حلم البوليتكنك يتحول لواقع باستحداث الكليات ( الجامعة التقنية الوسطى نموذجا )
تعد كربلاء المقدسة واحدة من المدن العراقية التي تمتاز بزخم كبير من الأنشطة الخيرية، إذ تحتضن العشرات من المؤسسات والمنظمات الإنسانية التي تعمل على دعم العوائل المتعففة وتلبية احتياجاتها الأساسية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
تتنوع جهود هذه المؤسسات بين توزيع السلال الغذائية وتوفير الملابس ودفع الإيجارات ورعاية الأيتام، فضلًا عن تقديم الدعم الطبي والعلاجي للمحتاجين. وتبرز العتبات المقدسة – الحسينية والعباسية – كأبرز الجهات المبادرة، حيث أطلقت برامج واسعة النطاق مثل مشروع السلة الغذائية الشهرية و"مبادرات العلاج المجاني" في المستشفيات التابعة لها.
يؤكد عدد من القائمين على هذه المؤسسات أنّ العمل الخيري في كربلاء لا يقتصر على المناسبات الدينية فحسب، بل أصبح نشاطًا مستمرًا على مدار العام.
كما أن التعاون بين المتطوعين وأهل الخير من التجار وأصحاب المهن أسهم في توسعة رقعة المستفيدين وضمان وصول الدعم إلى أشد الفئات حاجة.
المواطنون بدورهم عبّروا عن امتنانهم لهذه الجهود التي ساهمت في تخفيف العبء عنهم، خصوصًا العوائل التي فقدت معيلها أو تلك التي تعاني من البطالة ويرى مراقبون أنّ ما يجري في كربلاء يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به لبقية المحافظات العراقية العزيزة عبر تعزيز ثقافة التكافل الاجتماعي وتوظيف الموارد المحلية لدعم الفئات الهشة.
هذه المبادرات تعكس روح المدينة التي عُرفت تاريخيًا بأنها ملاذ للمحرومين، وتؤكد أنّ العمل الخيري في كربلاء أصبح جزءًا أصيلًا من هويتها الاجتماعية والدينية.