البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٦ ربيع الآخر ١٤٤٧

هكذا يفعل العلماء.. الشهيد عبد الرحمن الحسني مثالًا للعطاء

نحتاج – دائمًا – في حياتنا إلى النماذج الحية التي تعبر عن القيم السامية وتمثل الفضيلة والأخلاق، نحن اليوم أما الشهيد السعيد السيد عبد الرحمن نعمة غالي يوسف الحسني إنموذج من هذه النماذج العظيمة والمباركة، صاحب المكانة الاجتماعية وذو السجايا التي قل نظيرها، يقول احد المقربين منه: "إذا جالسته رأيته انسانا بسيط ومتواضع وإذا سمعت حديثه وناقشته وجدته عالما فاضلا عزير المعرفة والحكمة؛ لذا نراه كثيرا ما يسعى لخدمة المجاهدين وإيثارهم على نفسه في الكثير من المواقف، حتى وانه وفي اللحظة الأخيرة من استشهاده قال لمن حوله هل أصيب احد منكم؟ قالو: لا، بل انت من أصيب، قال: أنا فداء لكم ولمذهب أمير المؤمنين (عليه السلام).

ولد الشهيد عام 1962م في محافظة ذي قار وله ستة أولاد، درس الابتدائية في مدرسة الزعفرانية وتدرج في الدراسة الاكاديمية حتى نال شهادة الدبلوم التجاري من محافظة بغداد، مارس بعض الاعمال الحرة قبل ان تبدأ مسيرته العلمية ويلتحق بالدراسة الحوزوية.

مارس تدريس الحوزوية إذ كان يدرس المقدمات (الفقه والنحو والمنطق)، وأشرف على إقامة الدورات الفقهية والقرآنية وغيرها من الدورات الصيفية إذ كان عضواً في مركز الأمير التابع إلى العتبة العلوية المقدسة، فكان غيوراً شجاعاً كريماً، مضيافاً يحار ماذا يقدم لأضيافه إذا قدموا عليه، يصل الارحام ويوصي أولاده بهم خيراً، باراً بوالديه محبا لهم لدرجة قل نظيرها في أيامنا.

يتحدث ولد الشهيد المجاهد السيد مجتبى الحسني عن والده قائلاً: عند صدور الفتوى أتصل بي والدي الشهيد وكنت وقتها اسير ماشيا إلى الإمام الحسين (u) لتأدية الزيارة الشعبانية ولم يكن لي علم بصدور الفتوى لوكن رأيت السيد فرحاً مستبشراً بفتوى المرجعية بالدفاع الكفائي، فتجهز بتجهيزات عسكرية من أول يوم الفتوى، ودخل دورة في فتون القتال استمرت لمدة شهر ونصف ضمن لجنة الارشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات.

أشترك في الكثير من المعارك منها (حزام بغداد، سامراء، الزلالية، المكيشيفة، العوينات، تكريت، العوجة، اليوسفية واللطيفية)، وكانت له الكثير من المواقف البطولية حتى انه قذف ولده الأكبر وفلذه كبده في لهوات الحرب لإيصال السلاح والغذاء إلى بعض المحاصرين المجاهدين وقد أوصى لأبنائه: "أوصيكم بالجهاد وصلة الارحام والبر بالجيران والسير على خطى الامام الحسين صلوت الله وسلامه عليه وألا تقولوا لبيك يا حسين بألسنتكم فقط بل قولوها بقلوبكم وأفعالكم".

وبعد ان طلب منه البقاء وعدم الالتحاق بالجهاد لكثرة المتطوعين رد عليهم بثبات وقال اطمئنوا فهذا آخر صعود لي، وحصل ما تنبأ به الشهيد وارتحل الى العالم الآخر في جنات الخلد شهيداً في قاطع بيجي بتاريخ 8 / 11 / 2015م.

شهد جثمانه الطاهر تشييعاً مهيباً في سامراء وفي كربلاء والنجف الاشرف وشارك في تشييعه جمع كبير من فضلاء الحوزة العلمية وجماهير غفيرة من المؤمنين وأقيمت عليه الصلاة بإمامة اية الله الشيخ باقر الايرواني اعزه الله.

مواضيع ذات صلة