من الذاكرة.. مشروع ابطال الفتوى لتدريب المقاتلين على حمل السلاح
حين افترش الحشد الشعبي أراضي الأنبار، لم تكن مجرد حملة عسكرية، بل كانت ملحمة إنسانية ووطنية، سُطرت بالدم والتضحيات. الرجال، بأحذيتهم المغبرة وعيونهم الساهرة، افترشوا الأرض القاحلة والصحراء الواسعة، تحت الشمس الحارقة أو البرد القارس، بلا تردد ولا تذمر. كانت الخيام تُنصب في السواتر الأمامية، والطعام يُقسم بين الجميع، والقلوب معلقة برؤية الأنبار محررة من قبضة الإرهاب. كل موقع كان يشهد صلاة جماعية ودعاء بالنصر، وكل خطوة إلى الأمام كانت تُكتب بحذر وإصرار. لم تكن المعارك سهلة، فالتكتيكات كانت معقدة والعدو مدجج، لكن الحشد حمل معه عقيدة وإرادة لا تُكسر. أهل الأنبار، رغم الخوف الأولي، بدأوا يفتحون الأبواب ويقدمون الماء والطعام، بعدما رأوا الصدق في أعين من جاءوا ليحرروهم لا ليحتلوهم. تلك اللحظات كانت تجسيداً للوحدة بين أبناء الوطن، من كل طائفة ومذهب، تحت راية العراق.