معتمد المرجعية الدينية العليا السيّد مكي الصافيّ في كربلاء - قضاء الحسينية
توثيق الذاكرة واستحضار الماضي مهم لبناء وعي راسخ لدى الشباب وتأسيس ذاكرة وطنية تحصّنهم من تكرار الأخطاء في المستقبل، كل ذلك جاء في فعاليات مهرجان تعزيز الذاكرة الأوَّل في محافظة النجف الأشرف الذي تنظّمه جامعة الكوفة، برعاية العتبة العباسية المقدسة متمثّلة بمؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، وتحت شعار (دروس الماضي … اِنطلاقة المستقبل)؛ بهدف تسليط الضوء على الجرائم التي تعرَّض لها الشعب العراقي، من قبل النظام السابق والجماعات التكفيرية.
بيّن رئيس مؤسسة الوافي م الأستاذ احمد صادق (دام توفيقه) أنّ "المهرجان تضمّن فعاليات توعوية متنوعة، منها: عروض لأفلام وثائقية تسرد تسلسل الأحداث، وتكريم لعوائل الشهداء من ضحايا اللّا نظام البائد ومن قارعوا الإرهاب، إضافةً إلى تقديم بحث علمي عن أهمية التوثيق ودوره في حماية ذاكرة الأجيال القادمة، وإقامة معرض احتوى على وثائق وصور ومقتنيات ومشاهد توثّق الجرائم المرتكبة" مؤكّدًا أنّ "هذه المواد تقدّم رسالة بصرية مؤثّرة، تسهم في بناء وعي راسخ لدى الشباب، وتأسيس ذاكرة وطنية تحصّنهم من تكرار الأخطاء في المستقبل".
وقال صادق: إنّ "مهرجان تعزيز الذاكرة الأوَّل، يهدف إلى إيصال رسالة توعوية مهمّة إلى طلبة الجامعات وأبناء هذا الجيل، حول حقيقة ما جرى في حقبتي اللّا نظام البائد والإرهاب المعاصر".
حيث أن "افتتاح المهرجان تضمَّن تقديمَ عرضٍ فيدويٍّ حول الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي، وتكريم عدد من عوائل الشهداء في زمن النظام السابق وشهداء فتوى الدفاع المقدسة"، لافتا إلى أن "هناك لجانًا علميةً وتحضيريةً وإعلامية وفنية، تتبنَّى إقامة الفعاليات المختلفة التي يتضمنها".
وأضاف الصادق، يُعدّ مهرجان تعزيز الذاكرة، هو الأوَّل من نوعه الذي يُقام في الجامعات العراقية، ويسعى إلى إحياء الذاكرة الوطنية وتوثيق الأحداث التاريخية المؤثّرة في المجتمع العراقي.
فيما تُوّج المهرجان بحفل ختامي مهيب، شُكر فيه المشاركون والمساهمون، ووزعت فيه شهادات التقدير والدروع التذكارية، التي لم تكن مجرد جوائز، بل رموزًا توثق لحظاتٍ خالدة ستظل محفوظة في ألبوم الذاكرة الجامعية.
أما اليوم، وقد أُغلقت صفحات المهرجان، فإن صدى هذه التجربة باقٍ، ينتقل من جيلٍ إلى آخر، ليكون تذكارًا معرفيًا وثقافيًا يُلهم الطلاب ويسهم في صناعة جيلٍ واثق بقدراته، مؤمنٍ بأهمية العلم، وواعٍ لقوة العقل في تحقيق التميز والريادة.
يتجه المهرجان الى لحظة الختام، التي لم تكن الذاكرة مجرد موضوعٍ للمنافسة أو مادةٍ للتمرين، بل تحوّلت إلى قيمة إنسانية نبيلة، تُغرس في وجدان الطلبة كأداة لصناعة المستقبل وبناء الذات. وتجلّت رؤية العتبة العباسية المقدسة، راعية هذا الحدث، في حرصها على أن تترك بصمةً تستمر وتثمر، لا في عقول المشاركين فحسب، بل في ذاكرة الجامعة والمجتمع بأسره.