البحث المتقدم

البحث المتقدم

الوجه الآخر للجولاني.. إرهابي مطلوب دوليًا وتحديات التغيير في سوريا

0 تقييم المقال

منذ ظهور أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وهو يشكل شخصية محورية في مسار الحرب في سوريا، ورغم محاولاته المتكررة لتقديم نفسه كجزء من "سوريا الجديدة"، يظل الجولاني شخصية مثيرة للجدل في نظر المجتمع الدولي، فإلى جانب محاولات تلميع صورته السياسية والإعلامية، لا يمكن تجاهل تاريخه الدموي أو الدور الذي لعبته جماعته في التفجيرات والهجمات الإرهابية ضد المدنيين في العديد من المناطق السورية.

في الوقت الذي يسعى فيه الجولاني لتقديم نفسه كـ "مصلح" أو "قائد وطني"، وترويج خطاب مزعوم حول حقوق المرأة والدعوة إلى إنهاء لغة الحرب، تتناقض هذه الطروحات تمامًا مع واقع أفعاله وأيديولوجيته المتطرفة، فالجولاني لا يزال مطلوبًا دوليًا بتهم إرهابية، وهو يقود تنظيمًا لا يتوانى عن استهداف الأبرياء في سبيل تحقيق أهدافه السياسية. وهو لم يتوقف عن التحالف مع جماعات متطرفة أخرى، مما يضعه في صراع دائم مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب.

إلغاء الجولاني لخطاب "الثورة" واستبداله بمفهوم "الدولة" يعكس محاولاته للتماهي مع مطالب التغيير في المنطقة، لكنه في الوقت ذاته يظل أسيرًا لماضيه الدموي، فمحاولاته لاحتكار القرار السياسي في مناطق الشمال السوري، واستخدام العنف كأسلوب لحكم الشعوب، تجعل من هذه التصريحات مجرد أداة لتغطية الأهداف الحقيقية وراءها: تعزيز سلطته وتوسيع نفوذه على حساب الشعب السوري.

أما حديثه عن المصالحة وحقوق الإنسان، فيأتي في وقت لا يزال فيه تنظيمه يشكل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين السوريين، وفي حين يتحدث الجولاني عن العدالة والمساواة، يبقى التحدي الأكبر أمام سوريا الجديدة هو إيجاد حل شامل للمشاكل التي سببتها الجماعات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام، والتي تسببت بآلاف الضحايا ودمرت العديد من المدن والقرى.

إن عودة الجولاني إلى المشهد السوري تأتي في وقت يتطلب فيه الشعب السوري معالجة جروح الحرب والانتقال إلى مرحلة من السلام الحقيقي، بعيدًا عن الإرهابيين والمتطرفين الذين لا يؤمنون إلا بالعنف، ومع أن الجولاني قد يحاول أن يظهر بمظهر المعتدل، فإن التاريخ والوقائع على الأرض تظل شاهدة على تاريخه الدموي وارتباطه المباشر بالأنشطة الإرهابية.

نعم
هل اعجبك المقال