخصيًّا ليس عندي مستشارين غير العراقيين إطلاقًا، والحمد لله لدينا مشاريع نفتخر بإنجازها من قبل العقل العراقي، ويقيمها أهل الاختصاص بأنّها ذات جودة عالمية عالية، بل إنّ هناك مشاريع كبيرة دخلنا بها وليس من السهل الدخول فيها، ومنها ما افتتحناه قبل مدة وهو مصنع الجود للمحاليل الوريدية، فالمختصون في قطاع الصحة زاروه وقالوا إنّه منجز وفق أعلى المواصفات القياسية، وهكذا الكثير من القضايا والمشاريع في مختلف المجالات".
من جانبه قال رئيس المجلس الدكتور موسى الموسوي، إنّ الوفد التقى سماحة السيد الصافي ودار الحديث عن عمل مجلس الحكماء وجهوده بتقديم المشورة والدراسات حول المشاكل والتحديات التي يعاني منها البلد وتقديم النصح لمختلف وزارات الدولة، مؤكدًا أنّ مجلس الحكماء منظمة غير حكومية يسعى إلى خدمة البلد.
وأضاف، أنّ الهدف من اللقاء السعي إلى فتح باب التعاون مع العتبة العباسية باعتبارها من العتبات والمؤسسات التي فاقت قدراتها التصور وأعمالها منارة للعلماء والعاملين والعراقيين، وسمعتها طيبة جدًّا والكل يتحدث عن إنجازاتها.