البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٤ جمادى الآخرة ١٤٤٦

معتمد المرجعية الدينية العليا السيّد مكي الصافيّ في كربلاء - قضاء الحسينية

في ظل الظروف العصيبة التي عصفت بالعراق يوم 10 حزيران 2014م، إذ سقطت عدّة محافظات في قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

استنهض رجال العراق عزيمتهم وإرادتهم لتحمل مسؤولية تحرير الوطن، وقد تجسدت تلك العزيمة في استجابتهم السريعة لنداء المرجعية الدينية العليا، عندما أطلق سماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) فتواه التاريخية في الرابع عشر من شعبان عام 1435هـ، الموافق 13 حزيران 2014م، داعيًا العراقيين إلى الدفاع عن أرضهم وشعبهم ومقدّساتهم.

وكان لمدينة كربلاء المقدّسة، مدينة الفداء والتضحية، دور مشهود في حمل السلاح وصدّ العدوان الإرهابيّ، إذ تقدّم رجالها بشجاعة وإيمان، متحلّين بالصبر والثبات، وواعين إلى أنّ من يضحّي دفاعًا عن وطنه وأهله ومقدّساته يحظى بمقام الشهيد في سبيل الله.

وقد شهدت منطقة الحسينية في كربلاء، بقيادة سماحة السيّد مكي الصافي، دورًا متميزًا في تنظيم وتحشيد المقاتلين، فقد أصبحت مؤسسة المجتبى للثقافة والإرشاد مركزًا لانطلاق الحشود الإيمانية نحو ساحات القتال، مسطرةً بذلك أروع صور التضحية والوطنية.

 

رفد فرقة العباس القتالية ولواء عليّ الأكبر بالمتطوعين

لم يُشكّل السيّد مكي الصافيّ تشكيلًا عسكريًا، وإنّما قام بتحشيد الشباب المؤمن وتدريبه في ساحات مفتوحة على يد ثلة مؤمنة من المعلمين العسكريين الذين كانت لهم خبرة واسعة في تعليم الأمور العسكرية وبدأت التدريبات بتاريخ ٢٠١٤/٦/١٥، أي بعد يومين من إطلاق الفتوى المباركة؛ إذ تمّ تأهيل مجموعة من الشباب المؤمن على استعمال أنواع السلاح وانضموا إلى القطعات العسكرية كفرقة العباس ولواء عليّ الأكبر ولواء المختار وغير ذلك.

وكانت حجم الجماهير المشاركة كبيرًا جدًا حيث لم تتسع ساحات التدريب لهم، فتمّ انتخاب مجموعة من المؤمنين الذين لهم القدرة على استعمال السلاح بصورة جيّدة وزجّهم في صفوف المقاتلين في المناطق التي كان يدور فيها قتال، وتدريب الآخرين ليصبحوا قادرين على استعمال السلاح بصورة جيدة، وفعلا تمّ ذلك والحمد لله.

 

 

المعارك التي تمّت المشاركة فيها

الأولى: عند الذهاب إلى منطقة مكحول لدعم المقاتلين بالغذاء وعند وصول السيّد وفريق الدعم اللوجستيّ هناك كانت المعركة دائرة بين الدواعش ولواء المختار بقيادة الأخ علي كريم، فشارك الفريق بالمعركة مع إخوانه من المقاتلين حتى وصلوا إلى قمة الجبل على الرغم من عدّة محاولات أرادت أن تثنيهم عن تقدّمهم نحو القمة، وببركة الأئمة هم تمكنوا من الصمود والانتصار عليهم.

الثانية: كانت في كرمة الفلوجة إذ ذهب السيّد لتقديم الدعم اللوجستيّ للمقاتلين وفي أثناء وصولهم كانت هناك معركة شرسة بين المقاتلين الأبطال والدواعش فاشترك الفريق بالمعركة، وعند انتهاء الهجوم وانسحاب الدواعش وفرارهم من قبضة الأبطال، قاموا بقراءة دعاء كميل والصلاة جماعة وأعطوا المقاتلين مبالغ مالية، وكانت بتاريخ ٢٠١٧/٦/٢م وكانت برفقة كل من الحاج جاسم الهنون والسيّد حميد الصافي وآخرين.

الثالثة: في منطقة بادوش بصحبة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، وكان الذهاب بطائرة الهليكوبتر، وعند وصولهم كانت هناك معركة شرسة. وقد اشتُرك بها مع المقاتلين وعند انتهاء المعركة وفرار الدواعش زاروا القطعات المنتشرة في المنطقة، وقدّمت لهم بعض المساعدات المالية.

 

 

أنشطة الدعم اللوجستيّ والمعنوي للقطاعات العسكرية:

الأولى: كانت منطقة (المزرعة) في بيجي مع مجموعة من الشباب المؤمن إذ قام السيد بزيارة لواء علي الأكبر فيها، وقد حمل معه أمتعة ومواد تقدّر بأكثر من (١٥٠) مليون دينار من مواد غذائية، وألبسة، ومواد أخرى، قسم منها من المتبرعين، وقسم منها من مكتب سماحة السيّد السيستانيّ (حفظه الله) وكانت لنا مواقف فيها.

فبعد وصول السيد إليها التقى بالمقاتلين الأبطال من لواء علي الأكبر وغيره وأبلغهم توصيات سماحة المرجع (دام ظله) في المحافظة على الممتلكات العامة، وسيكون النصر قريبًا إن شاء الله..

وعندما رجع السيّد إلى مدينة كربلاء وفي الطريق وصله خبر انتصار الأبطال على الدواعش وتحرير منطقة بيجي بالكامل وهذا كله بفضل الله المنان.

الثانية: كانت إلى منطقة مكحول مع مجموعة من الشباب المؤمنين والإخوة كالحاج جاسم الهنون والأخ رزاق عمران والسيّد حميد الصافي... وغيرهم وقدّم فيها السيّد الصافي الدعم إلى لواء المختار بقيادة الأخ علي كريم فضلا عن الاشتراك معهم في القتال.

 

 

الثالثة: تقديم الدعم اللوجستي أيضًا إلى فرقة العبّاس القتالية إذ قدّم لهم الدعم أكثر من مرّة

ووصل ما قُدّم من دعم تقريبًا (۲٥) مليون دينار عراقي أو أكثر.

الرابعة: تقديم الدعم اللوجستي أيضًا إلى المقاتلين في منطقة كرمة الفلوجة، وقد قام ببعض الأعمال والاشتراك معهم في القتال، فضلا عن تقديم المساعدات المالية والمواد الغذائية وغيرها لهم.

الخامسة: التقديم إلى بعض الفصائل الموجودة في منطقة بادوش إذ ذهب إليها السيّد مكي بصحبة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، وعند وصولهم اشترك في القتال ومن ثمّ تمّ تقديم دعمًا ماليًا للمقاتلين.

السادسة: تقديم الدعم اللوجستيّ إلى المقاتلين المتواجدين في منطقة (تلعفر) وكانت بصحبة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، وقد قُدّمت لهم المساعدات المالية أيضًا.

السابعة: تقديم الدعم اللوجستيّ إلى الفصائل والقطعات المتواجدة في مدينة سامراء ولا سيما لواء الهادي المتواجد فيها.

الثامنة: تقديم الدعم اللوجستيّ للمقاتلين المتواجدين بين النجف وكربلاء والذين كانوا يتلقّون التدريب قبل ذهابهم إلى جبهات القتال إذ تمّ إعداد الطعام لأكثر من (١٠٠٠) جندي لأكثر من أربعة أشهر، وكان مكان الطبخ في مزرعة والد السيد مكي الذي يقع فيه الآن (موكب العتبتين الحسينيّة والعباسيّة)، ومن الإخوة الذين شاركوا في الطبخ كل من: حسن البغدادي والسيّد محمد يوسف مشكل وغيرهم. وكان مجموع ما تمّ صرفه من دعم لوجستي وغيره يقدر بأكثر من (٤٠٠) مليون دينار عراقي.

 

 

المساهمات الفعالة مع المواكب والحملات الأخرى

لا تخلو منطقة من مناطق العراق العزيز إلّا وساهمت بقطرة دم أو خبز في هذه الملحمة الخالدة ضدّ قوى الإرهاب العالميّ، ومن بين هذه المناطق كانت مدينتي المسيب والحسينية، فقد خرجت منها قوافل الدعم اللوجستيّ إلى المقاتلين في سوح القتال، وكذلك كان السيّد مكي الصافيّ لا يتوقّف في دعمه عند حدود منطقته فحسب، فقد قدّم الدعم والمساندة لعدّة مواكب وحملات، كحملة (الإمام الباقر عليه السلام) في منطقة طفيل للدعم اللوجستي لأبطال الفتوى والقوات الأمنية، وكان المسؤول عنه السيّد كريم الصافي.

تلك الحملة التي كان لها دور فعال في المشاركة في الدعم اللوجستيّ منذ انطلاق الفتوى المباركة، فيقول السيد: (فمررت بكل لحظة وتعايشت معها في صيفها وشتائها وحرّها وبردها ونهارها وليلها، وشاركت في أصعب الظروف).

 

 

قصص مؤثرة في ساحات القتال

  1. في زيارة منطقة بيجي تمّ تسليم بعض المتطوعين مبلغ (٥۰) ألف دينار لكل مقاتل، وقلت لهم: (هذا المبلغ من سماحة السيّد المرجع آية الله علي الحسيني السيستانيّ (دام ظله) فبكوا واستبشروا وقبلوا المال، وبعد 7 أشهر وعند رجوعنا إليهم مرّة ثانية ولقائنا بهم أخرجوا لنا مبلغ (٥٠) ألف دينار وقالوا لنا (هذه ما زالت معنا، هي كالحرز في جيوبنا للحفظ)).                                                                                                                                                                   

٢. الموقف الثاني في منطقة الموصل عندما هبت قافلة من المؤمنين مع العلّامة السّيد أحمد الصافي (دام عزه)، وكانت المعركة قائمة في تلعفر، دخل على السيّد أحمد الصافي رجل كبير ذو شيبة وأقسم على السيّد أحمد وطلب منه أن يدعو له بالشهادة، فامتثل السيّد أحمد وقال: «اللهم ارزقه الشهادة بعد عمر طويل». فقال للسيّد: مولاي احذف بعد عمر طويل أريد أن يرزقني الله الشهادة الآن.

 

 

كان الجميع المؤمنون والمجاهدين يطلبون الدعاء بالشهادة من أجل الأرض والعِرض والمقدّسات وملبيين نداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف من أجل الشهادة في سبيل لله، وطالبوا ممثل المرجعية سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزه) بالدعاء.

  1. من بطولات أحد المقاتلين في جرف النصر ذكر السيد مكي ذلك بقوله: (كان هناك قناص من العدو يقنص الجنود وكان الجو حارًا فأصاب أحد الأبطال ولكن في ملابسه لا في جسده، فأقسم هذا البطل بأن يذهب إليه ويقتله، فمنعوه ولكن أبى إلّا أن يذهب، وفعلًا زحف إليه ونحن نسمع طلقات ذلك القناص عليه، ومرّ الوقت وتأخر وتأسفنا على هذا الشاب المؤمن وعند الغروب رجع إلينا المقاتل البطل وقد قتل هذا المجرم وأتى بسلاحه وعدته مما جعل المجاهدين يفتخرون بشجاعة البطل الذي ثبت قولاً وفعلاً وعلت الأصوات تردد هتافات الله أكبر من شدة الفرح و الموقف البطولي).

 

مع الأسر النازحة

منطقة الحسينية في كربلاء المقدسة من المناطق التي آوت الكثير من الأسر النازحة وقدّمت لهم كثيرًا من المساعدات، إذ آوت أكثر من (۳۰۰) أُسرة نازحة من مدينة تلعفر، والموصل، وقسم من عوائل أبناء أهل المناطق الغربية أيضًا.

وهذه العوائل النازحة قد اشتركت مع أهالي القرى بالمسكن والمأكل والملبس، إذ هبّ جماعة من الشباب المؤمن في منطقة البو حويمد بتوفير كلّ ما يحتاجونه في حياتهم اليومية، إلى غير ذلك وما زال بعض منهم متواجد إلى الآن، ولكن لم تُدوّن أسماءهم لكيلا يُحرجوا أو تتبين عليهم الذلة في ذلك، وكانت المساعدة على النحو الآتي:

١. تأجير بيوت لهم ودفع الأيجار لكل شهر.

٢. توفير المأكل المناسب لكلّ عائلة... كشراء أغراض ومتطلبات البيت من المبردة، المروحة، الطباخ الأفرشة، ومستلزمات النوم.

3. وكذلك شراء السخانات في الشتاء لهم.

٤. توفير مبالغ شهرية لهم لغرض شراء العلاج

 

مجالس تأبين الشهداء.

كان أول مجلس تأبين في سنة ١٤٣٧هـ، إذ حضر المجلس جميع ذوي الشهداء والشخصيات الكريمة، والخطباء، والشعراء -الراوديد، وقبل الختام تمّ توزيع هدايا تقديرية إلى عوائل الشهداء كالمال، والأغراض المنزلية.

وفي شوال سنة ١٤٣٨هـ السنة الثانية للحفل التأبيني، وفي شوال سنة ١٤٣٩هـ الحفل الثالث له، وإن شاء الله مستمرون على هذه المواساة.

مساعدة الجرحى وتكريم عوائل الشهداء

من الأنشطة التي حرص عليها السيّد مكي الصافي وأهالي المنطقة مساعدة الجرحى من تقديم العون المادي لهم ومساعدتهم في العلاج، وكذلك توزيع بعض الدور على بعض عوائل الشهداء الذين لم يكن لهم سكن وكانت عدد الدور (۱۰) عقارات رسمية في كربلاء المقدّسة، علمًا أن تقديم المساعدات بشكل مستمر على كل عوائل الشهداء الموجودين وغيرها من الخدمات.

 

مواضيع ذات صلة