تتباهى كثير من الأمهات بأن (ابنها/ ابنتها) الذي لم يدخل الروضة يحسن استخدام الهاتف النقال في الاتصال أو الرد أو اللعب وما شاكل ذلك، حيث لم تلتفت إلى الأثر الصحي للهواتف المحمولة وخصوصاً على الأطفال. إذ يتحتم علينا الوقوف على أخطار وأمان هذا الجهاز في وقتنا الحاضر وعلى الأمد البعيد، وانعكاس ذلك على الأجيال القادمة، فمعظم الناس تجهل أن الهاتف الخلوي هو أحد الملوثات الفيزيائية سواء كانت ملوثات طبيعية أو صناعية، وهذه الملونات تشمل التلوث الشعاعي والضوضائي والحرارة، كما أن شدة الصوت في الجهاز تولد ألماً في الأذن مما ينتج عنه الإصابة بالصم فضلاً عن الارتباكات المعدية وضعف عام في الدورة الدموية إضافة إلى التواتر العصبي والضيق النفسي والكآبة والحد من القدرة على التركيز وسرعة الغضب.
فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه الاشعاعات بشكل مستمر يصابون بالسرطان بدرجة أكبر من الذين لا يتعرضون لها، وهذا شائع جداً في حالات سرطان الدم والجهاز العصبي.
عزيزتي الأم لا تجعلي هديتك لنجاح ابنك في الأول ابتدائي هو اقتناءه لجهاز الموبايل، بسبب الأخطار التي ذكرت بل لتكن هديتك شجيرة تزرعينها في الحديقة، ويقوم ابنك بالاهتمام بها لكي تكبر معه خلال سنين دراسته، إذ أن هذا العمل يساعد على خفض نسبة التلوث البيئي في البيت..
في العدد السابق ذكرنا حالة الطفلة التي أصيبت بالصم.. وبعد أن أدركت الأم أن ابنتها فعلا لا تسمع.. أخبرت والدها بذلك.. فأسرع بها إلى الطبيب وفحص الطبيب حالتها بأنها يجب أن تلبس (السماعة) منذ كان عمرها سنتين، إلا أن الأهل امتنعوا عن وضع السماعة في أذن الطفلة، واستمرت الطفلة بالنمو في جميع النواحي الجسمية والحركية والفعلية، إلا أن النمو اللغوي لديها متوقف تماماً، لأنها لم تسمع أي صوت فكيف لها أن تنطق إلى أن أصبحت الطفلة في عمر المدرسة، وضعوا لها السماعة، وبدأت تتضايق من سماع الأصوات وبالتدريج بدأ ذويها بتعليمها الحروف والكلمات البسيطة. وعندما أصبح عمرها تسع سنوات أدخلت المدرسة في المرحلة الأولى، وهنا صعب على الطفلة التكيف مع الأطفال الذين هم دون عمرها.. وفي نفس الوقت لا تستطيع التكيف مع من هم في سنها بسبب ضعف التحدث لديها.. وهنا تحولت حالتها النفسية إلى احباطات كثيرة.. إذ أن السنين الخمس الأولى هي التي تكوّن شخصية الإنسان. أما من ناحية الأهل فاستمر الوالدان بمعاملتها، وكأنها بنت سنتين وليس تسع سنوات.
من التوجيهات المهمة.. على الأهل متابعة النمو عند أطفالهم ومراجعة الاخصائيين في طب الأطفال والإرشاد الأسري عند ملاحظتهم لأي حالة يمر بها الطفل والأسرة..
اكتبوا لنا عن حالات ملفتة للاهتمام لدى أطفالكم في الحلقات القادمة؛ لنبين كيف ينمو السلوك السوي والسلوك غير السوي عند الأطفال بدون شعور الأهل في ذلك.
ابنك على أبواب المدرسة:
كثير من الآباء والأمهات، لا يولون اهتماماً لأبنائهم في الفترة التي تسبق دخولهم المدرسة لأول مرة... فهما يقومان بشراء أفخر الملابس، وأغلى الأحذية والحقائب... لكنهما ينسيان كيفية تعامله داخل المدرسة في العام الأول، فترى اغلب الأطفال يتهربون من الدخول الى المدرسة في العام الأول، ولحجج غير مقبولة من قبل الأهل أو حتى المعلمين.. ولكي يتفادى كثير من الآباء هذه الظاهرة، عليهم تهيئته للدخول إلى هذا العالم الجديد عليه، وذلك بتدريبه عملياً على نظام المدرسة، وبفترة كافية لتعليمه كيفية التصرف.. ومن هذه التدريبات:
معرفة الاتجاهات (اليمين، الشمال، الأمام، الخلف)، وذلك عند دخول الطفل إلى المدرسة، أول عمل تقوم به المعلمات، هو ترتيب الأطفال ضمن طابور من طفلين عرضاً، وإلى عدد من التلاميذ الآخرين طولاً.. ومن التدريبات التي ينبغي على الأهل، تعليمها للطفل قبل دخوله المدرسة.. هو اقناعهم بالجلوس على كرسي لمدة ربع ساعة على الأقل، وعرض أشياء مختلفة له على الحائط، كالصور المتنوعة، أو الأشكال الهندسية ذات الاتجاهات المختلفة، هذا التمرين يعوّد الطفل بالجلوس على الرحلة عند دخوله الصف، ويحد من حركته المستمرة داخل الصف.. ثم مساعدة الطفل بتدريبه على قبول طفل آخر، يكون الى جانبه في الصف، وحسب أطوال الأطفال داخل الصف، وهذه مهمة معلمة الصف الأول، بأن تبيّن لهم المقارنة بالأطوال والأبعاد الهندسية.. لتتفادى كثيرا من المشاكل التي تحصل في الصف الأول..
ومن التدريبات التي ينبغي على الأهل تعليمها لأطفالهم، هو كيفية التعامل مع الأشياء، كارتدائه لملابسه، وربط الحذاء، أو الحزام، ومسك القلم، ولا نطلب منه الترتيب في الكتابة أو الكتابة على السطر، لأن طفل السادسة ما زالت أعصاب عينيه غير مكتملة. أخيراً على الأهل تدريب أطفالهم على الإحساس بالزمن.. وهذا يجب أن يكون في فترات متقدمة من الطفولة المبكرة، ليتعود الطفل على الاستيقاظ بوقت مبكر، والذهاب إلى مدرسته بالوقت المحدد، والانصراف بالوقت المحدد، وتعريفه بـ(اليوم وغداً وأمس) فهذا يساعده في تحضير واجباته، ونلاحظ ان الكثير من الأمهات، ترافق أبناءَها إلى الصف، ولفترة قد تطول أحياناً، إن التدريبات الأولية تحد من هذه الظاهرة.. وخصوصاً بمساعدة أبناء الجيران الذين سبقوا طفلها إلى المدرسة.
إن تحضير الطفل جيداً قبل المدرسة من قبل الأهل، سيساعده على عدم الفشل، وتعطيه الشجاعة. وذلك بتهيئة جو جدي أشبه بالصف، أو أصطحابه إلى المدرسة في أوقات مختلفة، قبل الدوام الرسمي.. ليشعر الطفل بالتآلف مع المكان من جهة، ويقيس المسافة بين البيت والمدرسة من جهة أخرى..
تعويد الطفل على الاهتمام بمظهره، ونظافة ملابسه، وتخصيص مكان خاص للوازمه المدرسية، حتى لو كان ركنا جانبيا، خلف باب إحدى الغرف، إلا أنه يكون مخصصا له فقط، وهذ الأمر يساعد الطفل على الاستقلالية والتنظيم منذ اليوم الأول للدراسة.
على الأهل أن يعوِّدوا ابنهم على الصراحة، والانصات له، إلى أن يتم كلامه، ومن ثم توجهيه بشكل سليم، كي لا تكون تجربة الصف الأول تجربة قاسية له، لأنها أهم مرحلة في طريق مستقبله.
أخيراً إذا كانت لديكم استفسارات أو مشكلات حول مرحلة المدرسة، وخصوصاً مرحلة الصف الأول، بإمكانكم الكتابة إلينا.. في العدد القادم إن شاء الله تعالى سنتناول محور (مشكلات وحلول الكذب عند الأطفال).
سلامة الطفل في المنزل:
يتعرض الأطفال للعديد من الحوادث التي تحصل لهم معظمها في المنزل حيث إن من أبرز هذه الحوادث السقوط من مكان ما أو الجروح أو الكدمات.. إذن على الأم منذ اللحظة التي يولد فيها الطفل عليها أن تغير نمط عيشتها من حيث طريقة التفكير والتعرف في المنزل إذ يعد المطبخ من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال للحوادث في المنزل غير أنه يمكن تفادي كل هذه المشاكل باتباع التدابير الوقائية اللازمة حيث يراقب الطفل بدقة كل ما تقوم به الأسرة ويتعلم بذلك كل شيء منهم لذا عليك أيتها الأم وقبل أن يبدأ طفلك بـ(الدبدبة) أي: الحبو، أن تتحققي من عدم وجود أي مصادر من المحتمل أن تعرض طفلك للخطر فمثلاً يجب عليك أيتها الأم:
1. ان تحفظي موائد التنظيف في الخزائن البعيدة عن متناول الأطفال أو الخزائن التي يمكن أقفالها.
2. ينبغي عليك أن تحفظي السكاكين الحادة بعيدة عن متناول طفلك.
3. عليك أن تتأكدي من سلامة أبواب التجهيزات الكبيرة كلها وأن تحفظي كل ما هو مرن ولين بعيداً عن أطفالك (مثل معجون الشبابيك أو الأصباغ المختلفة).
4. إذا كان طفلك دون الخامسة من عمره فزودي الصناديق أو ما شابه بمسكة أمان خاصة بالأطفال وأن لا تغطي المنضدة بشرشف خاص إذ يقوم الطفل بسحبه فيقع عليه كل ما يحتوي.
5. يجب عليك أن لا تتركي الطفل وحده في المطبخ خصوصاً عندما يكون الفرن مشتعلاً وعليك أن تضعي القدر على الناحية الخلفية من الغاز أثناء الطهو وأن تديري المقبض نحو الداخل كي لا يتمكن الطفل من التقاطه وأن لا تتركي المشروبات الساخنة في متناول طفلك سواء في المطبخ أم في سائر غرف المنزل.
6. عندما تطهين الطعام وكان طفلك دون الخامسة فعليك أن تعطيه قلماً وورقة وتدعيه يخربش عليها لكي يلهو وأنت تتابعيه مع الطهو وأن كان أكبر من هذا العمر أجلسيه في زاوية آمنة من المطبخ، حيث يمكنه التحدث إليك خصوصاً إذا كان مصاباً بالحمى.
7. أخيراً لا تدعي طفلك يركب دراجته أو عربته في المطبخ.
ملاحظة عابرة: في زيارتي لإحدى صديقاتي لاحظت طفلتها ابنة العام والنصف، لا تنطق ولا كلمة فقط تصيح بأصوات غير مفهومة.. كانت الأم معلمة رياض أطفال فبادرتها هل ابنتك تنطق بعض الكلمات أجابت: إنها تفهم. وكأنها تهرب من الإجابة.
قلت لها: إن ابنتك خرساء.. إلا أنها أنكرت وقالت: مازالت صغيرة هكذا كان أخوتها في سنها.
وفي زيارة ثانية حاولت أن أطرح عليها أن تذهب إلى الطبيب المختص ليكشف عن حالة ابنتها إلا أنها رفضت مدعية أن ابنتها بصحة جيدة، وأنها لا تشكو من ألم. قلت لها: إذن اختبري سمع ابنتك بطريقة بسيطة، وهي أن تكوني خلفها ولوحدكما ثم أطرقي على (صينية) لكي يحدث صوت عالٍ وبتردد.. فوجدت أن الاختيار بسيط ولكنها لم تعلمه إلا بعد مضي سنة أخرى من عمر الطفلة، وهي لا تنطق سوى أصوات غير مفهومة. وعندما طرقت صديقتي على (صينية ستيل) بمطرقة كبيرة ارتجت الغرفة بالصوت والصدى ولكن الطفلة لم تنتبه أو تتحرك.. أي أنها لم تسمع ذلك الصوت المدوي.. فقد كانت تعتمد على لغة الشفاه مع إخونها فتبادلهم بأصوات لا معنى لها.. وأدركت الأم أن ابنتها مصابة بالصمم.
كونوا معنا في العدد القادم لتشاركونا مشكلات أبنائكم ونطلعكم إلى ما وصلت إليه حالة الطفلة التي ذكرنا قصتها.