أكاليل الورد تزيّن شبّاك المرقد الطاهر بذكرى ولادة السيدة زينب (عليها السلام)
طفولة يتيمة، وعزمٌ على الجهاد
ولد الشهيد السعيد في كنف أسرةٍ مؤمنةٍ، إلا أن مصائبه بدأت مبكراً بفقدان والده وهو في مقتبل العمر. ورغم صغر سنه، إلا أن روح الجهاد كانت تتقدّ في قلبه. ففي حي الجهاد، حيث سكن، كان يقدم كل ما يستطيع للمجاهدين، وكأنّه يمهد الطريق لشهادته التي طالما تمنى تحقيقها.
نداء الوطن، واستجابة الفداء
عندما واجه الوطن الغزو الداعشي، لم يتردد الشهيد السعيد عن ترك مقاعد الدراسة والانضمام إلى صفوف الحشد الشعبي المقدس. كان يدرك تماماً أن واجبه تجاه دينه ووطنه يقتضي منه أن يهب روحه فداءً له.
وصايا الشهيد، وشوقه للشهادة
قبل أن يرتقي إلى العلا، كتب الشهيد وصاياه، معبّراً عن شوقه الشديد للشهادة وعن فخره بانتمائه إلى أهل البيت عليهم السلام. كانت كلماته مؤثرة، تدل على إيمان راسخ وعزيمة لا تتزعزع.
الشهادة في بيجي، ولقاؤه بالشهداء
في أرض بيجي الطاهرة، كتب الشهيد آخر سطور ملحمته، حيث استشهد وهو يدافع عن أرضه وعرضه. لقد حقق ما أراد، والتحق بركب الشهداء الذين سبقوه إلى الجنة.
دروس نستلهمها من سيرة الشهيد
الإيمان بالله والثقة بقدره: كان الشهيد السعيد يعتقد إيماناً راسخاً بأن الله معه، وأن النصر حليف المؤمنين.
حب الوطن والتضحية من أجله: لقد قدم الشهيد أروع مثال للتضحية والفداء من أجل وطنه.
الشوق للشهادة: كان الشهيد يتطلع إلى الشهادة باعتبارها أعلى مراتب الشرف والكرامة.
الصبر والثبات على المبادئ: رغم كل الصعوبات التي واجهها، ظل الشهيد صابراً ثابتاً على مبادئه.
خاتمة
إن سيرة الشهيد السعيد مصطفى كريم عبد الغريباوي هي مصدر إلهام لنا جميعاً. فهي تدعونا إلى الاقتداء به في إيمانه وعزيمته، وفي حبه لوطنه وشعبه. نسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء، وأن يجعل مثواه الجنة.