أكدت العتبة العباسية المقدسة أنّ الدورة التخصصية لصناعة الخطاب على هدي كتاب نهج البلاغة، تهدف إلى غرس البعد الرسالي والروحي للكتاب في نفوس المشاركين وتحويل الخطاب إلى وسيلة لبناء الوعي الجمعي.
جاء ذلك في كلمة العتبة المقدسة التي ألقاها الدكتور لواء العطية رئيس دار علوم نهج البلاغة فيها، خلال حفل افتتاح الدورة التخصصية الأولى الموسومة بـ "صناعة الخطاب على هدي نهج البلاغة" التي تنظمها الدار.
وقال العطية: إنّ "الدار عملت في جملة من مشاريعها الاستراتيجية على إحياء علوم كتاب نهج البلاغة ومعارفه المتنوعة في وجدان مجتمعنا الإسلامي مثلما تعمل على إحياء التراث العلمي لأمير المؤمنين (عليه السلام) بحثًا وتأليفًا وتحقيقًا، ومن هذه المشاريع دورة (صناعة الخطاب على هدي نهج البلاغة) التي تستهدف الخطباء والمبلّغين وطلبة العلوم الدينية".
وأضاف "نقصد بالصناعة هنا، المَلكة المُكتسبة أو القدرة المنهجية التي يتقنها الإنسانُ بالممارسةِ والتدريب، مثلما يتقنُ النجارُ أو الطبيبُ عمله، وصناعة الخطاب هي إحدى الصناعات الخمس التي يبحثها علماء المنطق، وهي تمثّل بالتعبير المعاصر أنماطًا مختلفة لاستراتيجيات التأثير في العقول والقلوب".
وأوضح أنّ "الدورة تهدف بنحو عام إلى الاستثمار الأمثل لكتاب نهج البلاغة سواء كان من على المنابر أو عَبرَ مراكز التبليغ أو قاعاتِ الدرس، وبنحو خاص فالأهداف المتوخّاة منها يمكن إجمالُها على ثلاثة: معرفية ومهارية وقيمية، من الأهداف المعرفية استيعاب مقوّمات الخطاب في نهج البلاغة وفهم أنماط الخطاب العلوي (السياسي والوعظي والوجداني)، ومن الأهداف المهارية تدريب المشاركين على بناء خطاب متكامل وتنمية القدرة على صياغة الحجج وإتقانُ مهارات الإلقاء والأداء الصوتي".
وتابع رئيس الدار أنّ "الأهداف القيميّة تتمثّل في تعزيز النزاهة والالتزام الأخلاقي في الخطاب، وغرس البعد الرسالي والروحي في المشاركين، وتحويل الخطاب إلى وسيلة تغيير مجتمعي وبناء الوعي الجمعي" لافتًا إلى أنّ "عدد المسجلين في الدورة عَبرَ البوابة الإلكترونية وصل إلى مئتين وسبعة عشر شخصًا في غضون عشرة أيّام، وبعد تشذيب العدد وَفقًا للشروط أصبح عدد المشاركين سبعة وتسعين شخصًا".