مؤسسة الوافي تهدي فرقة العباس القتالية الموسوعة الأضخم لتوثيق بطولات فتوى الدفاع الكفائي
في مشهدٍ يعكس واحدة من أكثر الصفحات إيلامًا في تاريخ محافظة نينوى، واجهت الأقلية المسيحية موجة نزوحٍ وهجرةٍ قسرية بعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة. فقد بلغ عدد المسيحيين في نينوى قرابة (180 ألف) نسمة، منهم (30 ألف) في مدينة الموصل و(150 ألف) في سهل نينوى، قبل أن يتعرضوا لتهجيرٍ ممنهجٍ وابتزازٍ تحت مسمى "دار الإسلام" مقابل دفع الجزية.
نزح أكثر من (101 ألف) مسيحي إلى مدن إقليم كردستان وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب، فيما اضطر نحو (36 ألف) آخرين إلى الهجرة خارج البلاد أو الإذعان لشروط التنظيم. وبعد تحرير المحافظة، عاد نحو (75 ألف) منهم إلى سهل نينوى، بينما عاد فقط (200) شخص إلى الموصل أغلبهم من الموظفين، وسط مخاوف أمنية ودمارٍ واسع.
وفي مدن سهل نينوى، سجلت قرقوش عودة قرابة (4500) عائلة، بينما شهدت برطلة وبعشيقة عودة نحو (15 ألف) عائلة مسيحية. إلا أن نسبة كبيرة منهم ما زالت تمتنع عن العودة بسبب تدمير منازلهم وكنائسهم، إذ أُحرِق نحو (40%) من بيوت المسيحيين، واستُخدِم (60%) منها كمقرات لتنظيم داعش. كما تعرضت (20) كنيسة من أصل (30) في نينوى للتدمير، بينها كنائس ذات قيمة تاريخية كبيرة.
ورغم المآسي، تظل إرادة البقاء وإعادة الإعمار حاضرة لدى من تبقى من أبناء هذه الطائفة، الذين يسعون لاستعادة وجودهم وهويتهم في أرضٍ طالما كانت رمزًا للتنوع والتعايش الديني في العراق.